المؤتمر نت - الفنان أيوب طارش

المؤتمرنت -الميثاق -حاوره‮/‬توفيق‮ ‬عثمان‮ ‬الشرعبي - -
أيوب طارش:نرفض دعوات التشطير والعنصرية والوحدة مكسب لا يمكن التنازل عنه
ونحن نعيش المناسبات الوطنية نسترجع ما انتجه فنان اليمن العظيم أيوب طارش مع كوكبة من عمالقة الشعر من أناشيد وأغانٍ وطنية بقيت مع الوطن الى يومنا هذا.. وكانت منارة للمشاعر الوطنية والتفاف الناس حول الجمهورية والثورة.. كيف يقيّم الفنان أيوب طارش تلك التجربة؟

- في البدء أهنئ شعبنا والقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بالمناسبات الدينية والوطنية.. وبخصوص سؤالك فالتجربة تلك كانت تدعمها الظروف الواقعة والاخلاص من قبل رواد هذا المجال.. وما منّ الله به عليّ أو أجراه على لساني من تلك الألحان التي كان لي الشرف في اظهار كلمات شعرائنا العظام أمثال عبدالله عبدالوهاب نعمان وآخرين كان الفضل كله من الله عز وجل الذي هيأ لي أو أوحى إليّ أو هداني إليها.. وكنت لا أدري من الذي يلحن تلك الأناشد الوطنية هل هو أيوب أم ملاك يقرئني في أذاني.. وما قدمته في تلك المرحلة توفيق من الله سبحانه وتعالى ليجري على لساني مثل تلك الكلمات أو الألحان لتكون عبراً وحافزاً ونبعاً ونبراساً وهداية لمن أراد التوجه الصحيح والانتماء الصادق للوطن ونشر ثقافة المحبة والتسامح.

ومثلما كانت تلك تجربتي كانت أيضاً تجربة الكثير من الفنانين في تلك المرحلة كنا نأخذ الكلمات ونتبحر فيها وندرس معانيها وندلي بدلونا، وكنت أنا أبذل جهداً لإيجاد اللحن المناسب حتى يمنُّ الله به علي فيجري على لساني وأقوم بتسجيله في تلك اللحظة ثم أراجعها بعد ذلك‮ ‬فأحياناً‮ ‬أضيف‮ ‬إليها‮ ‬أو‮ ‬أحذف‮ ‬منها،‮ ‬وما‮ ‬أدري‮ ‬إلاّ‮ ‬وقد‮ ‬أقتنعت‮ ‬آخر‮ ‬المطاف‮ ‬بشكل‮ ‬معين‮ ‬منها‮ ‬لأقول‮ »‬أحسن‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬ما‮ ‬فيش‮«!!‬

وللعلم‮ ‬هذه‮ ‬تجربتي‮ ‬مع‮ ‬كل‮ ‬الأغاني‮ ‬والأناشيد‮ ‬التي‮ ‬لحنتها‮.‬

رغبة‮ ‬ذاتية

ما‮ ‬الذي‮ ‬ينقصنا‮ ‬اليوم‮ -‬كيمنيين‮- ‬لانتاج‮ ‬أناشيد‮ ‬وطنية‮ ‬بتلك‮ ‬القيمة‮ ‬والقوة‮ ‬برغم‮ ‬تشابه‮ ‬الظروف‮ ‬والأحداث‮.. ‬وكيف‮ ‬يفسر‮ ‬الفنان‮ ‬أيوب‮ ‬طارش‮ ‬غياب‮ ‬مثل‮ ‬تلك‮ ‬الأناشيد‮ ‬التي‮ ‬تلهب‮ ‬الحماس‮ ‬ويقبل‮ ‬عليها‮ ‬الناس؟

- ربما تكون مرحلتنا غير مرحلة الفنانين الآن.. كانت مرحلتنا مرحلة رخاء فني وعطاء واستقرار نفسي وبساطة في الأشياء، ولم تكن موجودة متطلبات وتعقيدات الحياة حق هذه الأيام.. صار الفنان اليوم يحلم بأشياء أخرى لم تكن موجودة في مسيرتنا الفنية كل ما كنت أحلم به أنا شخصياً هو كيف أبدع لحناً جميلاً ولا يهمنا من سيسجلها فلان أو ينقلها هذا أو يأخذها ذلك.. لم أفكر يوماً بالمردود المادي.. كنت أفكر كيف أرضي نفسي، كيف أقدم شيئاً محترماً يشبع نهمي وأرى فيه الجمال الذي أتوق إليه.

إذاً ما قدمته كان رغبة ذاتية وانتماء لهذه الأرض الغالية على كل الفنون والمواهب.. وكان المردود التفاف الجمهور حول ما قدمته وشعرت برضى الكثير لذلك.. وهذا ما يسعى اليه كل فنان يحترم فنه وجمهوره.. أضف الى ذلك أن مرحلتنا لم تكن فيها هذه المعارضات والأحزاب والتعقيدات‮.. ‬مرحلتنا‮ ‬تميزت‮ ‬لدى‮ ‬كل‮ ‬الموهوبين‮ ‬بحب‮ ‬الوطن‮ ‬والانتماء‮ ‬إليه‮ ‬فقط‮.‬

وراء نجاح الفنان استقراره النفسي، وعدم التفكير بالمردود المادي وهذا سر نجاح الأعمال الفنية في المرحلة السابقة، وهذا غير موجود هذه الأيام لدى الفنانين الشباب الذين لديهم مشاغلهم التي تبعدهم عن الوقوف الصادق بين يدي القصيدة والاشتغال الفني عليها.



الكلمة‮ ‬الصادقة‮ ‬أولاً

من خلال تجربة أيوب طارش الفنية والثقافية.. ما الشروط والعوامل التي يجب أن تتوافر في المنتوج الفني- أناشيد- أغاني- قصائد- الخ لخدمة القضايا الوطنية وحشد الناس خلف المكاسب والأهداف الوطنية الكبرى- الجمهورية- الوحدة- الديمقراطية..؟

- أولاً الكلمة الصادقة يجب أن تكون بداية كل شيء وتكون معبرة وتدق الوتر الحساس عند الإنسان والفنان المحب لوطنه ومجتمعه، كما يجب على الفنان الذي يقف على القصيدة الصادقة أن يشتغل عليها بصدق وإخلاص وتفانٍ ويبذل قصارى جهده للخروج بشيء جميل يليق بموهبته ووطنه وجمهوره‮ ‬وبحيث‮ ‬يؤدي‮ ‬الغرض‮ ‬المطلوب‮.. ‬وهذا‮ ‬يتطلب‮ ‬أيضاً‮ ‬عدم‮ ‬الملل‮ ‬والتضايق‮ ‬وعدم‮ ‬الكلفته‮..‬

الفن الرائع يحتاج من الفنان استنفاد كل طاقاته وقواه والالتجاء الى الله بـ»جئتك خالي الوفاض، لدى طاقات بحاجة الى إلهامك فافتح لي باباً أنفذ من خلاله الى ايصال كلمة طيبة لاصلاح الناس وبث السلام والوئام بينهم« وهنا لاشك أن الله سليهمه ما أراد من نور ليوصله الى‮ ‬بر‮ ‬الأمان‮ ‬ما‮ ‬دامت‮ ‬الغاية‮ ‬حب‮ ‬الإنسان‮ ‬والوطن‮.‬



البعد‮ ‬عن‮ ‬رفيق‮ ‬عمري

هل لايزال لدى أيوب طارش استعداد لتكرار تجربته الوطنية في أداء أناشيد وطنيه جديدة في حال توافرت الكلمات الصادقة التي يرى أنها صالحة للتلحين بحيث تؤدي ما أدته أناشيده السابقة كتعويض للنقص الحاصل في هذا المجال؟

- لا أستطيع أن أجزم في هذا فقد بلغت من الكبر عتيا، وتنتابني اليوم بعض الأمراض التي أبعدتني عن رفيق عمري ومنبع ألحاني وجليسي المفضل »العود« فأنا لا ألحن إلاّ بالعود وحالياً لا استطيع مسكه والعزف عليه ولو لدقائق بسبب الألم الذي ينتابني في يدي.. فقد كان العود‮ ‬مصدر‮ ‬إلهامي‮ ‬ويخرجني‮ ‬الى‮ ‬مقامات‮ ‬أجري‮ ‬عليها‮ ‬تجاربي‮ ‬اللحنية‮ ‬التي‮ ‬أصل‮ ‬من‮ ‬خلالها‮ ‬الى‮ ‬بغيتي‮.‬



