يمنيون ... ومحايدون ؟!! سبقونا الغرب بعشرات الأعوام في اختراع وسائل الاعلام ، واستمروا في تطويرها وتفضلوا بتصديرها لنا حتى نتمكن من استخدامها بالشكل الذي هي عليه الآن ، ووضعوا لنا نظريات ومحددات العمل الاعلامي التي درسناها ومازلنا ندرسها حتى هذه اللحظه ، بل وصاغوا المواثيق والقوانين التي يفترض الالتزام بها من قبل المشتغلين في الاعلام ، بما في ذلك مبدأ الحياد في صياغة الخبر والمعلومة . ولكن إذا تعلق الأمر بأمن بلدانهم القومي ، ونشاطات قوات أوطانهم المسلحة ، لا تتقيد وسائلهم الإعلامية على اختلاف توجهاتها السياسية بمبدأ الحياد على عواهنه ، فهم ( أي الغرب ) يدركون متى ومع من يكون الحياد ، وإلا بماذا نفسر تسمية جميع وسائل إعلامهم ، كل من يقاوم جيوشهم أو يرفع السلاح في وجووهم بالإرهابيين ، على الرغم من ادراكهم يقيناً بعدم مشروعية ماتقوم به قوات بلدانهم ، إضافة الى عدم نشرهم خبراً أو صورة قد تمس أو تخدش صورة تلك القوات لدى مواطنيهم قبل الآخرين ، بل ويسخّرون امكاناتهم المتطورة لبث ونشر كل مايخدم تحسين تلك الصورة حتى وإن كان بحقائق قد تكون مغلوطة . أما وسائلنا الإعلامية وإن كان لكل منها الحق في اختيار الأسلوب التي تراه ملائماً للتوجهات السياسية للقائمين عليها ، مؤيدة كانت أو معارضة أو مستقلة ، إلا أن جميعها مطالبة باختيار الأوقات المناسبة التي ( ترفع من قيمة التأييد وقوة الإعتراض ومغزى الحياد ) - كمن سبقونا في فهم وتطوير العمل الإعلامي على أقل تقدير - والعمل في كل الأوقات وخاصة ( الحرجة ) على الحفاظ على سمعة اليمن وكل مايساهم في تحسين صورة من يجسدون قوتة ومكانته لدى الداخل والخارج ، وأعني هنا القوات المسلحة ( اليمنية ) الذين سعت بعض المواقع الإخبارية اليمنية الى بث ونشر مايسيء الى أفرادها من صور وتعليقات ، دون التحقق من صحتها وخطورة تأثيرها على معنوياتهم والحالة النفسية لأبنائهم وصورتها لدى الآخرين ، لمجرد الإنفراد ومايسمونه بالحياد ، واستكثرت حتى أن تسمي من يرفع السلاح في وجوههم بالمتمردين ، على الرغم من كونها تسمية تقتضي المهنية وواقع الحال اطلاقها عليهم ، فتذاولتها معظم وسائل الإعلام العربية باستثناء من لهم مصلحة في غير ذلك ، وكأني بالقائمين على تلك المواقع اليمنية أعتى وأكثر فهما للحياد ( ممن صاغوا قوانين الحياد ) . وقد يقول القائمون على تلك المواقع والصحف أن الهوية اليمنية للمتقاتلين في حروب صعدة السابقة والحالية هي من اقتضت الحياد بين الطرفين في صياغة الخبر والمعلومة ، لذلك فإني هنا أتسائل : إذا التزم الجميع الحياد مع كل فئة ترفع السلاح في وجه من يوكل لهم الحفاظ على أمن وقوة الدولة ، هل سنجد من الوقت مايمكنا من كتابة أي خبر أو معلومة ؟!! اشارة : مساء الجمعة 28 /8 / 2009 م نشر موقع الجزيره نت خبراً مفاده " إنشطار ناقلة نفط ( يمنية قادمة من اليمن ) إلى نصفين في قناة السويس المصرية " وفي اليوم التالي أشارت الصحف المصرية وبالتحديد صحيفة المصري اليوم ( المصرية ) الى إنشطار ناقلة نفط ( بنمية ) في مدخل قناة السويس ، ( ولم تشر الصحيفة أنها قادمة من اليمن ) . ويبدو أن الناقلة المنشطرة لم تلتزم بخط السير الذي حددته لها ( بنود الوساطة القطرية ) لذلك تحولت الناقلة وبقدرة كاتب في الجزيرة من بنمية إلى يمنية؟!!! [email protected] |