المؤتمر نت -
المؤتمرنت -
الأزهر والسعودية: السفر للدول الموبوءة حرام
أيد عدد من علماء الأزهر الشريف، بينهم أعضاء بلجنة الفتوى، ومجمع البحوث، فتوى مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بحرمة السفر من الدول التي ظهر فيها مرض إنفلونزا الخنازير وإليها؛ لأن في ذلك "تعريض النفس للتهلكة".

وقال د. محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية أنه إذا ثبت أن "الشخص سيذهب إلى بلد موبوء بأي مرض وتنتشر العدوى فيه بمخالطة الجماهير، فهنا يعد الإقدام على الدخول في هذه الدولة من الممنوعات الشرعية".

وأشار في تصريحات لإسلام أون لاين، إلى أن "أحكام الشرع يقصد بها تحقيق مصالح الإنسان، وأي أمر يؤدي إلى الإضرار بالفرد أو الجماعة تمنعه شريعة الإسلام ككل الشرائع الإلهية".

واستدل د. عثمان على ذلك بأن "الله عز وجل نهى عن أن يصيب عباده أنفسهم بالأضرار ففي القرآن نجد قول الله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، وقوله تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا ضرر ولا ضرار)".

وأضاف أن "الإنسان ملزم شرعا بإبعاد نفسه عن مخاطر الضرر والهلاك، فإذا أقدم على الضرر يكون آثما".

واعتبر أنه: "ربما قال البعض إننا يجب أن نترك أنفسنا للأقدار، وهذا جهل بحقيقة القدر؛ لأن القدر كما هو متعلق بالأضرار متعلق بالمنافع، والإنسان لا يدري ما القدر؟".

واستشهد عضو مجمع البحوث على ذلك بما حدث عندما كان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتفقد أحوال الناس في الشام، وأخبروه أن هناك طاعونا في بلدة عمواس، فاستشار الناس وأمرهم بالرجوع، وألا يدخلوا هذه البلدة، فتساءل الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجرح قائلا "أفرار من قدر الله"؟!، فرد عليه أمير المؤمنين عمر متعجبا من قوله "لو غيرك قالها يا أبا عبيدة .. نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله"، وضرب له مثلا في غاية الذكاء فقال له أرأيت لو كان لك عدوتان -العدوة المكان بطرف الجبل- إحداهما مخصبة والأخرى مجدبة، فتركت المجدبة ورعيت بإبلك المخصبة أليس ذلك بقدر الله؟ ثم أمر الجميع أن يرجعوا، بحسب د.عثمان.

واختتم د.عثمان "نحن مأمورون إذن بأن نبعد أنفسنا عن كل ما يؤدي إلى الإضرار بالنفس، وأحد مقاصد الشريعة العظمة هي الحفاظ على النفس".

حفظ النفس

واتفق علماء بلجنة الفتوى بالأزهر مع ما ذهب إليه د.عثمان، من بينهم الشيخ سالم محمد سالم، أمين عام اللجنة، الذي قال إن "التحريم هنا به حفظ للنفس؛، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تذهبوا إلى بلد به الطاعون ولا تفروا منه)، فإذا كان الطاعون في بلد لا نذهب إليه، وإذا كنا في بلد به طاعون فلا نخرج منه".

وأضاف في تصريحات صحفية "منع السفر إلى البلاد الموبوءة بإنفلونزا الخنازير به حفظ للنفس البشرية، خاصة أن الذي يذهب ربما يأتي بعدوى منها، وهذا نوع من الاحتياط، ومنع انتشار المرض".

وأيد أمين لجنة الفتوى بالأزهر الشريف "منع من يأتي من تلك البلاد الدخول لمصر"، مشيرا إلى أنه "ينبغي أن نتخذ الإجراءات الصحية المانعة من دخول حامل الفيروس".

ونقلت وسائل إعلامية اليوم الثلاثاء عن مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ قوله بتحريم السفر من الدول التي ظهر فيها مرض إنفلونزا الخنازير وإليها؛ لأن ذلك مخالف للشرع، ويندرج تحت من يعرض نفسه للتهلكة.

وقال آل الشيخ إن "النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إذا وقع الطاعون في بلد ألا ندخله، وإذا وقع ونحن فيه ألا نخرج منه؛ لأن موت الطاعون شهادة"، مضيفا إذا "علمنا أن البلد موبوء بمرض إنفلونزا الخنازير يحرم علينا السفر له؛ لأننا بهذا نلقي بأيدينا إلى التهلكة".

وأضاف آل الشيخ في محاضرة بعنوان: "حكم السياحة في الإسلام وبيان آدابها وشروطها" أن "هذه الأمراض هي نتاج الذنوب والمعاصي وكثرة المنكرات"، منتقدا "أبناء الإسلام الذين إذا فارقوا ديار الإسلام نسوا دينهم وتجاهلوه، ونسوا أخلاقهم وأعمالهم، وأصبحوا غارقين في الشهوات".
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 05:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/71073.htm