إذاً‮ ‬بماذا‮ ‬ستعبر‮ ‬عن‮ ‬مشاعرك‮ ‬تجاه‮ ‬وطنك‮ ‬ومحبيك‮ ‬اذا‮ ‬كان‮ ‬المرض‮ ‬سيحول‮ ‬بينك‮ ‬وبين‮ ‬الفن؟

- بقدر ما استطيع وأنا في هذه المرحلة من العمر.. أعمل الخير وأتلمس هموم الأقارب والجيران والمجتمع.. وأيضاً بالكلمة الطيبة التي تؤلف بين القلوب.. وكذلك النصيحة الناتجة عن تجربة في الحياة من أجل التلاحم والالتفاف حول مكاسبنا الوطنية التي قدمنا من أجلها أغاني وأناشيد‮ ‬وطنية‮ ‬غالية‮.‬

نصيحة

هل‮ ‬يساورك‮ ‬الخوف‮ ‬على‮ ‬مستقبل‮ ‬اليمن‮.. ‬أو‮ ‬القلق‮ ‬على‮ ‬مكاسبه‮ ‬الوطنية‮.. ‬الجمهورية،‮ ‬الوحدة،‮ ‬الأمن‮ ‬والاستقرار؟

- كيف لا.. وأنا من أول معرفتي بالحياة ومنذ أبجديات فني وأنا أنشد الوحدة والإخاء والاستقرار، فبغير الوحدة لا يمكن أن يكون هناك عز للإنسان اليمني نحن نطمح لأن تكون خطوتنا نحو وحدة عربية كبرى، وهذا حلمنا عندما غنينا أغنية »الوحدة الكبرى« فكيف نسمع اليوم من يدعو‮ ‬للتشطير‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬تلاحم‮ ‬هذا‮ ‬الوطن‮ ‬ووصل‮ ‬الى‮ ‬ما‮ ‬يبتغيه‮ ‬الإنسان‮ ‬من‮ ‬الأمان‮ ‬والاستقرار‮..‬

الوحدة‮ ‬مكسب‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يتنازل‮ ‬عنه‮ ‬أي‮ ‬إنسان‮ ‬وطني‮..‬


بما‮ ‬تنصح‮ ‬دعاة‮ ‬التشطير‮ ‬والانفصال؟

- أنا لا التفت الى هؤلاء، وأقول لهم انظروا الى الشعب ماذا يريد.. ويجب أن يعرف هؤلاء أن من يدعو للتشطير سيكون عدواً لنا وللشعب بأكمله.. فلماذا الدعوة الى التشطير.. وهل ستكون قوتنا أكبر اذا تشطرنا واذا أصبحنا شيعاً وأحزاباً؟ وهل يأمرنا الله سبحانه وتعالى بهذا‮ ‬أم‮ ‬بأن‮ ‬نكون‮ ‬كالجسد‮ ‬الواحد‮ ‬اذا‮ ‬اشتكى‮ ‬منه‮ ‬عضو‮ ‬تداعي‮ ‬له‮ ‬سائر‮ ‬الجسد‮.‬


وماذا‮ ‬عن‮ ‬دعاة‮ ‬وغواة‮ ‬الإمامة؟

- شوف أي شيء يسيئ لوطننا ويمس قيمنا وثوابتنا ويثير القلاقل والفتن لا نرضى به ولا نقبله مهما كان وممن كان ولو أقرب وأفضل الناس إلينا.. أكرر أن أي دعوة تسيئ وتدعو الى تفتيت الأمة واثارة النعرات أو بث الخوف والدعوات المناطقية أو العنصرية نرفضها وننبذها.

بسبتمبر‮ ‬دحرنا‮ ‬الإمامة‮ ‬وها‮ ‬نحن‮ ‬بسبتمبر‮ ‬نجتث‮ ‬أذيالها‮.. ‬كيف‮ ‬ينظر‮ ‬أيوب‮ ‬الى‮ ‬هذا‮ ‬التاريخ‮ ‬الذي‮ ‬يعيد‮ ‬نفسه؟

‮- ‬أنا‮ ‬لا‮ ‬أعرف‮ ‬عن‮ ‬الحوثي‮ ‬ومطالبه‮ ‬ومشاكله‮ ‬ولكنني‮ ‬أنظر‮ ‬الى‮ ‬ما‮ ‬ينتج‮ ‬عنه‮ ‬من‮ ‬دمار‮ ‬في‮ ‬البلاد‮ ‬ومن‮ ‬قتل‮ ‬وتشريد‮ ‬في‮ ‬العباد‮ ‬أسر‮ ‬وأطفال‮- ‬أنا‮ ‬أنظر‮ ‬الى‮ ‬الفتنة‮ ‬التي‮ ‬تأكل‮ ‬الأخضر‮ ‬واليابس‮.‬

كنا نتمنى أن تُحل كافة قضايا البلاد بالحوار بعيداً عن الحديد والنار.. نحن لا نرضى بالخراب والدمار أبداً، نريد الشعب اليمني كافة أن يلتف حول وحدته وحسن توجهه، واذا هناك أخطاء فنريد أن يكون الحوار القاعدة الأساسية لإصلاح الأمور وتفادي تلك الأخطاء.

جاءني‮ ‬وأنا‮ ‬نائم

من‮ ‬أين‮ ‬استقى‮ ‬أيوب‮ ‬طارش‮ ‬لحن‮ ‬النشيد‮ ‬الوطني‮ ‬الذي‮ ‬يسري‮ ‬في‮ ‬النفوس‮ ‬مسرى‮ ‬التراتيل؟

- لم أكن أعمل حسابي على أن هذا سيكون يوماً ما نشيداً وطنياً، كان مجرد أنشودة من ضمن الأناشيد التي لحنتها، وكنت أغنيه في كل مناسبة وطنية أدعى إليها، والله لم أتنبأ بأن تكون هذه الأنشودة نشيداً وطنياً وبهذا الشكل.. صحيح أنني كنت أعتز بهذا النشيد ولكن لم أتوقع أن يصبح كما هو عليه اليوم.. وأتذكر بهذا الخصوص أنني التقيت في عدن بالصديق الفنان علي السمة وهو يقول اذا كان لأيوب طارش أن يفتخر فليفتخر بأنشودة »رددي أيتها الدنيا نشيدي« وهي كلمة أخذتها منه لصدقها ولأنها تنم عن نظرة ثاقبة من قبل السمة.

وهذا النشيد والحمد لله تم التوفيق فيه من كل النواحي -الكلمة واللحن- صحيح أنني عانيت في تلحينه بسبب قرب المناسبة التي كنت سأغنيها فيها، فكنت ليلاً ونهاراً وأنا أشتغل في اللحن وكنت أتعثر في النهار مع اللحن ولا أخرج بنتيجة ارتضيها وكنت أتألم وأنام وأنا متألم وزعلان‮ ‬كوني‮ ‬لم‮ ‬أخرج‮ ‬بشيء‮ ‬مناسب،‮ ‬لكن‮ ‬الهاجس‮ ‬كان‮ ‬يأتيني‮ ‬وأنا‮ ‬نائم‮ ‬فأصحو‮ ‬لأسجل‮ ‬ما‮ ‬أنتابني‮ ‬من‮ ‬لحن‮ ‬الى‮ ‬المسجلة‮ ‬التي‮ ‬أتركها‮ ‬بجانبي‮.. ‬وفعلاً‮ ‬كان‮ ‬الحلم‮ ‬يتحقق‮ ‬وأخرج‮ ‬من‮ ‬المأزق‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬في‮ ‬النهار‮.‬

هذه‮ ‬الأنشودة‮ ‬هل‮ ‬تغيرت‮ ‬نظرة‮ ‬أيوب‮ ‬إليها‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬أصبحت‮ ‬نشيداً‮ ‬وطنياً‮ ‬للبلاد؟

- طبعاً ليصبح نشيداً يعزف في جميع أنحاء العالم يتطلب آلات موسيقية لا تتناسب مع العود، ولاشك أنها ستنقص فيه بعض النغمات البسيطة و»التون« بدل ما كان يتقسم الى أربعة أقسام صار ينقسم الى اثنين فقط، هذا التون الغربي أو الآلات النحاسية لا يوجد فيها ربع التون يوجد‮ ‬فيها‮ ‬النصف‮ ‬وهذا‮ ‬يتطلب‮ ‬تحريفاً‮ ‬بسيطاً‮ ‬يطرأ‮ ‬على‮ ‬النشيد‮ ‬نتيجة‮ ‬الآلات‮ ‬التي‮ ‬ستعزفها‮.. ‬وهذا‮ ‬ناتج‮ ‬طبيعي‮ ‬حتى‮ ‬لو‮ ‬عزفته‮ ‬أنا‮ ‬بتلك‮ ‬الآلات،‮ ‬لكن‮ ‬يظل‮ ‬العود‮ ‬يعطيني‮ ‬حقي‮ ‬الذي‮ ‬أريده‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬النشيد‮.‬


