المؤتمر نت - يحيى علي نوري
يحيى علي نوري -
هيستيريا الاعلام الإيراني.. مقاصد ودلالات
اسراع الاعلام الايراني الى تبني انباء مفبركة يزعم من خلالها أن هناك تدخلاً خارجياً مباشراً في أحداث صعدة المؤسفة، كان بمثابة خطوة مكشوفة الأهداف والمقاصد.. فالايرانيون الذين يعانون حالياً من حالة احتقان خطير على الصعيد الداخلي يرغبون في تصدير أزماتهم الى الخارج أو بالأحرى الدفع بالاعلام الخارجي الى الذهاب بعيداً عن تحليله للأوضاع الايرانية وشغله بقضايا بعيدة مثل الزعم بتدخل خارجي في العمليات التي تقوم بها قواتنا المسلحة الباسلة في محافظة صعدة ضد المتمردين الاهابيين أو من خلال زعمه باستخدام القوات اليمنية لقنابل‮ ‬الفوسفور‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يمتلك‮ ‬أسلحة‮ ‬الدمار‮ ‬الشامل‮ ‬سوى‮ ‬ايران‮ ‬دون‮ ‬غيرها‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮.‬
الايرانيون الذين ظلوا يؤكدون مراراً عدم تدخلهم فيما يحدث في محافظة صعدة من فتنة تشعلها جماعة التمرد كشفوا هذه المرة بتدخل إعلامهم السافر بأنهم ليسو بعيدين مما يحدث في صعدة من فتنة وأعمال إرهاب وتخريب، والدليل هنا واضح وجلي يعبر عن حالة الحمى الهسيتيرية التي اعترت الاعلام الايراني واستمراره في توجيه الاتهامات يميناً ويساراً في محاولة مكشوفة تهدف الى خلط الأوراق وتأزيم الأوضاع ليس في اليمن فحسب وإنما على مستوى الجزيرة العربية في الوقت الذي يدرك طابخو هذا الاعلام المهستر بالابعاد والمدلولات المذهبية التي تتحمل‮ ‬نشرها‮ ‬جماعة‮ ‬الحوثي‮ ‬بدعم‮ ‬ومساندة‮ ‬من‮ ‬ايران‮ ‬لتحقيق‮ ‬أهداف‮ ‬وتطلعات‮ ‬وطموحات‮ ‬لايران‮ ‬ليست‮ ‬بالغريبة‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬المتابعين‮ ‬والمهتمين‮ ‬برصد‮ ‬الحراك‮ ‬الايراني‮ ‬على‮ ‬مستوى‮ ‬المنطقة‮ ‬العربية‮.‬
واذا كان الاعلام الايراني باتهاماته هذه وحالة الهذيان والهستيريا التي تعتريه حالياً يحاول جاهداً بلورة التوجهات السياسية والمذهبية لايران الرسمية وبدعم من المراجع الدينية المعروفة يسجل انتهاكاً خطيراً للأمن والاستقرار في اليمن من خلال سعيه الى تشويه الصورة الحقيقية حول ما يدور ويحدث في صعدة من جرائم وانتهاكات فظيعة، وإظهار كل ذلك الى كونه صراعاً إقليمياً ليس لليمنيين ناقة فيه أو جمل، فإننا نقول لهذا الاعلام المهستر إن اليمن موطن الحكمة هي قادرة على ادارة أزماتها بالصورة التي تحمي كيانها ووجودها وسيادتها وأن‮ ‬تضع‮ ‬بالتالي‮ ‬حداً‮ ‬لكل‮ ‬المهرولين‮ ‬الى‮ ‬التدخل‮ ‬في‮ ‬شأنها‮ ‬الداخلي‮ ‬ومنها‮ ‬بالطبع‮ ‬ايران‮ ‬التي‮ ‬ما‮ ‬فتئت‮ ‬لحظة‮ ‬إلاّ‮ ‬وتفكر‮ ‬في‮ ‬كيفية‮ ‬الاستغلال‮ ‬الرخيص‮ ‬لما‮ ‬يحدث‮ ‬من‮ ‬فتنة‮ ‬في‮ ‬صعدة‮ ‬بدعم‮ ‬من‮ ‬مؤسساتها‮ ‬ومرجعياتها‮.‬
