|
الإغاثة الدولية تشكو: الحوثيون يمنعون وصول الأغذية لأبناء صعدة في الوقت الذي يتحدث فيه الحوثي باسم أبناء صعدة، شكت منظمات الإغاثة الدولية بصعدة من صعوبات تواجهها في مساعدة أبناء صعدة جراء مواصلة المتمردين الحوثيين اعتداءاتهم على موظفيها، وقوافلها، مؤكدة قيامهم باختطاف (15) من موظفيها، لتميط النقاب بذلك عن ممارسات لا إنسانية بشعة يمارسها الحوثيون بحق من يدعون أنهم يخوضون الحرب لأجلهم. وكالة الأنباء الانسانية التابعة للأمم المتحدة أكدت في تقرير لها امس الثلاثاء أن منظمات الإغاثة تواجه صعوبة متزايدة في مساعدة المدنيين في محافظة صعدة في أعقاب تجدد المواجهات بين الجيش والمتمردين الحوثيين. وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن، جيان كارلو سري، أن "صعدة تشهد مواجهات مسلحة نشطة، وتعاني من وضع أمني متقلب للغاية. ونظرا لذلك، يجد البرنامج نفسه مضطرا لأن يوازن بشكل حذر للغاية بين أمن موظفيه من جهة ومهمته المتمثلة في مساعدة المتضررين من جهة أخرى". وكانت المواجهات في صعدة قد اشتعلت من جديد في 12 أغسطس. وقد أجبرت الغارات الجوية للقوات الحكومية على معاقل الحوثيين في صعدة العديد من المدنيين على الهروب إلى المحافظات المجاورة. ووفقا لمنظمات الأمم المتحدة، فقد تسببت المواجهات في نزوح حوالي 150,000 شخص داخل محافظات صعدة والجوف وحجة وعمران. ووفقا لعباس زبارة، الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني، فإن الجمعية واللجنة الدولية للصليب الأحمر هما المنظمتان الوحيدتان اللتان تشرفان حاليا على مخيمات النازحين في صعدة. كما أن هناك بعض المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في المنطقة، ولكنها تجد صعوبة قصوى في أداء عملها بسبب انعدام الأمن على الطرقات داخل وخارج صعدة. وقد اشتكت منظمة أطباء بلا حدود في بيان صدر عنها حديثا من أن "صعوبات السفر على الطرقات الرئيسية تعيق الوصول إلى المتضررين، خصوصا الجرحى منهم، وكذا إلى المرافق الصحية". من جهته، أفاد روكو نوري، مسؤول العلاقات الخارجية بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين باليمن، أن النازحين في محافظة حجة يحصلون على المساعدات في حين أن الدعم المخصص لنازحي صعدة "أوقف من طرف السلطات بسبب انعدام الأمن". وأضاف نوري أن المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن أرسل رسالة إلى نائب الوزير الأول اليمني في 17 أغسطس مطالبا فيها بوقف إطلاق النار لتمكين موظفي الإغاثة من توزيع المساعدات الإنسانية. وكانت منظمات الأمم المتحدة سحبت كل موظفيها الدوليين ومعظم موظفيها المحليين من صعدة (بعد العثور على جثت ثلاث موظفين مختطفين في صعدة في يونيو)، وقلصت جهودها في محاولة توزيع المواد الأساسية على النازحين في المناطق الآمنة خارج محافظة صعدة. وقد سجلت بعثة مشتركة للأمم المتحدة وجود حوالي 13,000 نازح جديد في محافظة حجة منذ 15 أغسطس وبدأت في الاستجابة لاحتياجاتهم الأساسية. وتخطط الأمم المتحدة لإرسال بعثات مماثلة إلى محافظات أخرى في المستقبل القريب. وعلق نوري على ذلك بقوله أن "الشراكة هي دائما الحل الأمثل لتنسيق التدخل الإنساني الفعال وتفادي القيام بنفس النشاط مرتين". وأضاف أنه في "حالة الطوارئ المعقدة، مثلما هو الشأن في شمال اليمن، حيث هناك نزوح كبير وفقدان للأرواح وصعوبة في الوصول إلى المتضررين، تصبح الاستجابة الإنسانية المنسقة بين منظمات الأمم المتحدة، والتي تتجاوز حدود مهمة أو قدرة كل منها على حدة، ضرورية لتغطية احتياجات المتضررين". أوضح الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) في اليمن، نسيم الرحمن، أن التحدي الخاص الذي تفرضه الأزمة في صعدة يتمثل في كون النازحين غير مركزين في مخيمات، بل هم مشتتون لدى عائلاتهم في المحافظات المجاورة. وهذا يجعل من الصعب تحديد النازح الذي يحتاج للمساعدة. وأضاف أنهم "جميعا متنقلون ولكنهم يحتاجون للمساعدة. كما أن حلول شهر رمضان وارتفاع أسعار المواد الغذائية اد من الضغط الذي تعاني منه المنظمات الإنسانية". وكان 15 موظفا من موظفي الهلال الأحمر اليمني قد تعرضوا للاختطاف على أيدي الحوثيين في 13 أغسطس ثم أطلِق سراحهم بعد أيام من ذلك. وعلق زبارة أنهم تعرضوا للاختطاف عند أداء عملهم وأن التعاون مع السلطات المحلية هو الذي ساعد في عودتهم سالمين. من جهتها، تستمر منظمات الإغاثة الأخرى في توخي الحذر والتعاون مع السلطات المحلية. حيث يقول سري من برنامج الأغذية العالمي: "في الوقت الراهن يتحرك موظفونا بالكثير من الحذر. وهم يعملون بشكل أساسي من بيوتهم ويتواصلون معنا ومع السلطات في صعدة لترتيب عمليات الإغاثة بناء على مبادئ الحياد التي نلتزم بها". جدير بالذكر أن القوات الحكومية بسطت بنهاية نهار الاثنين سيطرتها الكاملة على الطرق، أي بعد يوم من إعداد هذا التقرير من قبل شبكة الأنباء الانسانية. |