تنبأتُ‮ ‬بذلك

كيف‮ ‬كان‮ ‬شعورك‮ ‬عندما‮ ‬عادت‮ ‬كلمة‮ »‬أمميا‮« ‬الى‮ ‬نص‮ ‬النشيد‮ ‬الوطني؟

- الشيء الوحيد الذي توقعته في هذا النشيد هي كلمة »أمميا« أنها ستعود يوماً ما الى النشيد، وكنت أقول لن تستمر »سرمديا« أبداً ولابد أن يأتي يوم يصحو »الجماعة« فيه ويعودون الى »أمميا« لما لها من معانٍ سامية وطبيعية نظر إليها الشاعر بعقل كامل، وليس كما نظر إليها المزايدون على أنها كلمة شيوعية.. هؤلاء كانوا أيام المماحكات الموجودة في الشمال والجنوب وكانت أمميا تحمل معنى آخر يدل على الاشتراكية والشيوعية.. فقالوا لازم نتهرب من هذه الكلمة.. وبعد أن صار المعنى أوضح بأن ديننا دين أممي وأن سيدنا محمداً »صلى الله عليه وسلم‮« ‬أرسل‮ ‬الى‮ ‬الناس‮ ‬كافة‮.‬

أضف الى ذلك أن المقطع يحمل التدرج فالشاعر يقول: أنا أحب الإنسان كونه إنساناً ثم أحبه كونه عربياً ثم أحب نفسي كوني يمنياً ولن ترى الدنيا على أرضي وصياً.. فعلاً لقد ارتحت كثيراً عندما عادت كلمة »أمميا« الى النشيد وأثمرت جهود الاستاذ يحيى محمد عبدالله صالح في‮ ‬ذلك‮.. ‬وعودة‮ ‬الكلمة‮ ‬تعد‮ ‬تكريماً‮ ‬للنشيد‮ ‬وللشاعر‮.‬


لماذا‮ ‬لم‮ ‬يحتج‮ ‬أيوب‮ ‬رغم‮ ‬تلك‮ ‬الفترة‮ ‬الطويلة‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬يذكر‮ ‬اسمه‮ ‬كملحن‮ ‬للنشيد‮ ‬الوطني‮ ‬حتى‮ ‬ذُكر‮ ‬مؤخراً‮ ‬عندما‮ ‬عادت‮ ‬كلمة‮ »‬أمميا‮« ‬الى‮ ‬النشيد؟

- لأن أيوب لم يظهر اطلاقاً عندما اختيرت الأنشودة نشيداً وطنياً، حيث لم يستدعني أحد لأحضر وأسجل هذا النشيد أو أُبدي رأيي في تسجيله أو لحنه أو إظهار النواحي الجميلة فيه لقد تجاهلوني تماماً وكأنه لا علاقة لي بهذا النشيد، الذي أخذوه واستعانوا بفنانين آخرين لتسجيله،‮ ‬ولا‮ ‬أحد‮ ‬سأل‮ ‬عليّ‮ ‬حينها،‮ ‬ولهذا‮ ‬لزمت‮ ‬الصمت‮ ‬وتحملت‮ ‬غلبي‮ ‬وقلت‮ ‬هم‮ ‬سيرجعون‮ ‬يوما‮ ‬ما‮ ‬الى‮ ‬الصح‮.. ‬وقد‮ ‬عادوا‮ ‬فعلاً‮.‬


لايزال‮ ‬هناك‮ ‬من‮ ‬يرفض‮ ‬النشيد‮ ‬الوطني‮ ‬في‮ ‬طابور‮ ‬الصباح‮ ‬ما‮ ‬رأي‮ ‬أيوب‮ ‬بهذا‮ ‬الخصوص؟

‮- ‬من‮ ‬لا‮ ‬نشيد‮ ‬له‮ ‬لا‮ ‬هوية‮ ‬له‮ ‬ولذا‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬يمني‮ ‬مهما‮ ‬كان‮ ‬موقعه‮ ‬وموضعه‮ ‬أن‮ ‬يحفظ‮ ‬النشيد‮ ‬الوطني،‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬نحفظه‮ ‬عن‮ ‬بكرة‮ ‬أبينا‮ ‬لأنه‮ ‬طابعنا‮ ‬ومنطلقنا‮ ‬الوطني‮..‬

ومن‮ ‬يتمسخر‮ ‬بنشيده‮ ‬الوطني‮ ‬يتمسخر‮ ‬بوطنيته‮ ‬وهويته‮.‬


الاخلاص‮ ‬في‮ ‬العمل

أصبح‮ ‬الفنان‮ ‬القدير‮ ‬أيوب‮ ‬طارش‮ ‬يمثل‮ ‬وزارة‮ ‬إعلام‮ ‬وطني‮.. ‬ما‮ ‬النصيحة‮ ‬التي‮ ‬توجهها‮ ‬الى‮ ‬الفنانين‮ ‬الشباب‮ ‬بخصوص‮ ‬الولاء‮ ‬الوطني؟

‮- ‬حب‮ ‬الوطن‮ ‬وحب‮ ‬العمل‮ ‬والاخلاص‮ ‬فيه‮ ‬وتقديم‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬يستطيعون‮ ‬عليه‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬هذا‮ ‬الوطن‮ ‬الحبيب،‮ ‬كل‮ ‬عملٍ‮ ‬بحاجة‮ ‬الى‮ ‬اعطائه‮ ‬حقه‮ ‬من‮ ‬الجهد‮ ‬والاخلاص‮ ‬ليكون‮ ‬مثمراً‮ ‬ويلمس‮ ‬الناس‮ ‬خيراته‮.‬

وأنصح‮ ‬الشباب‮ ‬الى‮ ‬التوجه‮ ‬نحو‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬ينفع‮ ‬ويثري‮ ‬معارفهم‮ ‬ومداركهم،‮ ‬وينمي‮ ‬فيها‮ ‬قيم‮ ‬الولاء‮ ‬الوطني‮ ‬ولعل‮ ‬الأناشيد‮ ‬الوطنية‮ ‬أحق‮ ‬أن‮ ‬يعطيها‮ ‬الفنانون‮ ‬الشباب‮ ‬آذانهم‮ ‬ليستفيدوا‮ ‬منها‮ ‬تجاه‮ ‬وطنهم‮ ‬وصقل‮ ‬مواهبهم‮.‬


ربما‮ ‬كنت‮ ‬صوفياً

يقال إن مسيرة أيوب الفنية لم تكن بعيدة عن الاجواء الصوفية سواءً الأغاني العاطفية أو الأناشيد الوطنية ففي كليهما وجد الناس صوت أيوب وروحه معجونة بالتصوف.. فهل تمثل التجربة الأخيرة في التوشيحات الصوفية انقطاعاً عن المرحلة السابقة أم امتداداً وتأكيداً لها؟

- أعتقد أنها امتداد لها وربما كنت صوفياً وأنا لست دارياً بذلك، فمنذ أن أعطاني أخي محمد طارش أول أغنياتي »بالله عليك وا مسافر لا لقيت الحبيب« وكأنه أعطاني تذكرة سفر الى رحلتي الفنية وأجاز لي الابحار في رحلة طويلة مع هذا الفن.. والرحلة هذه نبحث فيها عن »الحبيب‮« ‬ومن‮ ‬هو‮ ‬الذي‮ »‬ينغبش‮« ‬في‮ ‬عقول‮ ‬وأفئدة‮ ‬الشعراء‮ ‬والفنانين‮ ‬غير‮ ‬الحبيب‮.. ‬هو‮ ‬ما‮ ‬فيش‮ ‬غيره‮ ‬الذي‮ ‬يستخرج‮ ‬مكنون‮ ‬الطيبات‮ ‬فهو‮ ‬الملهم‮ ‬لكل‮ ‬جميل‮ ‬ومصدر‮ ‬المواهب‮.‬


تأشيرة‮ ‬الرحلة

على‮ ‬ذكرك‮ ‬لأخيك‮ ‬محمد‮ ‬طارش‮ -‬رحمه‮ ‬الله‮- ‬لماذا‮ ‬لم‮ ‬تستمر‮ ‬معه‮ ‬في‮ ‬رحلتك‮ ‬الفنية؟

- دعني أكشف لك شيئاً فأخي محمد طارش لم يكن شاعراً، وإنما كان رعوياً أختاره الوالد للبقاء في زراعة الأرض والاهتمام بها بعد أن ذهبنا نحن الى الدراسة في عدن.. وعندما سمع محمد طارش بأنني قد تناصفت مع صهري واشترينا عوداً وبدأت أعزف وأقدم بعض الاغنيات اذا به يرسل مجموعة من القصائد هي »بالله عليك وامسافر لا لقيت الحبيب.. بلغ سلامي إليه وقله كم باتغيب«.. وأغنية »يوم السفر أصبحت أودع أهلي.. وكل واحد منهم قريب لي«.. وأغنية »بس لا تأشر لي سلام بيدك« وأغنية أخرى أيضاً.. فتفاجأت بهذه القصائد من أخي محمد طارش الذي لا يكتب شعراً فغنيتها ولاقت صدى كبيراً وبدأ اسم أيوب يظهر.. وعندما التقيت بالشاعر الاستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان وغنيت له، لم يرسل بعدها محمد طارش إلاّ بقصيدة لم أغنها، لأنني تعودت على كلام كبير من الفضول، وأتذكر أن مطلعها كان يقول: »بكر محنا مشقر ❊❊ والفم أفجم‮ ‬مدور‮« ‬ومن‮ ‬ثم‮ ‬ترك‮ ‬الشعر‮ ‬وكأن‮ ‬الله‮ ‬سبحانه‮ ‬وتعالى‮ ‬ألهمه‮ ‬تلك‮ ‬القصائد‮ ‬ليعطيني‮ ‬إياها‮ ‬لتكون‮ ‬ضوء‮ ‬أخضر‮ ‬وتذكرة‮ ‬سفر‮ ‬الى‮ ‬رحلتي‮ ‬الفنية‮ ‬الطويلة‮.‬


قصتي‮ ‬مع‮ ‬مغترب

لايزال‮ ‬المغتربون‮ ‬الذين‮ ‬عادوا‮ ‬من‮ ‬دول‮ ‬الخليج‮ ‬في‮ ‬التسعينيات‮ ‬يحملون‮ ‬أيوب‮ ‬طارش‮ ‬تلك‮ ‬الغلطة‮ ‬التي‮ ‬وقعوا‮ ‬فيها‮.. ‬هل‮ ‬حصل‮ ‬أن‮ ‬صادف‮ ‬أيوب‮ ‬أحد‮ ‬أولئك؟

- نعم.. لقد حصل لي قصة مع أحدهم.. أنت تعرف أنني انقطعت فترة عن الفن وكانت لي خلوة روحية وروحانية تقربت فيها من الله سبحانه وتعالى فكنت أقضي وقتي ما بين البيت والمسجد وفي أحد الأيام كنت في المسجد فإذا بأحد أولئك المغتربين يقترب مني ويقول: أنت أيوب طارش؟ فقلت له: نعم.. فقال: يا أخي كيف عملت بنا؟ قلت له: أيش عملت أنا!! قال: أول قلت لنا: »اليمن تنتظركم يا حبايب بالاحضان« وخليتنا سيبنا أعمالنا وأشغالنا وكل شيء وروحنا البلاد، وعندماوصلنا قلت لنا »مهلنيش«.. كيف خبرك وا أيوب ودفت بنا؟! فقلت له: من قلك أنني مهلنيش أنا‮ ‬هلني‮.. ‬هلني‮.. ‬ما‮ ‬عليك‮ ‬إلاّ‮ ‬تجي‮ ‬كل‮ ‬يوم‮ ‬لهذا‮ ‬المكان‮ ‬وشتلقاني‮ ‬هونه‮ »‬يضحك‮«!!‬


لقاء‮ ‬وأذان‮!!‬

على‮ ‬ذكرك‮ ‬لخلوتك‮ ‬الروحانية‮ ‬واعتزالك‮ ‬الفن،‮ ‬ما‮ ‬الموقف‮ ‬الذي‮ ‬حصل‮ ‬لك‮ ‬في‮ ‬إحدى‮ ‬مقابلات‮ ‬القناة‮ ‬الفضائية‮ ‬أيام‮ ‬تركت‮ ‬الفن؟

- جاءني بعض الاعلاميين من الفضائية الى بيتي لإجراء حوار معي وفي وسط الحوار جاء أذان العصر، فقلت لهم »بعد أذنكم أنا بأروح أصلي وأرجع« وما رحت المسجد أصلي إلاّ والجماعة قد لحقوني وقد عملوا الكشافات بالمحراب لأنني أنا الذي سأؤذن.. فأذنت والكاميرات تصورنا وسجلوا‮ ‬الأذان‮ ‬حقي‮.‬

فكان‮ ‬موقفاً‮ ‬طريفاً‮.. ‬وكأنهم‮ ‬استغربوا‮ ‬كيف‮ ‬سيؤذن‮ ‬أيوب‮!!‬

ألمٌ‮ ‬في‮ ‬يدي

كثير‮ ‬من‮ ‬محبيك‮ ‬يريدون‮ ‬الاطمئنان‮ ‬عليك‮ ‬ومعرفة‮ ‬حالتك‮ ‬الصحية‮.. ‬ما‮ ‬الذي‮ ‬يعانيه‮ ‬فناننا‮ ‬الكبير‮ ‬أيوب‮ ‬طارش؟

- تعلمون أنني كنت توقفت عن الفن وجاء هذا التوقف فجأة بعد جهد كبير وعزف على العود باستمرار وعندما أردت أن أستعيد المرحلة من جديد -أي حينما منّ الله تعالى علي بقصيدة »جلاء القلب« من الشيخ محمد عبدالمعطي الجنيد عاودت العزف، ولكن بشكل ركيك وشويه شويه بدأ التحسن.. أعقبه ألم شديد جعلني أستعيض عن العود بالأورج الذي كان يعزفه صديق لي وأصدرنا الشريط الذي يحمل عنوان »غنِّ يا أيوب« وكنت كلما حاولت العزف ازداد الألم، ولم أدرِ ما السبب هل هو شد عضلي، أم تقلص أو ناتج عن الغضاريف أم انزلاقات في العمود الفقري، وترددت على الأطباء‮ ‬وأكثرهم‮ ‬يقول‮ ‬لي‮ ‬إن‮ ‬الألم‮ ‬ناتج‮ ‬عن‮ ‬الغضاريف‮ ‬في‮ ‬الرقبة‮ ‬والتي‮ ‬تضغط‮ ‬على‮ ‬عصب‮ ‬اليد‮.‬

وكل يوم والألم يزداد والحالة الصحية تسوء حتى أنني أصبحت لا أقدر على ممارسة أي شيء بيدي اليمنى، الى حد أن الألم أحياناً يصحيني من النوم ولا يخف إلاّ اذا جلست أو هدأته ببعض المراهم والأدوية.

وطبعاً‮ ‬هذا‮ ‬الألم‮ ‬جعلني‮ ‬أهجر‮ ‬العود‮ ‬الذي‮ ‬تحن‮ ‬إليه‮ ‬نفسي‮ ‬فهو‮ ‬رفيق‮ ‬المشاعر‮ ‬وتوأم‮ ‬الروح‮.‬


مازلنا‮ ‬ننتظر‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬عطائك‮ ‬بعد‮ ‬عودتك‮ ‬من‮ ‬رحلتك‮ ‬العلاجية‮ ‬التي‮ ‬نتساءل‮ ‬متى‮ ‬ستبدأون‮ ‬بها؟

‮- ‬إن‮ ‬شاء‮ ‬الله‮ ‬سأتوجه‮ ‬مع‮ ‬زوجتي‮ ‬خلال‮ ‬الأيام‮ ‬القادمة‮- ‬بعد‮ ‬استكمال‮ ‬ما‮ ‬تبقى‮ ‬من‮ ‬إجراءات‮ ‬السفر‮ ‬الى‮ ‬ألمانيا‮.‬


ما‮ ‬الكلمات‮ ‬التي‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يعبر‮ ‬بها‮ ‬أيوب‮ ‬طارش‮ ‬تجاه‮ ‬تلك‮ ‬المشاعر‮ ‬الفياضة‮ ‬التي‮ ‬أطلقها‮ ‬جمهوره‮ ‬ومحبوه‮ ‬بمختلف‮ ‬فئاتهم‮ ‬إحساساً‮ ‬بما‮ ‬يعانيه‮ ‬فنانهم‮ ‬القدير؟

