المؤتمر نت -

المؤتمرنت - وكالات -
تلفزيونات تفاعلية متصلة بالإنترنت
ماذا سيحدث عندما يحدث تكامل بين الإنترنت وشبكات البث التلفزيوني، عندما تستطيع طلب معلومات إضافية من تلفزيونك حول برنامج تشاهده، أو عندما يخبرك تلفزيونك بأنه قد لاحظ أنك تفضل مشاهدة البرامج الترفيهية ويقترح عليك مشاهدة برنامج شبيه يُعرض على محطة أخرى؟ هل من الممكن نقل معلومات قرص «بلوراي» في 30 ثانية؟ هل من الممكن نسخ ملفاتك المهمة من كومبيوترك الذي سُرق أو فقدته؟ هل لديك فكرة حول جهاز ما ستستفيد منه مجموعات كبيرة من المستخدمين أو الشركات، وترغب بالحصول على 10 آلاف دولار أميركي لقاء ذكر هذه الفكرة؟ وإن كنت مبرمجا، هل تريد الحصول على أدوات برمجية تسهل عليك استخدام المزايا الكاملة لمعالجات الأجهزة المحمولة في برنامجك؟
يمكن اعتبار مؤتمر «منتدى مبرمجي إنتل 09» Intel Developer Forum 09 السنوي الذي حضرته «الشرق الأوسط» هذا العام والذي دارت فعالياته بين 22 و24 سبتمبر (أيلول) 2009 في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية من أهم ما يحدث في عالم صناعة الكومبيوترات وبرمجياتها، حيث إنه يستعرض التوجهات التي ستتبعها كبرى شركات صناعة وبرمجية الكومبيوترات في العالم في المستقبل القريب.
* تلفزيونات تفاعلية
* قررت «إنتل» أن الوقت قد حان لتغيير مفهوم مصطلح «البرامج التلفزيونية» لتصبح «برامج كومبيوترية»، حيث أعلنت عن إطلاق معالج خاص اسمه «آتوم سي إي 4100» Atom CE4100 مدمج في التلفزيونات الرقمية ومشغلات الأقراص الليزرية، الذي من شأنه السماح لهذه الأجهزة بالتفاعل مع أجهزة أخرى عبر الإنترنت، وعرض محتوى الإنترنت على الشاشة بسهولة كبرى. المعالج يعمل بتقنية 45 نانومترا، ويحتوي على العناصر اللازمة لتشغيل عروض الفيديو عبر الإنترنت، والملفات الصوتية، والرسومات ثلاثية الأبعاد والعروض التلفزيونية المجسمة. وستؤثر هذه المعالجات على محطات البث التلفزيوني بشكل إيجابي، حيث أصبح بمقدورها تقديم خدمات غنية وتفاعلية للمشاهدين دون ضرورة شراء أجهزة إضافية متصلة بتلفزيوناتهم، مثل شبكات اجتماعية تصل مشاهدي برنامج معين بعضهم ببعض، أو ألعاب مجسمة مقتبسة عن فيلم أو مسلسل يعرض حاليا، أو حتى عروض فيديو إضافية خاصة يمكن تحميلها في وقت لاحق، مثل المشاهد المحذوفة، أو المشاهد التي لا يُنصح للأطفال مشاهدتها.
وقدمت شركات «بي بي سي» BBC، و«أدوب» Adobe، ورسي بي إس» CBS، و«سيسكو» Cisco، و«تراتسغيمنغ» TransGaming مع مجموعة أخرى من الشركات دعمها لهذه التقنية. وتعمل شركة «أدوب» على نقل تقنية «فلاش 10» إلى هذه المعالجات لتشغيل عروض الفيديو والألعاب البسيطة على التلفزيون. ويسهل نقل البرامج والملفات والألعاب المكتوبة بـ«فلاش» من الكومبيوترات الشخصية إلى هذه التقنية، لأن الأوامر الأساسية للمعالج لم تتغير. وتدعم هذه المعالجات تقنيات الـ«ويدجيت» Widget، التي هي عبارة عن برامج صغيرة متكاملة تعمل بشكل مستقل، حيث يمكن مثلا أن يعرض التلفزيون برنامجا حول الغابات الاستوائية، لتظهر «ويدجيت» في أسفل أو إلى جانب الشاشة تعرض للمستخدم معلومات أو صورا أو عروض فيديو إضافية، أو تطلب منه المشاركة في استطلاع حول توقعاته عن نهاية الفلم قبل عرضها مثلا، أو جودة الأخبار التي تقدمها محطة ما، أو التصويت لمتسابق ما، أو التقاط صورة من عرض تلفزيوني ما وتحميلها إلى مواقع المشاركة بالصور أو الشبكات الاجتماعية، أو حتى تقييم فلم يُعرض حاليا وإرسال التقييم إلى مواقع متخصصة في الإنترنت، أو عرض إحصاءات عن عدد الركلات الركنية وضربات الجزاء والمخالفات للفرق الرياضية في أثناء عرض مباراة كرة قدم مثلا، أو اختيار المشاهد للاعب ما يلعب على الشاشة، ليتصل النظام بالإنترنت ويجلب معلومات حول ذلك اللاعب. ويمكن الجزم بأنه ستطرح بعض التلفزيونات التي تحتوي على كاميرا رقمية مدمجة تتعرف على المشاهد ـ أو مجموعة المشاهدين ـ وتعرض له محطاته المفضلة بشكل آلي، وتحذف المحطات التي لا تعجبه. وبما أنه يوجد معالج في داخل النظام، فلا مانع من مراقبة النظام لنوعية البرامج التي يشاهدها المستخدم، ليقدم له نصائح حول برامج أخرى مشابهة تُعرَض في أوقات أو على محطات مختلفة، أو حتى تقديم الإعلانات التي تثير اهتمامه فقط.
