حتى نضع حداً للعبث الإعلامي الإيراني حالة من الاشمئزاز والتقزز تعتري كل من يشاهد قناة العالم وخاصة في تناولها لحدث التمرد الذي تشهده بعض مديريات محافظة صعدة ومبعث هذا الحال لدى المشاهد اليمني كان طبيعياً ومرده بالطبع يعود إلى أن هذه القناة قد قررت أن تقف إلى جانب المتمردين مقدمة لهم عونها الإعلامي- وهو عون يتجلى بوضوح في كل ما تنشره من أخبار وتقارير وتعرض له من تحليلات للحدث في اليمن. حيث يلاحظ المشاهد ومن خلال كل هذه المناشط التي تقوم بها قناة العالم بأنها عاجزة كل العجز عن تقديم الصورة الكاملة للحدث في اليمن وهو عجز لايمكن أن يكون مرده إلى ضعف مهني بل إلى وجود ضعف آخر يتمثل في التعصب الأعمى الذي يجر هذه القناة من وقت لآخر عند كل تناول لها ليس للحدث في اليمن وإنما لكل حدث عربي والنظر إليه من خلال زاوية المصالح الإيرانية المبنية على أساس الاستغلال الرخيص لكافة المخلفات والتداعيات للصراعات المذهبية وغيرها من العوامل التي تشد إيران السياسية والدينية إلى الهيمنة والسيطرة واستعادة مجد وتاريخ قديم. وحقيقة إن قناة العالم وبهذا العبث الإعلامي الذي باتت تمارسه قد قدمت نفسها إلى الرأي العام العربي كأداة معادية وبالتالي كتبت مبكراً لرسالتها الإعلامية بالفشل الذريع والافتقاد المستمر لجمهورها العربي الذي لم يعد يجد في هذه القناة والقنوات التي تسير على ركبها ما تستحق المشاهدة والمتابعة لكل ما تعرض له من عبث.. وإذا كانت العالم تواصل هذا العبث الإعلامي والتمترس المستمر في مواجهة كافة القضايا العربية من رؤىة المصلحة الإيرانية السياسية والدينية والمذهبية منها بالتحديد.. فإن المؤسسات الإعلامية العربية باتت اليوم مطالبة أكثر من أي وقت مضى إلى استحداث قناة عربية ناطقة باللغة الفارسية لمخاطبة الشعب الإيراني وفضح الأهداف والمآرب التي تسعى قناة العالم إلى تحقيقها على حساب علاقات الشعوب من خلال العمل المتواصل على تأزيم وتعكير هذه العلاقات. إن وجود قناة عربية ناطقة باللغة الفارسية بات هدفاً غير قابل للتسويف خاصة مع تصاعد الهجمة الإعلامية الإيرانية الشرسة التي تستهدف الكيان العربي عموماً وبانطلاقة هذه القناة العربية الموجهة نكون قد بدأنا بالفعل مخاطبة الشعب الإيراني بمختلف فئاته واتجاهاته وقدمنا في إطار رسالة إعلامية مهنية عالية الصورة الكاملة للحدث على المستويين العربي والإيراني، وتلك هي الطريقة المثلى لإيقاف العبث الإيراني الإعلامي. |