- لمستُ المحبة العظيمة والعميقة التي يكنها لي الناس وهذا فضل من الله الذي أوصل محبتي الى قلوبهم، وأحمد الله قبل كل شيء على ذلك، وأنا من خلالكم أسجل شكري وتقديري لكل من تكلم عني بكلمة طيبة أو ذكر أو اتصل بي أو واساني من جميع الشعب اليمني سواءً من الداخل أو في‮ ‬الخارج‮.‬

محبة‮ ‬كبيرة

البعض كتب عن حالة أيوب الصحية وعن الظروف التي مررتم بها.. هل فعلاً كانت الجهات المختصة بحاجة الى تذكير تجاه حالتكم الصحية.. وكيف تصفون المتابعة الشخصية لفخامة الأخ علي عبدالله صالح -حفظه الله- لكم والاطمئنان على صحتكم؟

- الحقيقة أن الأخوة الذين كتبوا بذلك الأسلوب المثير عن حالتي الصحية بالغوا كثيراً وأنا أعزو ذلك الى محبتهم الكبيرة ليّ وربما وصل اليهم فعلاً أننا في تلك البلاد على ذلك الحال وأنه لا يوجد من لفت عليّ أو ذكرني في الوقت الذي أنا والحمد لله استطعت أن أسافر الى‮ ‬الأردن‮ ‬وهذا‮ ‬يعني‮ ‬أن‮ ‬الأمور‮ ‬مازالت‮ ‬بخير‮ ‬والحالة‮ ‬ميسورة‮.. ‬وطبعاً‮ ‬الجهات‮ ‬المختصة‮ ‬لم‮ ‬تقصر‮ ‬معي‮ ‬بل‮ ‬قدمت‮ ‬لي‮ ‬المساعدات‮ ‬لاستمرار‮ ‬العلاج‮ ‬وأعني‮ ‬بذلك‮ ‬وزارتي‮ ‬الثقافة‮ ‬والاعلام‮.‬

أما فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية -حفظه الله- فهو مشكور على مساعدته لي ولعائلتي التي تعاني أكثر مني من المرض، فالأخ الرئيس يرسل بمصاريف العلاج لنا في كل رحلة علاجية ويسأل ويطمئن على صحتنا، ولم يقصر معنا في هذا الجانب، لكن كثيراً من محبي أيوب طارش‮ ‬لا‮ ‬يعرفون‮ ‬ذلك،‮ ‬وما‮ ‬أن‮ ‬يسمعوا‮ ‬بمرضي‮ ‬حتى‮ ‬يناشدوا‮ ‬ويتوسلوا‮ ‬الجهات‮ ‬المختلفة‮ ‬للوقوف‮ ‬الى‮ ‬جانبي،‮ ‬وهذا‮ ‬ناجم‮ ‬عن‮ ‬محبة‮ ‬ليس‮ ‬إلاّ‮.‬


هل‮ ‬سمعت‮ ‬بخبر‮ ‬يقول‮ ‬إن‮ ‬هناك‮ ‬فرنسيات‮ ‬يتبرعن‮ ‬للفنان‮ ‬اليمني‮ ‬أيوب‮ ‬طارش؟

- أنا سمعت بهذا الخبر وقلت الحمد لله هذه أيضاً محبة يقذفها الله في قلوب الناس سواءً أكانوا مسلمين أو غير مسلمين، ولأن الفن ليس له وطن.. ووطنه قلوب الناس أينما كانوا.. أو ربما وصلت لهم »نغبشات« الحبيب، فكل ما غنيناه ما هو إلاّ عبرٌ أجراها الله على ألسنتنا، فمدلولها‮ ‬انساني‮ ‬ووطني‮ ‬وديني‮.‬


سأكون‮ ‬فناناً

لو‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬فناناً‮ ‬ماذا‮ ‬ستكون؟

- والله لا أدري أنا من صغري والفن يحوم حولي، وأنا في القرية وعندما كنت أعود من رعاية الأغنام كنا نتعشى ونسمر قليلاً مع شخص اسمه سيف الصلوي كان جالساً معنا في البيت ينفعنا ويجلب لنا الماء ويساعدنا في كثير من الأعمال، وكان هذا الرجل موهوباً بصوت أخاذ فكنت أجلس معه بجانب الشباك وهو يغني لي أغاني قديمة من حق »بنت شريان« فكنت معجباً بصوته وهو يغني.. اضافة الى أنني كنت أمتلك شبابة آخذها معي الي الجبل وأظل أشبب بها وأعمل بعض الألحان حق الرعاة.. بعد ذلك سمعت عن الفنان محمد عبدالوهاب فكان صوته يأخذ عقلي ويأسر لبي، وحينها كنت في عدن كانت اذاعة عدن تقدم سهرة لهذا الفنان كل ليلة أحد ساعة كاملة، فكنت أحرص على الخروج في وقت مبكر من العمل واتجه الى البيت وأدخل الغرفة وأغلق الباب على نفسي وأطفئ الضوء وفي الظلمة أسمع محمد عبدالوهاب وأنا مش موجود بالخالص كنت أسبح مع ما أسمعه من هذا الفنان لدرجة أنني حفظت كثيراً من أغانيه الى حد أنني كنت أتعمد المشي الى البيت في طرق خالية من المارة والإنارة وأمشي أغني وأسمع نفسي ألحان محمد عبدالوهاب وكنت لا أدري إلاّ وأنا أمام البيت.


هل‮ ‬غنيت‮ ‬بعض‮ ‬ألحان‮ ‬محمد‮ ‬عبدالوهاب‮ ‬وسجلتها‮ ‬في‮ ‬كاسيت؟

- غنيت له في جلسات وتم تسجيلي في هذه الجلسات من بعض الاصدقاء أما تسجيل رسمي من قبلي فلا.. كنت أغني له في مقابلات تلفزيونية أو اذاعية عندما يطلب المذيع مني ذلك كأغنيات »عندما يأتي المساء« »أحب عيشة الحرية« »قلي راح على فين« ومن هذا القبيل.

أغنية‮ ‬بأمر‮ ‬الدولة

بعض‮ ‬الفنانين‮ ‬سببت‮ ‬لهم‮ ‬أغانيهم‮ ‬أو‮ ‬أناشيدهم‮ ‬الوطنية‮ ‬بعض‮ ‬الاحراجات‮ ‬والمواقف‮ ‬التي‮ ‬أوصلتهم‮ ‬الى‮ ‬السجن‮ ‬أحياناً،‮ ‬هل‮ ‬هناك‮ ‬أغنية‮ ‬أو‮ ‬أنشودة‮ ‬غنيتها‮ ‬وسيرتك‮ ‬الى‮ ‬تلك‮ ‬المواقف؟

- لم توجد أغنية غنيتها وسببت لي شيئاً من هذا القبيل.. مرة طلب مني أن أغني للمؤتمر الشعبي، ومن طبيعتي أنني لا أحب أن أغني لجهة أو شخص أو حزب، فطلعت صنعاء وأخذت القصيدة ولحنتها وحذفت ما يتعلق بالمؤتمر على جنب وغنيت الأغنية وأكملت تسجيلها وعدت الى تعز.. وما دريت إلاّ وهم يتصلون بي، ليش عملت كذة أين المؤتمر الشعبي قلنا لهم خلوها على ما سجلناها وبس بحيث تكون صالحة لكل زمان ومكان لا تحصروهاش بالمؤتمر.. قالوا لا ما يسبرش لازم ترجع تغنيها من جديد.. قلت لهم يعني بأمر الدولة.. اذاً بكرة شرجع أغنيها وطلعنا وعملناها بأمر‮ ‬الدولة‮ ‬وهذا‮ ‬هي‮ ‬الغلطة‮ ‬الوحيدة‮ ‬التي‮ ‬حصلت‮ ‬في‮ ‬مسيرتي‮ ‬الفنية‮.. ‬واحد‮ ‬يغني‮ ‬غصباً‮ ‬عنه‮.. ‬يعني‮ ‬رجعونا‮ ‬من‮ ‬تعز‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬أدخل‮ ‬المؤتمر‮ »‬يضحك‮ ‬كثيراً‮«!!‬

