|
مركز الإصدار الآلي...نقطة مضيئة قبل بضعة أشهر تلقيت اتصالا من احد الزملاء يطلب مني مقابلته في مصلحة الهجرة والجوازات واصطحاب بطاقتي الشخصية معي ولمعرفتي المسبقة بنيته استخراج جواز سفر لم أناقشه ولم أتردد في التوجه إليه ومقابلته في الجوازات رغم أن الساعة حينها كانت 11و45دقيقة قبل الظهر والكثير من المكاتب الحكومية تغلق أبوابها في نفس الموعد او بعده بنصف ساعة و ساعة في أحسن الأحوال , ولأني مقتنع تماما بعدم قدرتنا في استكمال معاملة الجواز كون الوقت متأخرا- مقارنة بدوام كثير من المكاتب الحكومية وفي غير جهة - ومع هذا ولكي لا يتهمني باختلاق المبررات وعدم مساعدته ذهبت إليه على وجه السرعة.. وبمجرد وصولي وجدته ينتظرني في الشارع الرئيسي ( ش/ خولان) مقابل بوابة الجوازات على وجه التحديد وبدون مقدمات قلت له لو انتظرت إلى غدا كان أفضل بحيث نأتي الصباح وليس الظهر فمن الذي سيمنحك الجواز في هذا الوقت , وهل موظفي الجوازات منتظرين لنا ؟ وكعادته تبسم وقال :( في مركز الإصدار الآلي سترى بنفسك ولن نستغرق أكثر من نصف ساعة لاستخراج الجواز وأخذه في نفس اللحظة ) غير أني قلت له (بلاش) المبالغة والتبرير لمجيئك اليوم متأخر. وعندما دخلنا قاعة المركز (مركز الإصدار الآلي بصنعاء) رأيت وشاهدت في نصف ساعة ما عجزت عن رؤيته في سنوات كثيرة , فالإجراءات الميسرة والمنظمة والدقة والسرعة الفائقة في استكمال معاملات المواطنين المختلفة ( جوازات , رخص قيادة, شهادة ميلاد وغيره) أدهشتني وجعلتني أتغير 360 درجة , وبدافع الإعجاب والفضول حاولت معرفة أشياء كثيرة عن المركز سواء من بعض الموظفين او من المواطنين وخيل لي حينها أنني في دولة أوربية او أن الموضوع لا يعدو عن كونه احد أحلام اليقظة ليس إلا. نصف ساعة بتمام والكمال وإذا بزميلي يناديني وفي يده جواز السفر فتبين لي أن بالإمكان أفضل مما كان وأن ما شاهدته واقع وحقيقة وليس حلم وخيال , وأن المركز نموذج يحتذي به وتجربة يمكن تعميمها في القطاعات والإدارات الحكومية الأخرى , وان العقيد / علي الرويشان مدير المركز وراء هذا النجاح والتنظيم حيث يتواجد في الصالة من بداية الدوام حتى نهايته لكي يتابع سير العمل عن قرب ويسهل مهمة الموظفين والمواطنين على حد سواء , الرويشان طاقة متجددة وقدوة حسنة وتواضع جم وملاك بهيئة إنسان يستحق منا كل الشكر والتقدير ومن وزارة الداخلية التكريم والتشجيع وتعميم فكرة المركز في بقية المحافظات على أن يتولى إدارتها أشخاص بنفس مواصفات القائد الناجح والإداري المخلص رمز النزاهة والوطنية العقيد علي الرويشان او بعضها فنادرا ما تجتمع في شخص واحد كما هو الحال في مدير مركز الإصدار الآلي بصنعاء. نعم هي نصف ساعة رأيت فيها وسمعت , تابعت واستفسرت , أعجبت فيها وانبهرت , بل وتفأ لت بإمكانية الإصلاح وتنفيذ برنامج فخامة الأخ رئيس الجمهورية في الإصلاح المالي والإداري ومحاربة الفساد وفي تصحيح الأوضاع بشكل عام , ولا أخفيكم أنني ومن شدة إعجابي بنظام مركز الإصدار الآلي بصنعاء وسهولة الإجراءات فيه تمنيت لو نستطيع نسخ ألف نسخة من على الرويشان الذي اكتب عنه وأنا اعرف انه لا يحتاج لذلك فعملة خير شاهد , كما إنني اعترف بعجزي عن الكتابة عن أعلام وقامات كهذه كون ذلك لن يضيف لهم أشياء ولن يوفيهم حقهم أيضا وهذا ما اجعلني أتردد عن الكتابة منذ ستة أشهر تقريبا. وخلاصة القول أننا بحاجة ماسة الى إصلاح الأوضاع والتأني في اختيار وتعيين المسئولين في مختلف المرافق والى تعميم التجارب الناجحة والإشادة بها وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب وعشمنا كبير في برنامج فخامة رئيس الجمهورية حفظة الله وبرامج وتوجهات الحكومة في استنساخ الأشخاص والمشاريع الناجحة , فعلى سبيل المثال مركز الإصدار الآلي نافذتنا للمستقبل فهو نقطة مضيئة في سماء الإصلاح , وهذا لا يعني عدم وجود مشاريع وأشخاص ناجحين بقدر ما يعني المحدودية والقلة فقط |