المؤتمر نت - بدر بن عقيل
بدر بن عقيل -
هم وحدهم .. ونحن بالوحدة
قديماً قال شاعر شعبي حضرمي :
غدراً على الناس يا شمس الضحية
يالله أشرقي بأشوف شاطئ الحديدة
اللي مرصع باللول والمرجان .

هكذا عبر الشاعر عن توق وتطلع كل أبناء حضرموت لشروق وسطوع شمس إعادة وحدة الوطن اليمني والخروج من دائرة الشتات والتشرذم التي اكتووا بنيرانها ومعاناتها وظلامها الدامس .. وذلك الضعف والموت الذي عاشوه ألم يقول معلمنا الأول محمد صلى الله عليه وسلم " عليكم بالجماعة ، إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية "؟

ثم شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى وتضحيات الرجال الشرفاء من أبناء الوطن اليمني أن يصبح الحلم حقيقة .. ففي ذلك اليوم المشهود 22 مايو 1990م وتحت سماء مدينة عدن حضنهم الدافئ وثغرهم الباسم .. ومن خلف جباله الشماء طلت شمس الوحدة اليمنية المباركة وعن ضوئها وخيوطها الذهبية كل أرجاء السعيدة وقال أبناء شعبنا بعضهم لبعض :

أتريد لؤلؤاً ؟ أغطس في بحر الوحدة .

فعلمتنا الوحدة فن العوم لالتقاط الغالي والنفيس وعلمتنا الوحدة كيف نمخر عباب البحر .. وفي سفينة واحدة وبقيادة ربان ماهر نحو مرافئ ومدن وشطآن الأمان والأمن والخير والاستقرار .

وهنا تكمن أهمية الوحدة التي نحتفي اليوم بعيدها التاسع عشر وقد شب عودها ..وترسخت في الوجدان والعقل وسكنت حدقات العيون .. وكيف لا تكون كذلك وقد خرجت بنا من قمقم الانغلاق والمجهول إلى فضاءات العلوم . وكيف لا تكون كذلك وقد رفعت هاماتنا فوق السحب .. وإعادة رسم خريطة وتاريخ بلادنا المجزأ . وأعادت التاج من جديد على رأس ملكتنا بلقيس ؟!

وكيف لا تكون كذلك وقد مدت الوحدة جسد الوطن من صعدة إلى المهرة بشرايين من شبكات الطرق الحديثة وشبكات الاتصالات فغدا الوطن ينبض بالحراك والدفء والترابط الإنساني الحميم .

وكيف لا تكون كذلك ونحن ننعم في ظلالها بالديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الصحافة والرأي والرأي الأخر واحترام حقوق الإنسان .. وقيام منظمات المجتمع المدني .

ولهذا عندما حلق السرب اليماني الواحد في الأجواء الصافية النقية انبرت من هنا أو هناك مجموعة من الخفافيش لا تهوى ولا تعيش إلا في الظلام ( الغدرا ) وتحلم بعودة الوطن المشتت .. وعودة العنف الثوري ( المنظم ) دعواة قوانين التأميم والانتفاضات التي شملت في قارب صياد السمك المسكين .

ولا شك أن عظمة منجز الوحدة المباركة يتجلى اليوم وأكثر من أي وقت مضى فيما تبوح وتعلن به هذه الأصوات النشاز التي تعرت تماماً أمام شعبنا وهي تفصح ما بداخلها من حقد دفين ونزعات شيطانية على الأرض والشعب الواحد وهي بذلك تدفعنا أكثر إلى العض بالنواجذ على وحدتنا الغالية ، وعدم عودة عجلة التاريخ إلى الخلف .

إنهم لا يملكون سوى التكشير عن أنيابهم ورفع نجمتهم الحمراء التي عانينا منها طويلاً أما نحن فنمتلك حق التاريخ والجغرافيا لوطن واحد لا يقبل القسمة.

هم يحلمون بالعودة للتحكم على رقاب الناس ولو على ظهر دبابة أجنبية .. وإشعال الفتنة في الوطن وجعله عراق آخر أو صومال أخر .. أما نحن فنعلم من تاريخنا النضالي أن اليمن مقبرة الغزاة والطامعين ودعاة الانفصال والتقزم هم الذين تاجروا بدماء وأرواح الشعب وقبضوا العملات الصعبة وانغمسوا في مستنقع العمالة والارتزاق ، وارتهنوا للشيطان أما نحن منجزاتنا وربحنا في قوة وحدتنا وتآلفنا وتعاضدنا .

هم الذين بات الاحتفال بعيد وحدتنا يؤرقهم ويقض مضاجعهم ويسود وجوههم .. أما نحن فاحتفالنا بعيد وحدتنا يغمرنا بمشاعر الابتهاج والفخر والاعتزاز .

والخلاصة :
لاخوف عل الوحدة وقد غدت كل محافظات الوطن ورشة عمل كبيرة تلتقي فيها كل سواعد أبنائه وتصنع كل يوم منجزاً ومجداً جديداً نزهو به ونتباهى .

لا خوف على الوحدة وقد التقى في رحابها كل أفراد الأسرة الواحدة وأزيلت من الأعماق كل حواجز التشطير .

لا خوف على الوحدة وقد عادت إلى عش الوطن الهادئ كل الطيور اليمنية المهاجرة لتسهم في عملية البناء والتنمية والاستثمار .

لا خوف على الوحدة وهي عامل الأمن والاستقرار للمنطقة . والشمعة المضيئة نحو أمل تحقيق الوحدة العربية الشاملة .

لا خوف على الوحدة وهناك جيل جديد عمره بعمر الوحدة غدت الوحدة في شهادة ميلاده عنواناً لحياة زاخرة بالعلم والمعرفة والمنجزات والمكاسب على مختلف الأصعدة .
*عن الثورة
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 09:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/70344.htm