مقام‮ ‬الصبا

هل‮ ‬كان‮ ‬للشاعر‮ ‬عبدالله‮ ‬عبدالوهاب‮ ‬نعمان‮ ‬ملاحظات‮ ‬على‮ ‬بعض‮ ‬ألحانك‮ ‬لقصائده؟

- الاستاذ الشاعر عبدالله عبدالوهاب الفضول كان شخصاً موهوباً ومتذوقاً وله بعض المواقف معي بهذا الخصوص، فمثلاً عندما كنت في القاهرة لدراسة الموسيقى لحنت أغنية »طير ما لك والبكاء خل البكاء لي« وهي من كلمات الفضول، وكان فيها مقطع يدخل فيه المقام الى مقام »الصبا« وهو مقام لم يكن مشهوراً في بلادنا كثيراً لأنه مقام حزين لم يتعود عليه كثير من الناس، وهذا المقام أصبح مستخدماً الآن بكثرة، المهم أن الاستاذ عبدالله تفاجأ بتلحيني لهذه الاغنية التي خرجت فيها الى مقام »الصبا« وأحدث لديه إحساساً غريباً، فقال لي حينها: لا..‮ ‬لا‮.. ‬لا‮ ‬تفعلش‮ ‬هذا‮ ‬اللحن‮ ‬هكذا‮ ‬والمقطع‮ ‬هو‮ »‬بعدما‮ ‬ربي‮ ‬ربط‮ ‬قلبه‮ ‬بقلبي‮.. ‬كيف‮ ‬غدر‮ ‬بي‮.. ‬كيف‮ ‬ترك‮ ‬حبه‮ ‬وحبي‮ ‬للشواني‮« ‬فقلت‮ ‬له‮ ‬يا‮ ‬استاذ‮ ‬هذا‮ ‬المقطع‮ ‬بحاجة‮ ‬الى‮ ‬حزن‮ ‬وتأسف‮.. ‬ويا‮ ‬دوب‮ ‬اقتنع‮ ‬بعد‮ ‬ذلك‮.‬

ومثل‮ ‬هذا‮ ‬أيضاً‮ ‬مر‮ ‬علينا‮ ‬في‮ ‬أغنية‮ »‬قلبي‮ ‬يسائلني‮ ‬عليك‮« ‬ففي‮ ‬لحن‮ ‬المقطع‮ ‬الذي‮ ‬يقول‮:‬

‮»‬تبكي‮ ‬معي‮ ‬أعماق‮ ‬روحي‮ ‬كلما‮ ‬أبكي‮ ‬عليك

وتردني‮ ‬الاشواق‮ ‬من‮ ‬عندك‮ ‬وترجع‮ ‬بي‮ ‬إليك

لا‮ ‬عاش‮ ‬بي‮ ‬حسي‮ ‬ولا‮ ‬نفسي‮ ‬أوت‮ ‬إلاّ‮ ‬لديك‮«‬

قال الاستاذ عبدالله عبدالوهاب لا ما يصلحش يا أيوب هكذا اللحن.. فحاولت اقناعه.. وفي تلك اللحظة أيدنا الأخ حسين السقاف الذي كان سائقاً للفضول تلك الأيام.. حيث قال السقاف: يا أستاذ.. هه هذي اللي تبكينا فرجاءً لا تبخسوش الأغنية خلوا هذا اللحن.. أنا عند الله وعندك‮.‬


وصيَّة

هل‮ ‬فعلاً‮ ‬كان‮ ‬موت‮ ‬الفضول‮ ‬سبباً‮ ‬في‮ ‬انقطاعك‮ ‬عن‮ ‬الفن؟

- لم يكن هذا سبباً رئيسياً إلاّ أن بعض أولاده شعبوا يوم من الأيام وقالوا ليش سجلنا شريط »مهلنيش« فجاءوا يدوروا حقوقاً، فقلنا لهم روحوا للموزع وخذوا لكم منه، أما أنا ما غنيت إلاّ ما جابه لي الاستاذ عبدالله عبدالوهاب.. لوما تجيبوا لي أنتم من عندكم ما فيش مانع‮ ‬أعطيكم‮ ‬حقكم‮ ‬وأشرطوا‮ ‬عليّ‮ ‬زي‮ ‬ما‮ ‬تشتوا‮.‬


يقال‮ ‬إن‮ ‬الفضول‮ ‬أوصى‮ ‬لك‮ ‬بحق‮ ‬التصرف‮ ‬بقصائده‮ ‬هل‮ ‬هذا‮ ‬صحيح؟

- لا يوجد وصية عندي بهذا الكلام.. ولا أظن أن الفضول يوصي هكذا.. وأنا لم أغنِ إلاّ ما أعطاني أياه بنفسه.. وللعلم لم يكن بيني وبين الفضول كلام في المردود المادي للأغاني، كانت لدينا رسالة سامية نريد ايصالها.. والذي نحصلها من المستغلين لأعمالنا أأخذه أنا أو هو‮ ‬بدون‮ ‬حساب‮ ‬الشاعر‮ ‬يأخذ‮ ‬حقه‮ ‬والفنان‮ ‬يأخذ‮ ‬حقه‮.. ‬أنا‮ ‬والشاعر‮ ‬الفضول‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬بيننا‮ ‬حساسية‮ ‬أو‮ ‬اختلاف‮ ‬ولم‮ ‬تجمعنا‮ ‬المادة‮ ‬ما‮ ‬جمعنا‮ ‬هو‮ ‬الموهبة‮ ‬فقط‮.‬

حفيدي‮ ‬أيوب

استاذ‮ ‬أيوب‮ ‬يساورني‮ ‬ألم‮ ‬وأنا‮ ‬أقول‮ ‬لك‮ ‬لمن‮ ‬ستهدي‮ »‬عودك‮« ‬العزيز‮ ‬علينا؟

- والله سأهديه لأية موهبة ستحتل القلوب من بعدي في وسطنا الأسري.. يعني سأهديه لمن أراه موهوباً من أوساط أسرتي وأتوقع أن يكون أيوب صلاح أيوب فالموهبة لديه فاذا صادف أنه اعطاها حقها من الاهتمام وبدأ يجيد العزف فهو المستحق برأيي.


يعني‮ ‬أنت‮ ‬راضٍ‮ ‬أن‮ ‬يصبح‮ ‬من‮ ‬أولادك‮ ‬أو‮ ‬أحفادك‮ ‬فناناً؟

- ليش لا.. اذا كان فناناً على مستوى الفن نفسه ومستوى الرسالة التي ستؤدي خدمة وطنية لهذه البلاد المعطاءة ستؤدي خدمة للإنسانية وستهدي الى السبيل الأقوم.. واذا كان سيصبح صاحب فن رفيع المعاني السامية.. فأنا لن أعترض اذا كان كذلك وسأكون الى جانبه ما دام والفن رسالة‮ ‬الشعوب،‮ ‬ومن‮ ‬ليس‮ ‬لديه‮ ‬فنٌ‮ ‬ليس‮ ‬لديه‮ ‬حضارة‮.‬

بداية‮ ‬فقط

هل‮ ‬أنت‮ ‬مع‮ ‬تقليد‮ ‬الفنانين‮ ‬الشباب‮ ‬لكم؟

- هناك فنانون يقلدونني وأنا لا أحب أن أؤيدهم على هذا التقليد إلاّ على أساس أن يكون كبداية لاظهار الموهبة.. أما أن يتقوقعوا في من يقلدون فلست معهم.. يجب أن يخرجوا الى طريق، فلن يصبح المقلد فناناً اذا لم يحدد مدة لتقليده، واذا لم نشجعهم سيظلون هكذا مقلدين.. لازم‮ ‬الفنان‮ ‬يعصر‮ ‬مخه‮ ‬يبحث‮ ‬عما‮ ‬أودعه‮ ‬الله‮ ‬في‮ ‬نفسه‮ ‬وفي‮ ‬موهبته‮ ‬أما‮ ‬أن‮ ‬يظل‮ ‬عالة‮ ‬على‮ ‬الآخرين‮ ‬فهذا‮ ‬غير‮ ‬صحيح‮.‬

هل‮ ‬أنت‮ ‬بدأت‮ ‬مقلداً؟

‮- ‬ياما‮ ‬قلدنا‮ ‬فنانين،‮ ‬ولكن‮ ‬من‮ ‬باب‮ ‬ممارسة‮ ‬العزف‮ ‬واختبار‮ ‬الموهبة،‮ ‬ولكن‮ ‬سرعان‮ ‬ما‮ ‬عملنا‮ ‬شخصية‮ ‬مستقلة‮ ‬بنا‮ ‬وحاولنا‮ ‬تقديم‮ ‬شيء‮.‬

