ملحمة التحول التاريخي كانت الاضطرابات والازمات الخانقة تكتنف الوطن وتكاد تعصف به وتحدث فراغاً دستورياً وسياسياً وامنياً مريباً.. وكان المسرح السياسي يرتج رجاً ويحدث هزات عنيفة تدفع بالبلاد الى حافة الهاوية..! وكان السؤال الكبير.. كيف يمكن انقاذ الوطن من الكارثة..!! ومن يمتلك القدر الكافي من الجرأة والاقدام على الرقص على رؤوس الثعابين حين كان كرسي الحكم محفوفاً بالمخاطر..؟! لكن الرجل القائد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح كشأن القادة والزعماء التاريخيين خرج كالمارد وتقدم الصفوف ليتحمل مسؤولية قيادة البلاد، بكل الحلم وقوة الارادة والشكيمة في وقت كانت تربض على بركان متفجر ودوامة صراعات مخيفة في دراماتيكيتها الى درجة ان اكثر الوالغين في السياسة والمفتونين بكرسي الزعامة تراجعوا تائهين حائرين عن تسلم مهام السلطة والحكم وذهبوا حد اليقين بأن (الرجل) وقع في الفخ من حيث لا يحسب ضحية مشروع مغامرة خطيرة.. وفاتهم ان الرئيس علي عبدالله صالح قائد قوي الايمان والارادة محنك لا يباري .. دوخ الاعداء في اكثر من منازلة وتعرض لمخاطر تشيب من هولها الولدان، ومرغ منها كما يمرغ السهم بين اللهب.. وانه المناضل الوطني الغيور لو امكن له ان يشتري بروحه وحياته سلامة وطنه وسعادة شعبه لفعل بصمت وايثار.. وقد فعل..! حينما تطوع لانقاذ الوطن من الانهيار والهاوية..! ظل إيمانه العميق والمطلق بقضية وطنه وشعبه أهم وأعظم دعامات عبقريته وقيادته الحكيمة فكان الاقدر على اتخاذ القرار الصعب في الزمن الصعب يدير بحكمة وجرأة دفة السفينة الى بر الامان وسط الامواج العاتية ليثبت ان المحن والازمات انما هي شموع تضيء الطريق نحو الافق المنظور المتدثر بالاستقرار والرخاء عندما تتوفر الارادة الشديدة والايمان القوي بحب الانتماء للوطن والتضحية من اجله. واستطاع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بالعقل والحكمة والعزيمة ان يصنع ملحمة تحول تاريخي، تعيد لليمن ارضاً وانساناً، امجادها الحضارية ونصاعة تاريخها ومكانتها بجملة الانجازات والانتصارات التي مثلت عماد شرعية قيادته ومصدر قوة حركية مسيرته الناهضة. الديمقراطية تجري في دمه سريان الماء في العود الاخضر وافصح عن تعلق شديد بالمساواة والعدالة وحقوق الانسان ودعم المجتمع المدني وتوسيع المشاركة الشعبية لقد قاد فخامة الرئيس حركة الحوار والوفاق والتسامح، وتعامل مع الآخر برؤية قوامها ان الاختلاف والحوار اثراء للحياة السياسية والفكرية.. و كان بحق اول رئيس في التاريخ اليمني المعاصر يطبق ديمقراطية الحوار ويجعل الجميع يثقون بالملاءمة الوطنية لهذا النهج كخيار وممارسة وحياة. وكان هذا النهج من اهم اسباب الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي شهده اليمن في عهده مثلما كان الدافع لاستجابة كثير من القوى السياسية المعارضة للانخراط في اطار المؤتمر الشعبي العام بعد مرحلة الحوار التي افرزت (الميثاق الوطني) والاسهام في مختلف مفاصل مؤسسات الدولة اليمنية الحديثة.. وبهذا امكن لفخامته السير قدماً في ركب التطور بالوطن مستنداً الى تأييد جماهيري واسع ورابطة قوية صنعت نسيجاً متيناً من التلاحم والانصهار الحميمي للقائد والشعب في عبقرية الوطن. وبهذا المعنى نفهم نجاح الرئيس في احداث التنمية الاقتصادية الشاملة وخياره في التطوير والذي عبر عنه بقوله: