المؤتمر نت -
أمين الوائلي -
صباح العيد.. لا عهد لهم أيُّها "المشترك"
والناس يتجهزون لصلاة العيد ولتبادل الزيارات وصلة الأرحام، كان هناك من يعد ويتجهز ليس فقط لقطع الأرحام بل ولذبحها وسفك دمها غدراً وغيلة في صباح يوم العيد.. عيد الفطر المبارك.
وعوضاً عن السكينة واحترام العيد الديني والمناسبة الإنسانية الجليلة.. أرادوها مناسبة سفك الدم وإزهاق الحياة وتعميق مشاعر الكراهية والبغض والرغبة المجنونة لزراعة الموت والدمار في الأرجاء.
ما حدث صبيحة يوم عيد الفطر - أمس- بصعدة لم يكن مستبعداً، ولذلك نجح الميامين من أبطال القوات المسلحة والأمن في صد الهجومات الثلاثة الغادرة التي نفذتها عناصر التمرد والفتنة من ثلاثة محاور باتجاه مدينة صعدة، لأن العين الساهرة لم تنم ولم تغفل.. بل بقيت متيقظة، تحرس المدينة وأهلها.. وتحرس صلوات العيد أن تطالها رصاصات الغدر والخيانة وقذائف المتربصين القتلة.
صار لدى الجيش والأمن ولدى القيادات الميدانية خبرة كاملة وكافية لتوقع الغدر من عصابة التمرد، والسنوات الست الماضية كانت أكثر من كافية لتكوين معرفة وخبرة حول طرق واساليب الغدر والتنكر للتعهدات والتنصل عن الالتزامات وخيانة المواثيق والعهود وانتهاك المناسبات الدينية من قبل عصابة التمرد والتخريب، وهي التي أدمنت اقتراف الفظائع وإسقاط الحرمات كلها لإشباع رغباتها المميتة وإرواء تعطشها الدائم إلى الدم وإلى نشر الموت والخراب.
هذه الخبرة وتلك المعرفة هي من أبقت العيون متيقظة واستنفرت حراس الحياة وحماة الديار بكامل جهوزيتهم لصد الهجومات الغادرة وإفشال أهداف عصابة التمرد والتي كانت تتوهم أنها قادرة على ذبح العيد، ومباغتة الأبطال الميامين وسرقة انتصار معنوي يعوضها عن مسلسل الهزائم والخسائر الموجعة التي منيت بها خلال الأسابيع السبعة أو الثمانية الماضية من المواجهات الميدانية الضارية.
أراد الله أن يفضح عصابة التمرد والتخريب في يوم عيد فطر المسلمين، وأراد الله أن يكشف زيف ادعاءاتهم ودموعهم التمثيلية وتباكيهم الدعائي عبر الفضائيات والبيانات والتصريحات المضللة حول الرغبة بوقف القتال والموافقة على قرار وشروط تعليق العمليات العسكرية.
وفوق هذا وذاك ظهر جلياً - وللمرة الألف- أن العصيان المسلح والتمرد الدموي هدفه القتل لأجل القتل والانتقام من كل عزيز وغال وثمين في هذه البلاد، وأن المتمردين محترفو خيانة وإرهاب.. لا عهد لهم ولا ذمة ولا يعرفون غير القوة لساناً ويداً لمخاطبتهم والتعامل معهم وتخليص الأمة من شرورهم ومفاسدهم ومشروعهم الدموي المعادي للحياة برمتها.
كان هناك قرار حكومي بتعليق العمليات العسكرية ومصادر المتمردين أظهرت عبر قناة الجزيرة موافقتهم على وقف القتال والتزام الهدنة على طريق إنفاذ الشروط المخففة - الخمسة- التي حددتها اللجنة الأمنية العليا، ولكنهم أظهروا شيئاً وأبطنوا خلافه.. فكان صباح العيد موعدهم مع الغدر ولطالما غدروا.
بالمئات زجوا بعناصرهم لتوزيع هدايا الموت على سكان ومواطني صعدة بمناسبة العيد المبارك!.
دحر الهجوم في الجبهات الثلاث، ومني المتمردون بهزيمة نكراء وخسارة فادحة ومن بقي منهم فر من حيث جاء يجر أذيال الخيبة ويجرجر أشلاء غدره معه.
لأي شيء كانوا يعدون ويغدرون ويهاجمون؟ ولأية غاية يزجون بعناصرهم بالمئات في صباح العيد إلى موت محقق.. وهم يحملون الموت وسيلة وغاية، لا لشيء إلا لأن هناك من غسل عقولهم وغرر بهم وزرع فيهم عقيدة القتل والذبح والعدوانية المميتة والانتحار العبثي، لحساب نفر من المتخفين اللائذين بجحورهم وأوكارهم الشاهقة، ممن يتاجرون بدماء اليمنيين ويمتطونها للوصول إلى غاية عنصرية واستعلائية وكهنوتية تنصبهم أكاسرة وقياصرة وقساوسة يستذلون الناس ويستعبدون عباد الله ويرون أنفسهم القدر الوحيد الذي قُدِّر لليمنيين ولليمن كما كانت تزعم الخرافات العنصرية المشكِّلة للكهنوت الإمامي التسلطي!.
هل بقي بعد هذا الذي حدث مراراً وتكراراً من يدافع ويجادل عن مشروع التمرد والفتنة والتخريب وعصابة الموت والقتل العبثي والغدر المفضوح علناً وعلى الملأ؟!.
ما هي حقيقة الغدر، غير أنها من جنس المشروع الذي يديره رؤوس التمرد وكهنة الفتنة ومن يقف وراءهم بالدعم والتمويل والتحريض والمساندة والمؤازرة؟!
لم نسمع أن المشترك أصدر بياناً إزاء الهجوم الغادر والانتهاك الفاضح للهدنة ووقف القتال من قبل المتمردين، وربما كان أهل المشترك ينعمون بالعيد وإجازته، بينما الجنود وأفراد الجيش في الميدان وفي الجبهات يدافعون عن عيد وسعادة وأمن المشترك وقياداته وجميع اليمنيين ويقدمون أرواحهم في سبيل هذه الغاية، وفي النهاية قد يصدر المشترك بياناً جديداً يبرئ ساحة المتمردين ويدين الجنود والعسكر المدافعين بحياتهم عن حياة اليمنيين؟!
التحية والإجلال والإكبار والوفاء لأبطال القوات المسلحة والأمن، لكم وحدكم المجد والتحية.. ولن نوفيكم حقكم أبداً.
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 09:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/73895.htm