بعد‮ ‬هذه‮ ‬السيرة‮ ‬والمسيرة‮ ‬الفنية‮ ‬المحترمة‮.. ‬هل‮ ‬سيتحول‮ ‬أيوب‮ ‬طارش‮ ‬الى‮ ‬التلحين‮ ‬للفنانين‮ ‬الشباب؟

‮- ‬لا‮ ‬أفكر‮ ‬بهذا،‮ ‬ولا‮ ‬أعتقد‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬ذلك،‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬لدي‮ ‬استعداد،‮ ‬كنت‮ ‬سابقاً‮ ‬لدي‮ ‬نشاط،‮ ‬وتحفز،‮ ‬وتفانٍ‮ ‬في‮ ‬العزف‮ ‬والتلحين،‮ ‬أما‮ ‬الآن‮ ‬فقد‮ ‬تعبت‮ ‬واللحن‮ ‬بحاجة‮ ‬الى‮ ‬عزف‮ ‬وظروفي‮ ‬الصحية‮ ‬أبعدتني‮ ‬عن‮ ‬العود‮.‬

دعم‮ ‬لأحد‮ ‬الشباب

في أحد الأشرطة الأخيرة لفناننا الكبير أيوب طارش وجدناك تغني أغنية »محبوب قلبي من الضالع« وهي من ألحان أحد الفنانين الشباب وهو الفنان أحمد راوح، إلاما تعزوا ذلك الى تشجيعك للشباب أم أن اللحن قد هجرك بهجرانك للعود أم شيء آخر؟

- سابقاً غنيت أغاني من ألحان ليست ألحاني كأغنية »إرجع لحولك، زارع البن، أحبك والدموع تشهد« وغيرها أما أغنية »محبوب قلبي من الضالع« فجاءتني هكذا.. من أجل تشجيع واحد كان ناوي يعمل له شركة انتاج، فقال لي يا أيوب لازم تشجعنا وأنا مبتدئ في هذا الجانب.. فقلت له ما فيش عندي مانع، لكن ليس لدي جديد كي أعطيك فقال لي: هناك أغنية حق فلان وهي من طابعك ومن كلمات الشيخ الجنيد، فقلت له صحيح هذه الأغنية رائعة وكان لي وقفة بسيطة فيها مع الشاعر.. وما عليك إلاّ أن تأخذ ترخيص من ملحنها وتنازل وتعطيه حقه وأنا سأغنيها وفعلاً أدخلت عليها تعديلات.. وفي الأول والأخير غنيت هذه الأغنية دعماً لذلك الشاب الذي عمل شركة انتاج ولا داعي لذكر اسمه، وطبعاً كان ذلك هو الشريط الوحيد الذي انتجه من شركته، وحقيقة هذا الشاب كان لديه أفكار وطموح وخسر من أجل ذلك ولكن قلة الامكانات حالت بينه وبين طموحاته‮.‬

إفلاس

استاذ‮ ‬أيوب‮ ‬ما‮ ‬رأيك‮ ‬بمن‮ ‬يأخذ‮ ‬ألحانك‮ ‬ويسقطها‮ ‬على‮ ‬كلمات‮ ‬تحت‮ ‬مسمى‮ ‬أناشيد‮ ‬إسلامية؟

- هذا يسمى سطواً على اللحن وهضماً لحقوق الملحن، واساءة للقصيدة التي وجد من أجلها اللحن.. واضاعة سمتها ووهجها.. وهذا دليل على الافلاس في اللحن لدى أولئك الذين يقومون بهذا التصرف لذا لجأوا الى الألحان الجميلة التي صغناها نحن.. وهم غير مقتنعين بالكلام الذي غنيناه‮ ‬كما‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬يحصل‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬غياب‮ ‬الرقابة‮ ‬وحفظ‮ ‬الحقوق‮ ‬سواءً‮ ‬أكانت‮ ‬ألحاناً‮ ‬أو‮ ‬كلمات‮.. ‬والذي‮ ‬يفترض‮ ‬هو‮ ‬أن‮ ‬يقف‮ ‬كل‮ ‬واحد‮ ‬عند‮ ‬حده‮.‬

ظروف‮ ‬المرحلة

لماذا‮ ‬نجد‮ ‬الدور‮ ‬الفني‮ ‬يتراجع‮ ‬في‮ ‬بلادنا‮.. ‬وهل‮ ‬أنت‮ ‬راضٍ‮ ‬عن‮ ‬الفن‮ ‬الحاصل‮ ‬الآن؟

‮- ‬ربما‮ ‬لظروف‮ ‬المرحلة‮ ‬نفسها‮.. ‬ونوعاً‮ ‬ما‮ ‬لست‮ ‬راضياً‮ ‬عن‮ ‬الواقع‮ ‬الفني‮ ‬حالياً‮.‬

لماذا؟

‮- ‬لأنه‮ ‬لا‮ ‬يوجد‮ ‬فنانون‮ ‬مبدعون‮ ‬لهم‮ ‬شخصياتهم‮ ‬المستقلة‮ ‬وطابعهم‮ ‬المميز،‮ ‬وليس‮ ‬لديهم‮ ‬أشياء‮ ‬لها‮ ‬مكانتها‮ ‬في‮ ‬المجتمع‮ ‬ولم‮ ‬يستهوني‮ ‬شيء‮ ‬مما‮ ‬يقدمونه‮.‬



ما‮ ‬رأيك‮ ‬بجمعية‮ ‬الفنانين‮ ‬اليمنيين؟

‮- ‬لم‮ ‬ألمس‮ ‬خيرها‮ ‬حتى‮ ‬الآن‮.. ‬ومازالت‮ ‬الاعتداءات‮ ‬على‮ ‬حقوق‮ ‬الآخرين‮ ‬موجودة‮.. ‬كأنه‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬هناك‮ ‬شيء‮.‬


هل‮ ‬أنت‮ ‬راضٍ‮ ‬عما‮ ‬قدمته‮ ‬خلال‮ ‬مسيرتك‮ ‬الفنية؟

‮- ‬بالطبع‮.. ‬والحمد‮ ‬لله‮.‬


ما‮ ‬الذي‮ ‬أخذته‮ ‬بالمقابل؟

‮- ‬حب‮ ‬الناس‮.. ‬وهذا‮ ‬كافٍ‮.‬


أوقفوا‮ ‬راتبي

هل‮ ‬خصصت‮ ‬لكم‮ ‬وزارة‮ ‬الثقافة‮ ‬انتاجاً‮ ‬فكرياً‮ ‬مقابل‮ ‬ما‮ ‬قدمتموه‮ ‬من‮ ‬عطاء‮ ‬فني‮.. ‬وهل‮ ‬تراجعت‮ ‬وزارة‮ ‬الخدمة‮ ‬عن‮ ‬قرارها‮ »‬البائس‮« ‬بتقاعدكم‮ ‬بذلك‮ ‬المبلغ‮ ‬الزهيد؟

- أولاً أنا كنت موظفاً في البنك اليمني للإنشاء والتعمير وتم تقاعدي بمبلغ واحد وأربعين ألف ريال، وكان لي مرتب من وزارة الثقافة يبلغ خمسة عشر ألف ريال ومن التنمية الثقافية استلم نفس المبلغ، ولكن منذ سنوات تم توقيف راتبي في وزارة الثقافةوحتى الآن تحت حجة أنه سيكون هناك ازدواج في التقاعد بين البنك ووزارة الثقافة.. والى الآن وأنا لا أستلم راتبي.. لا أنهم قاعدونا ولا أنهم سلموا لي مرتباتي الأساسية وما يتعلق بمبلغ التنمية الثقافية فمازلت استلمه الى الآن.

تقاعد‮ ‬على‮ ‬تقاعد‮!!‬

ألم‮ ‬تستقطع‮ ‬لك‮ ‬وزارة‮ ‬الثقافة‮ ‬مبلغاً‮ ‬معيناً‮ ‬مقابل‮ ‬ما‮ ‬قدمته‮ ‬من‮ ‬عطاء‮ ‬فني؟

‮- ‬لا‮.. ‬قد‮ ‬أنا‮ ‬أقول‮ ‬لك‮ ‬لم‮ ‬يسلموا‮ ‬لي‮ ‬مرتباتي‮ ‬ولايزال‮ ‬ملفي‮ ‬ضائعاً‮ ‬في‮ ‬وزارة‮ ‬الخدمة‮ ‬التي‮ ‬تقول‮ ‬لا‮ ‬يصلح‮ ‬تقاعد‮ ‬فوق‮ ‬تقاعد‮.‬

وطبعاً هذا هو الحال فما بالك بغيري من المواطنين الذين لديهم مثلي معاملات، وما أتمناه من الجهات أياً كانت أن تعير قضايا الناس اهتماماً وبدلاً من جرجرتهم بين المكاتب لابد أن يحلوا القضايا أو يقنعوا أصحابها بحلول مناسبة بدلاً من التسويف أو الاهمال.