لا تنمية بلا ديمقراطية ولا ديمقراطية بدون تنمية وهكذا اخذ يرسم انطلاقته بممسكات العلاقة الدياليكتيكية الجدلية بين المسار الديمقراطي وبين العملية الاقتصادية الانمائية فجعل الاصلاح عملاً متكاملاً منطلقة التلازم القائم بين التنمية والديمقراطية. ولأن الأحداث العظام لا يصنعها الا العباقرة العظام ومن صميم ودواخل التاريخ الوطني انبثق عنفوان الحدث وقدسيته المتمثل بالمنجز الوحدوي التاريخي العظيم .. صنعته عبقرية الرئيس علي عبدالله صالح الذي اجاد ربط البلاد كوحدة كاملة ليس بالانتقال الاقتحامي المباشر ولكن بالتدرج الانتقالي اشترطته خصائص وخصوصيات الوطن والشعب. لقد أعاد فخامة الرئيس لليمن مكانتها المرموقة على الساحة الدولية واصبحت في قلب الشقيق والصديق بسياسته الحكيمة القائمة على مبادئ ا لتسامح والاعتدال والواقعية وجعل اليمن مهداً لحلول ومسيرات ومبادرات سلمية على المستويين الاقليمي والدولي، اثرت بافكارها وتصوراتها الحلول الكفيلة بتسوية معضلات وبؤر عديدة. ان المام الرئيس علي عبدالله صالح بالقضايا العربية والقضايا الدولية جعله محط انظار كثير من الساسة الذين يستأنسون بآرائه ولطالما اولى فخامته اهمية كبيرة لتحقيق نقلة نوعية في العمل العربي المشترك وكثيراً ما يضع يده على مواطن ا لداء والضعف في العلاقات العربية فكانت كثير من المصالحات العربية العربية بجهد وتأثير فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح ، وكان انتظام انعقاد القمة العربية، وآلية اصلاح الجامعة العربية واعادة هيكلتها .. ثمرة جهوده في تفعيل العمل العربي المشترك لخدمة القضايا المصيرية للامة. ويؤكد الرئيس وفاءه لاختيارات اليمن ولكل دور تضطلع به في الساحة الدولية، ويعمل مع المجتمع الدولي على حماية الامن والسلم الدوليين واتخاذ مواقف جريئة لنصرة الشعوب المظلومة والحفاظ على التوازن في العلاقات الدولية .. ومحاربة الارهاب بكل قوة اينما وجد ومن اي جنس او لون. ليعذرني القارئ فيما لو اسهبت في الايجاز الموجز لمرحلة عشتها وعايشتها ساعة بساعة ويوم بيوم.. وسنة سنة.. بما حفلت من الاحداث والتحولات التي شهدتها بلادنا في ظل قيادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.. قد لا تكفي لتسجيلها وتوثيقها العشرات من الكتب ، ولعل ما اثار هذه الخواطر السريعة هو احتفالنا بيوم الوفاء ال17 من يوليو المجيد الذي يحق لنا فيه ان نقول كلمة وفاء لقائد عظيم اعطى وقدم التضحيات وصنع الانجازات والمعجزات لشعبه، وحسبنا ان يكون هذا اليوم محطة تأمل لنا جميعاً لدراسة مرحلة ثرية العطاء بخصائصها وظروفها الزمانية والمكانية، وبلغة العصر الانساني المعاصر والمتفتح لتعرف الاجيال وترى كيف استطاع الرئيس علي عبدالله صالح ان يطوع الامكانيات البشرية والمادية المحدودة والطاقات الروحية.. الخ في مسارها الصحيح وبمنهج سياسي واقعي يدهش الانسان في اتقانه واستقامته فكان عملاً حضارياً خلاقاً يؤسس للبناء الحضاري الجديد والمعاصر الذي تشهده بلادنا. ندعو الله ان يحفظ زعيمنا وقائدنا الملهم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، وان يحيطه برعايته ويأخذ بيده الى مدارج السمو والرفعة لما فيه خدمة وسعادة ابناء شعبنا اليمني الابي الذين بادلوه الوفاء بالوفاء والحب بالحب .. انه سميع مجيب *رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر |