المؤتمر نت - المؤتمرات الفرعية للمحليات نحو حكم محلي

المؤتمرنت-جميل الجعدبي -
المؤتمرات الفرعية للمحليات:اوسع حوار وطني لتشخيص الاختلالات والانطلاق نحوالحكم المحلي
تتواصل فعاليات المؤتمرات الفرعية الموسعة للمجالس المحلية بعموم المحافظات في اليمن في تظاهرة ديمقراطية تنموية فريدة ومحطة حوار وطني شامل يشارك في إثراء مخرجاتها (16) ألف عضواً من أعضاء السلطة المحلية وعموم محافظات ومديريات الجمهورية وأعضاء مجلسي النواب والشورى والفعاليات الرسمية والشعبية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية.

وفي حوارات مفتوحة ونقاشات تتسم بالشفافية والوضوح للعديد من القضايا المتعلقة بمسيرة التنمية على المستوى المحلي والعوائق التي تقف أمامها، وبما يفضي لمعالجة كافة القضايا التي تهم المجتمعات المحلية في المحافظات والمديريات تدشن يوم غد الاربعاء أعمال المؤتمرات الفرعية الموسعة للسلطة المحلية (المهرة، تعز، لحج، البيضاء)،فيما ستختتم اعمال المؤتمرات الفرعية للسلطات المحلية بالمؤتمر الفرعي للسلطة المحلية بأمانة العاصمة والذي سينعقد يوم السبت المقبل .

ويأتي انعقاد المؤتمرات الفرعية الموسعة للسلطة المحلية بأمانة العاصمة والمحافظات التي انطلقت مطلع الشهر الجاري تحت شعار (الإدارة الفاعلة أساس التنمية الشاملة) وبما تتضمنه من مناقشات ومشاركة شعبية واسعة في إثراء الإستراتيجية الوطنية للحكم المحلي أو من خلال تشخيص ومعالجة قضايا المواطنين في الإطار المحلي ،في ظل توجه حكومي جاد وإرادة سياسية قوية لتحقيق نظام حكم محلي قادر على تحقيق التنمية المحلية في إطار التنمية الوطنية الشاملة والمستدامة، وتعزيزاً لتجربة المجالس المحلية في بلادنا والانتقال من مرحلة السيطرة المركزية والتفرد إلى العمل الجماعي الواسع الملامس للواقع المحلي والأكثر تعبيراً عن احتياجات وهموم المجتمعات المحلية في المحافظات والمديريات.

تظاهرة ديمقراطية وتشخيص للاختلالات

ويؤكد الأستاذ/ صادق أمين أبو راس- نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية -على تميز فعاليات المؤتمرات الفرعية الموسعة للسلطة المحلية بالنقاش الحيوي والصريح وأنها أتسمت بالشفافية والوضوح دون خوف أو مواربة، مشيراً كذلك إلى أنها مثلت تظاهرة ديمقراطية وتنموية مكنت أبناء المحافظات كلا عاى حدة من مناقشة همومهم في مختلف المجالات التنموية والأمنية والاجتماعية ومختلف المجالات الأخرى.

ويرى أبو رأس -والذي شارك حتى امس الاثنين في عقد المؤتمرات الفرعية الموسعة للسلطة المحلية في ثلاث محافظات هي ( شبوة، مأرب، عمران) أن النقاشات التي دارت أثناء مؤتمرات السلطة المحلية هادفة وبناءه، كما أنها في نفس الوقت قامت بتشخيص مكامن القصور والاختلالات وحددت الايجابيات ومنحت الفرصة لأبناء المحافظات للتشاور حول المعالجات.

وفي حديثه لـ(المؤتمرنت) اعتبر نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية عقد المؤتمرات الفرعية الموسعة للسلطة المحلية بداية انطلاقه نحو حكم محلي واسع الصلاحيات.

وتطرق أبو راس إلى ما تضمنته البيانات الصادرة عن المؤتمرات الفرعية في ختام أعمالها من قضايا وهموم ومقترحات لمعالجة المشاكل وتحقيق الأهداف المرجوة في كل محافظة على حدة، معبراً عن أمله أن تأخذ الجهات المختصة في الحكومة هذه التوصيات في الاعتبار وعرضها على المؤتمر العام الخامس المقر عقدة قبل نهاية العام الجاري.

