«الحكومات المحلية»بين خيارين!! أطلق الرئيس ذات يوم من ٦٠٠٢م في لقائه ممثلي المجالس المحلية بالمحافظات، صفة »الحكومات« في حديثه عن السلطة المحلية، وقال: إن هذه المجالس المنتخبة هي بمثابة الحكومات المحلية. حتى الآن، لا يبدو موضوعياً القول عن تعاطي معقول مع هذه »الصفة« أو حتى محاولة إثبات الأدوار المفترضة والمتوقعة منها! أسأل هنا هل يبقى التسليم بمنطق »حداثة التجربة« هو »مشجب« تغييب التفكير في اجتراح محاولة الاقتراب من اثبات أداء حكومات محلية بالفعل؟! صحيح .. هناك عوائق من صنع »المركز« لكن في المقابل هناك موانع تضعها لنفسها »المحليات« وتلقي في معظم الوقت باللائمة على المركزية المحلية المحتفظة بحيويتها، وما لم تذب هذه الموانع، وتتناقص درجات »اللوم« لن تجد المحليات في أدائها ما يمكن اعتباره أداء حكومة قائمة بالفعل في إطارها المحلي. وأجدها سانحة اليوم مع تدشين المؤتمرات الفرعية للمجالس المحلية في عموم محافظات الوطن، لأضع أمامها مقترحاً في هيئة سؤال هي معنية بوضعه على طاولة اجتماعاتها.. والاجابة عنه: هل مجالس المحليات في ظروفها وإمكاناتها وأدائها خلال الفترات الماضية.. جديرة بأن تكون في قادم الايام والسنوات عند مستوى »الحكومات المحلية« في إدارة مهامها وواجباتها. هذه في رأيي واحدة من أهم المسائل التي ينبغي العناية في مناقشتها وإعطاؤها فسحة معقولة من التقييم ومساحة من نقد الذات مع التقليل من مفردات »أنجزنا« »نجحنا« »حققنا« الى آخر هذه المفردات التي تساويها مجتمعة في النهاية مفردة »فشلنا«!! الفرصة متاحة أمام مؤتمرات المحليات في التوقف بجدية أمام الهدف المرسوم من اجتماعاتها.. وقد لخصته تصريحات مسؤولين في الإدارة المحلية بـ»أن هذه المؤتمرات سوف تقف أمام كل المشكلات والقضايا في المجتمع المحلي وتبحث الحلول والمعالجات الممكنة إزاءها«. وغاية ما أعتقده في هذا السياق أن »مؤتمرات المحليات« بين خيارين أحدهما: مفاجأة المشهد الساخن، وتداعياته السياسية بتشخيص دقيق لمشكلات المجتمع المحلي الخدمية منها والتنموية ، إذا ما علمنا أن معظم المشكلات التي قفزت الى السطح في أشكال احتجاجات واعتصامات ومطالبات حتى وصلت الى دعوات تنخر في جسد الثوابت الوطنية، هي- في الغالب - نتائج اختلالات وأخطاء وتعثرات في الأداء المحلي. فيما الخيار الآخر هو: البقاء على هذه المشكلات!! وبنجاحها في الخيار الأول تكون »المحليات« قد أعفتنا من تنظيرات السياسيين والحزبيين التي »دوخت أدمغتنا« ووضعت القول الفصل في تلمّس المعالجات للقضايا المثارة في »المحليات« وقطعت الطريق أمام مزايدات وهرطقات وتلفيقات!! »يا جماعة الخير« لقد سمعنا وقرأنا كل ما يجب وما لا يجب أن يقال، ولكن على ألسنة الحزبيين والسياسيين. فقط.. ننتظر هذه »المحليات« اليوم، تقول ما عندها.. لنرى.. هل ستنجح في مساعدة نفسها، ومساعدة البلد ككل في الخروج من أزمة تعددت مسمياتها وأوراقها، في حين يسهل تشخيصها كأزمة في تلبية ومتابعة الحاجة التنموية في مجتمعاتنا المحلية. |