وايران اليوم كما أشرنا في مستهل موضوعنا هذا التي تعيش حالة احتقان تسعى الى تحقيق كسب ما على صعيد ما يحدث في بلادنا فهي تريد من خلال ممارساتها غير المسئولة أن تبعث رسائل مهمة الى أطراف عدة، لها علاقة بأزماتها واحتقاناتها الداخلية ومن أهم هذه الرسائل هي أنها‮ ‬تريد‮ ‬أن‮ ‬تقنع‮ ‬أطراف‮ ‬اللعبة‮ ‬الدولية‮ ‬بأن‮ ‬استقرار‮ ‬منطقة‮ ‬شبه‮ ‬الجزيرة‮ ‬العربية‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يتم‮ ‬بمعزل‮ ‬عنها‮ ‬كما‮ ‬تعمل‮ ‬في‮ ‬لبنان‮ ‬بهدف‮ ‬تحقيق‮ ‬مكاسب‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬العرب‮ ‬ودمائهم‮.‬
ولعل أبرز ما يحرك مطامع ايران هي أنها قد وجدت في الحوثية في بلادنا أداة مهمة لمزيد من التأزيم للأمن والاستقرار ببلادنا بل والمنطقة وهي تدرك -أي إيران- أن هؤلاء الحوثيين يمثلون امتداداً طبيعياً للشيعة في دول الجوار وتلك حقيقة عبر عنها الارهابيون الحوثيون بتهديدهم قبل أيام بنقل الصراع الى الجارة السعودية.. وهو تهديد لا يمكن أن ينظر له المراقبون والمهتمون بمعزل عن سيناريوهات ايران بمنطقة الجزيرة التي جعلت من اليمن نقطة انطلاق لحالة الفرقة واللااستقرار الذي تنشده لبلادنا ودول الجوار.. كما جعلت من اليمن نقطة لتهريب‮ ‬المخدرات‮ ‬والقضاء‮ ‬على‮ ‬الشباب‮ ‬العربي‮.‬
وازاء ما تقدم فإن الأحداث الأخيرة وعلى الأخص ما تقوم به قواتنا المسلحة جزء من دور مسئول في الدفاع عن أمن واستقرار المواطنين وفرض هيبة الدولة على مستوى كل مناطق مديريات صعدة، أمر أضحى اليوم ووفقاً للمعطيات الراهنة يحظى بأكبر وأعظم اصطفاف شعبي عارم الى جانب القيادة‮ ‬السياسية‮ ‬والقوات‮ ‬المسلحة‮ ‬باعتبار‮ ‬ذلك‮ ‬الطريق‮ ‬الأمثل‮ ‬الذي‮ ‬يصون‮ ‬دماء‮ ‬اليمنيين‮ ‬وكرامتهم‮ ‬ويمنع‮ ‬عنهم‮ ‬التدخلات‮ ‬الخارجية‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تهدف‮ ‬سوى‮ ‬خدمة‮ ‬اجندات‮ ‬وتطلعات‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬الدم‮ ‬اليمني‮.‬
ولايران ننصح أن تدرك أن اليمن ليس المكان الذي تعبث فيه وتحاول صب احقادها وتآمراتها على اليمن وأشقائها ذلك أن اليمن كان وسيظل واحة أمن واستقرار تنبذ التطرف والغلو بكل اشكاله وأنواعه ومهما كانت مبررات المتشددين وبأن شعبنا سيظل ينظر للتطرف كخطر أعمى سيأكل الأخضر‮ ‬واليابس‮ ‬وبأن‮ ‬اليمن‮ ‬سيظل‮ -‬أيضاً‮- ‬قادراً‮ ‬على‮ ‬حماية‮ ‬نفسه‮ ‬وقادراً‮ ‬على‮ ‬اجبار‮ ‬الآخرين‮ ‬على‮ ‬احترامه‮ ‬وعدم‮ ‬التدخل‮ ‬في‮ ‬شئونه‮ ‬الداخلية‮.‬
وبأن‮ ‬المستقبل‮ ‬الأفضل‮ ‬الذي‮ ‬ننشده‮ ‬القائم‮ ‬على‮ ‬السلم‮ ‬والأمن‮ ‬الاجتماعي‮ ‬سيظل‮ ‬يقدم‮ ‬من‮ ‬أجله‮ ‬كل‮ ‬غالٍ‮ ‬ونفيس‮.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 10:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/73012.htm