تحصين الشباب.. معركة المستقبل لعل الاحتفال بأعياد الثورة اليمنية هذا العام يكتسب أهميته الخاصة في ظل الأوضاع التي تشهدها محافظة صعدة على وجه الخصوص والبطولات الرائعة التي يسطرها أبناء القوات المسلحة والأمن ضد عصابة التمرد والتخريب والإرهاب.. لكن الأهم في هذه المناسبة هو أن يحاول الجميع وفي المقدمة الحكومة والجهات ذات العلاقة بالنشء والشباب الإجابة عن التساؤل الذي سيظل يؤرقنا جميعاً وهو: لماذا استطاع البعض من فلول الإمامة وبقايا الانفصال التغرير بالشباب والزج بهم إلى أتون صراعات تحاول اجترار الماضي وأفكاره؟!. ولعل النجاح في الإجابة عن هكذا تساؤل سيكون المقدمة الصحيحة لاتخاذ المعالجات الكفيلة بتحصين الشباب من تلك الأباطيل والمزاعم والأكاذيب، وسيمثل البداية لإيجاد الحلول الكفيلة بإبعاد الشباب عن المخاطر التي تقودهم إليها مخلفات الماضي أكانت من بقايا الإمامة الكهنوتية أو من فلول الانفصال. وليس من المبالغة القول إن مسألة تحصين الشباب من التغرير بهم من قوى التطرف مسئولية وطنية كما أكد ذلك فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في خطابه ليلة أمس بمناسبة أعياد الثورة. لكن تلك المسئولية تتطلب أن تسارع الحكومة إلى الاعتراف بالمشكلة ودراستها برؤية علمية منهجية، تمهيداً لوضع الحلول والمعالجات وفقاً لرؤى ومفاهيم علمية بعيدة عن الاجتهادات الشخصية أو أساليب الاستراتيجيات الإنشائية التي تعودنا عليها من قبل الوزارات ذات الصلة بالنشء والشباب. وهنا لابد من التأكيد على ضرورة أن يبتعد المسئولون والقائمون على تلك الجهات عن التصريحات التي لا تعدو أن تكون تسجيل مواقف ومجرد بهرجة إعلامية ونجاحات لا وجود لها على أرض الواقع ، فطالما كانت تلك التصريحات هي السبب الرئيس في إحباط مختلف التوجهات التي تسعى الحكومة إلى تحقيقها؛ بل مثلت عاملاً مساعداً لاستمرار المشكلة وتفاقمها. إن المسئولية الوطنية التي حددها الرئيس في خطابه تجاه الشباب هي مسئولية جماعية يتحملها الجميع حكومة وأحزاباً ومنظمات وأفراداً؛ لكن الحكومة ومسئوليها هم من يقع عليهم العبء الأكبر في ذلك باعتبار أن الأطراف الأخرى ستمثل عوامل مساعدة للنجاح، وبدون وجود الفعل الحكومي فلا يمكن للآخرين القيام بأي شيء. إن تحصين الشباب من أساليب التغرير التي تجرّهم إليها بقايا الماضي وقوى التطرف هي المعركة الحقيقية لتحديد ورسم معالم المستقبل الذي ننشده، فلا استقرار ولا أمن، ولا تنمية ولا مستقبل إذا ظل الشباب رهينة في أيادي تلك القوى التي حولتهم من أداة لبناء الوطن إلى أدوات للتخريب والقتل ونشر الفوضى والإرهاب والتطرف. |