وأضاف: عموماً استطيع القول أن كل الحوارات والمداخلات والمناقشات قد تضمنتها مخرجات مؤتمرات السلطة المحلية من الأول وحتى الرابع حيث شددت جميعها على تنفيذ مخرجات هذه المؤتمرات .

وتحدث أبو راس عن أمال المشاركين بأن تلقى توصياتهم وقراراتهم الترحيب " وأن لا يكون مصيرها كمصير نتائج مؤتمرات سابقة".

واضافة إلى مشاركة أعضاء المجالس المحلية يرى الأستاذ/ صادق أمين أبو راس أن المؤتمرات الفرعية للسلطة المحلية .تميزت كذلك بحضور العديد من أبناء المحافظة خارج وداخل المحافظة وهو ما أعطى للمداخلات والنقاشات بعد واسع لمختلف قضايا وهموم المواطنين.

نقطة تحول كبرى على طريق الحكم المحلي :

من جانبه يرى محافظ ذمار / يحيى العمري في انعقاد المؤتمرات الفرعية الموسعة للسلطة المحلية بأمانة العاصمة والمحافظات فرصة غير مسبوقة.لطرح كافة هموم ومشاكل المجتمعات المحلية على طاولة الحوار وإجراء قراءة موضوعية للتحديات التنموية في المحافظات والبحث في الأولويات والتصورات التي من شأنها إزاحة العقبات والصعوبات التي تواجه عمل المجالس المحلية.

ويؤكد المحافظ العمري أن هذه المؤتمرات تمثل تعبيراً بليغاً عن روح وتوجهات العهد الوحدوي المبارك، وتجسيداً خلاقاً لقيم النظام الديمقراطي ،مشيراً إلى أن المؤتمرات التي تنعقد بعد عام من انتخابات المحافظين عبر المجالس المحلية تمثل نقطة تحول كبرى على طريق الانتقال إلى الحكم المحلي.


إثراء إستراتيجية الحكم المحلي

ونظراً للطبيعة الخاصة التي تكتسبها الإستراتيجية الوطنية للحكم المحلي التي أقرتها الحكومة في أكتوبر من العام الماضي، باعتبارها إستراتيجية وطنية لا تخص وزارة أوجهة بعينها، فإن المؤتمرات الفرعية الموسعة للسلطة المحلية ستمكن قيادات السلطة المحلية في المحافظات والمديريات من المشاركة الفاعلة بالحوار والنقاش حول مضامين الإستراتيجية وتحديد دورهم في تنفيذ الإستراتيجية على أرض الواقع العملي.

وفي هذا السياق يرى الأستاذ/ عارف الزوكا -عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام- إن مؤتمرات السلطة المحلية شكلت خطوة ممتازة جداً لمناقشة هموم ومشاكل المجتمعات المحلية، ومثلت طاولة حوار واسعة لاستيعاب كافة القضايا في كل محافظة على حدة، كما أنها مكنت المشاركين من إثراء الرؤية الإستراتيجية للحكم المحلي وملامح البرنامج الوطني لتنفيذها بالآراء والملاحظات القيمة وبماُ يًلبًّي احتياجات الواقع ومتطلبات.

ويشير الأستاذ/ عارف الزوكا إلى تميز المؤتمر الفرعي الموسع للسلطة المحلية بمحافظة شبوة بالمشاركة الواسعة والمصداقية والصراحة في الطرح والنقاش.منوهاً إلى مشاركة أكثر من (850) شخص فعاليات المؤتمر، ومتمنياً كذلك طرح مخرجات هذه المؤتمرات على المؤتمر العام الخامس للخروج بمعالجات وحلول للقضايا محل النقاش.

