مهرولون باتجاه التحليل السياسي البعض من الذين نجدهم يندفعون بهوس للحديث عبر القنوات الفضائىة حول الأحداث في الوطن- نجدهم يضعون أنفسهم في مواقف محرجة خاصة عندما يقدمون أنفسهم كمحللين عسكريين في الوقت الذي لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بمجال كهذا له خبراؤه ومختصوه. وذلك جزء بسيط من أجزاء الصورة غير الكاملة التي يقع بها أخرون يسمون أنفسهم محللين سياسيين نجدهم يغرقون في التوهان وعدم القدرة على تقديم المعلومة المناسبة بأسلوب مهني يحترم عقلية المتابع أو حتى احترامهم لأنفسهم ليظهروا بالصورة التي تتفق مع كونهم محللين أو مختصين في أي من المجالات وإذا كان البعض يعزو أسباب وجود قلة فقط من المتحدثين المتمكنين من بلادنا إلى عدم قدرة المؤسسات الإعلامية أو الإطارات المدنية التي يعمل بها هؤلاء المندفعون بلا مهنية إلى الفضائيات- على تأهيل شخصيات متخصصة قادرة على الغوص في قضايا الموضوعات التي دعوا إلى الحديث بشأنها فإن ذلك مؤشر سلبي يدلل على سطحية هذه الإطارات في تفاعلها مع مهامها والقضايا المعنية بها بل وان استمرار هذا الحال يمثل هو الآخر إساءة لها يقلل دوماً من شأنها ويجعل من كوادرها تفتقد لعملية الجذب للفضائىات المتخصصة في الجوانب الخبرية والتحليلية وذلك أمر بدأ المتابع يلاحظه من خلال متابعة لعدد من الفضائيات حيث يجدها تلجأ إلى متخصصين من خارج اليمن بهدف إثراء موضوعاتها- كحاجة ماسة لمشاهديها بعد أن لم نجد ما يشبع حاجتهم من الداخل اليمني. وعموماً فإن النصيحة التي نسديها لهؤلاء المهرولين باتجاه الأضواء هو انهم وطالما قد قرروا السير في هذا الاتجاه فإن عليهم تنمية قدراتهم التحليلية والإبداعية وتحقيق أعلى درجات الانضباط بمتطلبات العمل التحليلي المستوعب تماماً لكافة المعطيات وبالصورة التي تجعل من اسهاماتهم هذه ذات قيمة وحتى الفضائيات بأهمية ما يقدمونه من رؤى ثاقبة إزاء الموضوعات المعروضة سواءً أكان ذلك على الإطار الوطني أو القومي.. وذلك أمر نتطلع إلى أن يتحقق لهم في القريب وان تجد بالتالي مؤسساتنا ومختلف إطاراتنا المدنية والإبداعية تمتلك القدرات الإبداعية في تقديم المعلومة الصادقة والمتجردة تماماً من نظرات ضيقة وفي التزام كامل بالقيم والمثل المهنية. وخلاصة نقول ان على هؤلاء ان يدركوا جميعاً ان التعجل فيه الندامة وان الظهورالعبثي لهم لن يكسبهم إلاّ المزيد من السخرية والتندر سيضر كثيراً بحلمهم إن كان لهم حلم صادق بذلك وان نفور الفضائيات عنهم سيكون سريعاً وذلك لكون الفضائيات ستدون بمهنية كاملة ان تعاملها معهم كان بمثابة خطأ مهني غير قابل للتكرر. |