الســلام نَظر .! *إضافة إلى كونه يأتي وسط أسوأ موجة من الانطفاءات للتيار الكهربائي، وما ترتب عليها من أضرار مادية ونفسية خلال أيام الشهر الفضيل، ويعلم الله إلى متى سوف تستمر هذه المأساة، يستقبل الموظفون وذوي الدخل المحدود عيد الفطر هذا العام خالٍ من الإكرامية المعهودة منذ سنوات، وقطع للعادة، في انتكاسة لميزانية الأسرة ستلقى بضلالها على أفراح العيد وخفض مستوى ابتهاج الأطفال بالمناسبة. *ولا يبدو أن منغصات العيد هذا العام ستقف عند هذا الحد،ولاعند اوضاع النازحين في صعدة وحرف سفيان جراء فتنة التمرد الحوثية، فهذا وباء انفلونزا الخنازير يتربص بتقاليد وعادات العيد، وأهم قيمه المتمثلة في المصافحة و السلام، وتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء والمجتمعات المحلية، والتي تشكل في مضامينها بيئة خصبة لانتقال وانتشار الوباء الذي أودى بحياة (6) اشخاص في بلادنا، وأصاب (187) آخرين منذ ظهوره في منتصف يونيو الماضي وحتى امس الاربعاء. في حين تشير آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى تسجيل ربع مليون إصابة بهذا المرض ووفاة ما يزيد عن (2800) شخص في العالم. * ولا شك أن عودة العديد من المغتربين والطلاب اليمنيين الدارسين في الخارج لقضاء أيام العيد مع أهاليهم في وطنهم، وكذا انتقال العديد من المقيمين في عواصم المحافظات لقضاء إجازة العيد مع الأهل والأصدقاء سواء إلى المناطق الريفية في ذات المحافظة، أو محافظات أخرى؛ بالإضافة إلى ما تشهده أيام العيد من اجتماعات (وجلسات مقيل)، على مستوى الأسرة والقرية والعزلة، وما يصاحب أيام العيد من أعراس جماعية وفردية، وفي ضوء تغيير طبيعة الطقس خلال الفترة الحالية، مع دخول فصل الشتاء، وحدوث نزلات برد عديدة بشكل عام.. لا شك أن هذه العوامل ستثير مخاوف المسئولين في وزارة الصحة العامة والسكان، وتستوجب إبقاء المستشفيات والمراكز الصحية، وموظفي الترصد الوبائي بالمطارات والمنافذ البحرية والبرية في حالة استنفار تام أيام العيد. *وإذا كانت الحكومة أقرت تأجيل العام الدراسي لمدة أسبوع كإجراء احترازي لحماية طلاب المدارس، فإن من المهم خلال أسبوع التأجيل إكساب المعلمين وإدارات المدارس الحكومية والأهلية جرعة متكاملة بأساليب توعية الطلاب بمخاطر المرض، وتوجيههم إلى كيفية تجنب التعرض له، والتصرف المناسب حين الإصابة به، فخطورة المرض تكمن في سرعة انتشاره، وافتقادنا ثقافة التعامل معه.، وبناء عليه نقترح ان تقوم وزارة الصحة بتزويد كل مدرسة في عواصم المحافظات والمدن الرئيسية بممرض دائم للتعامل مع الحالات المشتبهة، والتي يكتشف إصابتها، كما أن الحاجة تدعو القنوات الفضائية والإذاعات المحلية والصحف لتنظيم حملات توعية مرئية ومسموعة ومقروءة حول هذا المرض، وتنسيق الجهود بين وزارة الصحة والإعلام، لما من شأنه تأمين المجتمع من مخاطر المرض، وتثقيف الأسر بكيفية التعامل مع المرض حال إصابة أي من أفرادها به. * ولوحظ خلال النصف الاخير من شهر رمضان اندفاع المواطنين لارتداء الكمامات في الاسواق والشوارع والتجمعات ، لكن هذا الاجراء المعمول به تلقائيا في مختلف الدول قوبل للأسف الشديد بأنانية من قبل بعض التجار والذين اقتصر تفاعلهم مع الوباء من منظور تأثيره على أرباحهم فقط ،،حيث سقط بعض ملاك المراكز والأسواق التجارية الواسعة في امانة العاصمة كـ( شميلة هاري، ، مركز صنعاء لتجاري، دلوني عليك، سيتي ماكس، يمن مول) والتي اكتضت ساحاتها بالمتسوقين طوال شهر رمضان سقطوا في أول امتحان لدور القطاع الخاص لمواجهة الجائحة العالمية، حينما منعوا دخول المواطنين الذين يرتدون الكمامات بحجة الخوف من إثارة الهلع والذعر في نفوس الزبائن ، وفقاً لتقرير صحفي أعده الزميل/ محمد السياغي –من وكالة سبأ- وما نخشاه في هذا السياق أن يميت الجشع كذلك ضمائر بعض ملاك المستشفيات والمدارس الخاصة، وذلك من خلال التحفظ على إصابات تظهر في منشآتهم والسماح لهم بالخروج والاختلاط بالغير، مما يؤدي إلى اتساع دائرة العدوى. * ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها عديد حكومات لمنع انتشار المرض الذي يهدد أرجاء العالم لفت انتباهي إطلاق الحكومة الفرنسية حملة إعلامية لمنع تقبيل الوجنتين، رغم ما يعرف عن هذا البلد الأوروبي من ولع بالتقبيل من الخدود إلى اليدين.وأفادت التقارير بنتائج إيجابية في منع عادة التقبيل عن طريق وضع كمامات للوقاية من الفيروس؛ حيث أعلن في فرنسا تسجيل ثلاث حالات وفيات بانفلونزا الخنازير من أصل (5) الاف حالة إصابة. واذا كان أساتذة المدارس في فرنسا نجحوا في اقناع تلاميذهم الصغار باستبدال قبلة الوجنتين بقصاصات مرسومة على شكل قلوب يضعونها في صناديق للقبلات ،فما أحوج المدرسين في بلادنا لتعليم تلاميذهم نثر قبلاتهم كل حين عند سارية علم الوطن ، وعند كل خطر يحدق بالوطن، وعند كل وباء يهدد وحدة واستقرار وأمن وسلامة اليمن..والسـلام نظر .! [email protected] *عن صحيفة الثورة |