ترجمة لبرنامج الرئيس

وتعد الإستراتيجية الوطنية للحكم المحلي التي أقرتها الحكومة العام الماضي ترجمة عملية لواحدة من أهم مكونات برنامج الحكومة المنبثق عن البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية والذي أكد على ضرورة تعزيز اللامركزية وتوسيع المشاركة الشعبية في إدارة الشأن المحلي وفقاً لرؤية وطنية مستنيرة تستجيب لمتطلبات وتحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة.

وتُعول الحكومة اليمنية كثيراً على الإستراتيجية الوطنية للحكم المحلي للمضي قدماً خلال الأشهر القادمة في عملية إعداد البرنامج الوطني لتنفيذ الإستراتيجية، والذي من شأنه ترجمة ما جاء في نص وروح مبادرة فخامة رئيس الجمهورية ومشروع التعديلات الدستورية المنبثقة عنها، وتحديداً ما يتعلق منها بتطوير منظومة الحكم والإدارة في البلاد نحو الانتقال إلى نظام الحكم المحلي.

حوارات مفتوحة ونقل صلاحيات

الأستاذ/ محمد حسين العيدروس -عضو اللجنة العام للمؤتمر الشعبي العام وعضو مجلس الشورى- يرى من جانبه أن المؤتمرات الفرعية الموسعة للسلطة المحلية تميزت بالحيوية والمصداقية والترجمة الحقيقية لطموحات المجتمعات المحلية نحو الانتقال إلى الحكم المحلي كامل الصلاحيات.

مشيراً إلى تجسيد ذلك من خلال المناقشات الجادة من قبل المشاركين والحاضرين أعمال المؤتمرات بالملاحظات البناءة حول الإستراتيجية للحكم المحلي.

ولفت الأستاذ/ محمد العيدروس -رئيس معهد الميثاق -إلى تضمن المؤتمرات الفرعية الموسعة للسلطة المحلية تقييماً واقعياً وحقيقياً للمرحلة السابقة من عمر المجالس المحلية. وقال: " هذه المؤتمرات شكلت حواراً مفتوحاً بين مختلف ألوان الطيف حول المشاكل التي تواجهها المديريات في مختلف الجوانب".

وأضاف: هذه المؤتمرات ترجمة حقيقية وإجراء عملي لمضامين البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ رئيس الجمهورية في تطوير أساليب العمل ونقل الصلاحيات من المركز إلى أدنى سلطة محلية في المديريات.

تحقيق التكامل بإصلاح منظومة الوظائف

وتنبثق الأهمية الكبرى لتبني الحكومة إستراتيجية لتطوير وبناء الحكم المحلي المنشود من كونها ستعمل على تحقيق التكامل بين جميع مكونات نظام الحكم المحلي المنشود بإصلاح منظومة المهام والوظائف والبنية المؤسسية والقدرات البشرية والمادية ضمن رؤية إستراتيجية تهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المحلية الوطنية.

وفي هذا السياق يرى الدكتور/ إبراهيم حجري- وزير التعليم الفني والمهني -في إشراك القيادات المحلية والشخصيات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني وغيرهم من الشخصيات لإثراء الرؤية الإستراتيجية للحكم المحلي بالنقاشات والملاحظات خطوة هامة جداً وقضية جوهرية واضحة المعالم وهو ما ميز هذه المؤتمرات.

مشيراً كذلك إلى تميز أعمال المؤتمرات الفرعية الموسعة للسلطة المحلية بالشفافية والوضوح بما تضمنته من مداخلات ومناقشات للتقارير المقدمة في المؤتمرات والمتصلة بالبرامج التنموية والتحديات والصعوبات التي تواجهها المجالس المحلية.

وتطرق الدكتور/ حجري إلى إقرار الحكومة للرؤية الإستراتيجية للحكم المحلي في أكتوبر من العام الماضي على طريق الانتقال إلى الحكم المحلي من خلال الممارسة الأوسع للسلطة المحلية ،مشيراً في هذا الصدد إلى أن الحكومة ستكون ملزمة بترجمة توصيات المؤتمر العام الخامس للسلطة المحلية وتنفيذ مخرجاته في إطار البرنامج الوطني لتنفيذ إستراتيجية الحكم المحلي.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 05-ديسمبر-2024 الساعة: 05:17 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/70830.htm