لماذا‮ ‬لا‮ ‬تتواصل‮ ‬مع‮ ‬وزير‮ ‬الثقافة‮ ‬مباشرة‮ ‬بخصوص‮ ‬مرتبك‮ ‬الموقف‮ ‬منذ‮ ‬سنوات؟

‮- ‬لم‮ ‬أتواصل‮ ‬به‮ ‬شخصياً،‮ ‬ولكني‮ ‬أتواصل‮ ‬مع‮ ‬الشخص‮ ‬الذي‮ ‬يعامل‮ ‬بملفاتي‮ ‬ويتابع‮ ‬قضيتي‮ ‬هناك‮ ‬وربما‮ ‬أن‮ ‬وزير‮ ‬الثقافة‮ ‬يعتقد‮ ‬أنني‮ ‬قد‮ ‬تقاعدت،‮ ‬ومن‮ ‬خلالكم‮ -‬إن‮ ‬شاء‮ ‬الله‮- ‬يطلع‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬الموضوع‮.‬

نفحات‮ ‬هادئة

هل‮ ‬كان‮ ‬لدى‮ ‬أيوب‮ ‬أعمال‮ ‬جديدة‮ ‬أوقفها‮ ‬المرض؟

- بالطبع لدي بعض التواشيح والأناشيد الروحانية المتعلقة بأسماء المصطفى »صلى الله عليه وسلم« وبعضها استغاثات واستغفار وأشياء أخرى تستهوينا في هذه المرحلة التي أشوف هذه الأعمال بأنها البلسم الذي يداوي جراحي النفسية، وأيضاً حاجة الكثير من أمثالي الى هذه النفحات‮ ‬الهادئة‮ ‬التي‮ ‬تلجئنا‮ ‬الى‮ ‬الله‮ ‬سبحانه‮ ‬وتعالى‮.‬

ولكن‮ ‬المرض‮ ‬حال‮ ‬بيني‮ ‬وبين‮ ‬ما‮ ‬استهوته‮ ‬النفس‮.‬

محاولات

ونحن‮ ‬نعيش‮ ‬فرحة‮ ‬عيد‮ ‬الفطر‮ ‬المبارك‮ ‬لماذا‮ ‬لم‮ ‬يغنِ‮ ‬أيوب‮ ‬لمناسبة‮ ‬الاعياد‮ ‬الدينية؟

- ما وفقني فيه ربي قدمته ولم أبخل به، وربما هذه المناسبة ما جاءتش بالحسبان أو أنه لم يوجد شيء يتناسب معها.. وقد كان لي محاولات في بعض القصائد التي نلناها من بعض الشعراء مثل الاستاذ عباس المطاع الذي قدم لي قصيدة بعنوان »يا ليت والأيام كلها عيد« وتم نشرها على‮ ‬مستوى‮ ‬القناة‮ ‬الفضائية‮ ‬التي‮ ‬عملت‮ ‬معي‮ ‬لقاء‮.. ‬ومؤخراً‮ ‬قيل‮ ‬لي‮ ‬إن‮ ‬أحد‮ ‬الفنانين‮ ‬قد‮ ‬قدمها‮ ‬كاملة‮.‬

يعني‮ ‬غناه‮ ‬بلحنك‮ ‬أنت؟

- نعم.. أنا طبعاً عملت فيها اللحن الأول والثاني وأوقفتها لأنني أشتي لحن أفضل من ذلك.. وغنيت المقطعين في تلك المقابلة مع الفضائية كمساهمة مني في مناسبة العيد، على أمل أنه اذا استطعت أن أصل الى اللحن الذي يرضيني، واذا لم فقد هي على ما هي عليه من لحن.. واذا ببعض‮ ‬الاصدقاء‮ ‬يخبروني‮ ‬أن‮ ‬أحد‮ ‬الفنانين‮ ‬غناها‮ ‬كاملة‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬قدمتها‮ ‬أنا‮ ‬في‮ ‬الفضائية‮.‬

ربما‮ ‬أنه‮ ‬كتب‮ ‬أنها‮ ‬من‮ ‬ألحانك؟

‮- ‬ما‮ ‬أظنش‮.‬


أسماء‮ ‬ومدلولات

ونحن‮ ‬نختتم‮ ‬معك‮ ‬هذا‮ ‬اللقاء‮ ‬الممتع‮ ‬نطرح‮ ‬أسماء‮ ‬ما‮ ‬الذي‮ ‬تقوله‮ ‬فيها؟

‮- ‬الوطن‮: ‬الحضن‮ ‬الدافيء‮ ‬لكل‮ ‬مواطن‮ ‬ويجب‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬كذلك‮.. ‬ومن‮ ‬ينغص‮ ‬على‮ ‬المواطن‮ ‬عيشته‮ ‬لا‮ ‬يستحق‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬الوطن‮.. ‬وطننا‮ ‬الغالي‮ ‬ملهم‮ ‬لكل‮ ‬ابداع‮. ‬انه‮ ‬أرض‮ ‬الجنتين‮:‬

لا‮ ‬تعقوها‮ ‬وتبغون‮ ‬عطاها

لا‮ ‬تشحوا‮ ‬ثم‮ ‬ترجون‮ ‬نداها

ودعوا‮ ‬فيها‮ ‬ثراها‮ ‬يرتوي

عرقاً‮ ‬منكم‮ ‬اذا‮ ‬شحت‮ ‬سماها

ولوجه‮ ‬الله‮ ‬دوموا‮ ‬سجداً

انه‮ ‬لم‮ ‬يعطكم‮ ‬أرضاً‮ ‬سواها

نحن‮ ‬غلبنا‮ ‬الوطن‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬سواه‮ ‬وحلمنا‮ ‬بأمنه‮ ‬واستقراره‮ ‬ووحدته‮ ‬ونرفض‮ ‬من‮ ‬يرفض‮ ‬ذلك‮.‬

الرئيس علي عبدالله صالح: زعيم متجدد العطاء.. رجل متسامح.. يبذل جهده ووقته لخدمةهذا الوطن ولاصلاح ذات البين ولم الشمل.. من سيقدم للوطن ما قدمه هذا الرجل؟ وباعتقادي لولا الرئيس علي عبدالله صالح -بعد الله سبحانه وتعالى -لحصلت كثير من المشاكل في ظل الأحزاب المتضاربة‮ ‬التي‮ ‬كل‮ ‬واحد‮ ‬منها‮ ‬يجرُّ‮ ‬مجرّه‮.. ‬وهذه‮ ‬مصيبة‮.‬

أعياد‮ ‬الثورة‮: ‬مناسبات‮ ‬غالية‮ ‬تعكس‮ ‬إباء‮ ‬وشموخ‮ ‬اليمانيين‮ ‬الذين‮ ‬يرفضون‮ ‬الظلم‮ ‬والاستبداد‮ ‬والاستعمار‮.. ‬كما‮ ‬أنها‮ ‬تجسد‮ ‬عظمة‮ ‬الانتماء‮ ‬لهذا‮ ‬الوطن‮.‬

الوحدة‮: ‬حقيقة‮:‬

أمست‮ ‬أبيه‮..‬

سوف‮ ‬نحميها‮ ‬سوية‮..‬

وستبقى‮ ‬أبدية‮..‬

إنها‮ ‬مكسب‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬التنازل‮ ‬عنه‮ ‬أبداً

الفن‮: ‬رسالة‮ ‬سامية‮ ‬موطنها‮ ‬القلوب‮.‬

المرشدي‮: ‬فنان‮ ‬عظيم‮ ‬يحمل‮ ‬طابعه‮ ‬المميز‮ ‬ورسالته‮ ‬الهادفة‮ ‬والبارزة‮ .. ‬عطاؤه‮ ‬ثري‮.. ‬فنان‮ ‬احترمه‮ ‬كثيراً‮.. ‬مثقف‮ ‬وواعٍ‮.. ‬كلمة‮ ‬فنان‮ ‬يستحقها‮ ‬المرشدي‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 01:02 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/74086.htm