البدء في تحزيم المدن والقرى تمهيداً لتعداد سكاني شامل بدأ اليمن فعلياً العد التنازلي لإجراء ا لتعداد العام والشامل الثاني للسكان والمساكن والمنشآت المقرر خوضه أواخر العام الجاري 2004م. وأطلقت أمس السبت الحملة الميدانية الواسعة المسماة بحملة "تحزيم"المدن وتطويق التجمعات السكانية وانطلق لتنفيذ مرحلة "التحزيم" فرق ميدانية متخصصة يصل قوامها (1500) فرد. لتطويق الكتل السكنية المتجاورة بحزام من الأسهم بغية تكوين ما يسمى بالبلوكات وتجميع مجموعة البلوكات المتجاورة وتكوين ما يسمى بالقسم وتجميع مجموعة الأقسام المتجاورة. تصل في الأخير إلى تكوين ما يسمى بـ "القطاع" داخل عموم المحافظات. وأعلن المركز الإعلامي للجنة العليا للتعداد في بيانٍ أن جميع المشاركين في مرحلة "التحزيم" تلقوا خلال الأسبوعين الماضيين دراسات مكثفة تشمل مختلف الأساسيات للتقسيمات الإدارية والتعدادية المستخدمة في التحزيم. كما اطلعوا على كيفية التعامل مع الجداول والخرائط ورسم "الكروكيات" وإنزالها على الورق، وفق تحديد مهمات توزيع البلوكات. وقال البيان الذي تلقى "المؤتمر نت" نسخة منه أن الفرق الميدانية تقوم حالياً بالنزول إلى المدن للمدن والقرى اليمنية، وتهدف هذه العملية تسهيل مهام وكذلك اللجان التي ستتولى مهام مرحلة أعمال التعداد العام إحصاء المباني والمساكن والأسر والمنشآت الواقعة في نطاق المدينة من أجل ضمان عدم حدوث الإغفال أو التكرار في عملية العد المباشر. ويؤكد الدكتور أمين محمد محي الدين -رئيس الجهاز المركزي للإحصاء اليمني نائب رئيس اللجنة العليا للتعداد- أن الحكومة اليمنية حرصت هذه المرة على تمكين كافة العاملين من مختلف الإجراءات الكاملة في أعمال مرحلة "التحزيم" حيث يتسنى تنفيذها على أسس منهجية موحدة؛ مزودين بالخرائط التعدادية الحديثة التي من شأنها تحديد تولي الجهاز مسئولية مهام عملية التعداد بشتى مراحله. ويعد التعداد المقرر تنفيذه في ديسمبر 2004م هو الثاني الذي يجريه اليمن للمساكن والسكان والمنشآت. بيد أن أول تعداد قامت به الحكومة اليمنية كان في العام 1993م. عقب إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وبلغ عدد سكانه نحو (15) مليون نسمه. وستشكل مرحلة "التحزيم" المقبلة التقسيمات الإدارية والتعدادية بين الحضر والريف، ضمن التقسيم الإداري لليمن الذي تنقسم محافظاته إلى 19 محافظة بالإضافة إلى أمانة العاصمة، فيما يبلغ عدد المديريات للبلاد عامة نحو (332) مديرية. وحدد متوسط عدد المباني منطقة العد بـ (45- 60) مبنى يقطنها بالمتوسط على الأقل (130) أسرة لتجمع سكاني. ويقول جغرافيون ومهندسون من باحثي "التحزيم" لـ "المؤتمر نت" أن التقسيم التعدادي للمباني سيكون البلوك، من 15-20 مبنى بالمتوسط في المناطق المتناثرة بما يوازي (45- 60)، وأهمية مرحلة "التحزيم" على ما يبدو تدل على "فصل مكونات قطاعات المدينة عن بعضها البعض بحدود واضحة المعالم لا تداخل فيما بينها؛ كما تكمن أهميتها في توفير قاعدة بيانات دقيقة وشاملة عن حجم السكان والمساكن والمنشآت، ومعرفة الظواهر والخصائص المرتبطة بها لتأسيس قاعدة معلومات شاملة عن اليمن. وتفرض عملية "التحزيم" تقسيم المدن اليمنية إلى (4) مراحل هي: إسقاط الحدود على الطبيعة أو تصحيحها في تثبيت حدود المدينة. تقسيم المدينة إلى قطاعات. تقسيم القطاعات إلى أقسام، والأخيرة تحزيم التجمعات السكانية "البلوكات" ويأمل اليمن في هذه المرحلة الجديدة -من القرن الـ (21) إلى تحديث قاعدة البيانات الإحصائية- معرفة حجم السكان ومعدل النمو واتجاهاته ومعدلات الزيادة الطبيعة و التوزيع الكلي والنوعي والعمري والجغرافي للسكان عموماً باليمن،مما يفتح أمامها آفاقاً واسعة لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومتناسقة تركز على قاعدة بيانية موحدة حديثة للمجتمع، تواكب التطورات والتقنيات المتقدمة التي ستدفع بعملية البناء التنموي إلى الأمام في جل مناجي الحياة. يذكر أن عدد سكان اليمن تضاعف من مؤشرات التعداد الأول. إذ وصل الآن إلى (18) مليون نسمة، بغير عدد اليمنيين المقيمين في دول الاغتراب الذين بحسب التقديرات يقدرون بـ (5) ملايين مواطن يمني. |