واستعرضت شركات «أسوشييتد بريس»، و«سينما ناو»، و«نيتفليكس»، و«شوتايم نيتووركس»، وغيرها من الشركات، «ويدجيتس» خاصة بهم أمام الحضور للتأكيد على سهولة برمجة هذه التطبيقات. وتصل سرعة المعالج إلى 1.2 غيغاهيرتز، وهو لا يستهلك الكثير من الطاقة الكهربائية عند عمله، وهو يستطيع معالجة مصدري صورة يعملان بدقة 1080 التسلسلية Progressive، مع دعمه عروض فيديو «ديف إكس» DivX المشهورة. ويمكن للمبرمجين تحميل أدوات البرمجة «التلفزيونية» قريبا من موقع الشركة.
* تقنيات ثورية
* هذا، وأعلنت الشركة أنها ستطرح تقنيات جديدة تقاوم سرقة الكومبيوترات، تحت اسم «إنتل أنتي ـ ثيفت تكنولوجي 2» Intel Anti-theft Technology 2، التي ستسمح للمستخدم بإرسال أمر خاص من أي جهاز إلى كومبيوتره المحمول أو المكتبي، وذلك لوقفه عن العمل، أو نسخ المعلومات المهمة في حال سرقته أو ضياعه. ولأن التقنية لا تعتمد على أي برنامج، فإنها ستعمل حتى لو مسح اللص نظام التشغيل، أو فصله عن الشبكة، أو أضاف قرصا صلبا جديدا. وستطرح هذه الخدمة في الأجهزة الجديدة في عام 2010.
وطورت الشركة أيضا تقنية مذهلة اسمها «لايت بيك» Light Peak (اسم مؤقت) تسمح بربط الأجهزة بعضها ببعض بواسطة ألياف ضوئية بسماكة 125 ميكرونا (سماكة شعرة واحدة من شعر الإنسان) عوضا عن الأسلاك النحاسية، مثل ربط الكومبيوترات المحمولة، والتلفزيونات عالية الدقة، والكاميرات الرقمية، ومشغلات عروض الفيديو، ومشغلات الموسيقى، والأقراص الصلبة. ويمكن باستخدام هذه التقنية نقل المعلومات بسرعات تصل إلى 10 غيغابتات في الثانية (1.25 غيغابايت في الثانية) لمسافة 100 متر، أي أنه يمكن نسخ فلم «بلوراي» في أقل من 30 ثانية. هذا وتتوقع الشركة أن تستطيع الوصول إلى سرعات 100 غيغابت في الثانية (12.5 غيغابايت في الثانية) خلال 10 أعوام. وستحتاج الأفلام المجسمة إلى سلك ضوئي واحد يعمل بهذه التقنية، عوضا عن 50 سلكا نحاسيا. وتستخدم هذه التقنية دارات كهربائية خاصة تحول المعلومات بين حالة الضوء والكهرباء باستخدام عدسات ليزرية صغيرة ومجسات ضوئية حساسة، وهي من شأنها أن تلغي التداخل والضجيج المغناطيسي الذي تواجهه الكثير من التقنيات الحالية.
هذا، وأعلن أن أول معالج في العالم يعمل بتقنية 32 نانومترا سيطرح قبل نهاية العام الحالي، يحتوي على ذاكرة «إس رام» SRAM مدمجة لتسريع العمل (أصغر وحدة ذاكرة في الدارات الكهربائية في العالم، وبمساحة 0.092 ميكرون مربع)، تحت اسم «ويستمير» Westmere. وتستخدم الشركة هندسة خاصة بهذه المعالجات من طراز «ساندي بريدج» Sandy Bridge تخفض استهلاك الكهرباء بمقدار 50 ضعفا، وتقدم الجيل السادس من وحدات الرسومات المدمجة في المعالج نفسه، مع دعم لأوامر خاصة بالفاصلة العشرية والوسائط المتعددة والبرامج المتطلبة للحسابات الطويلة، الأمر الذي سيسرع البرامج التي تستخدم هذه العناصر بشكل كبير. وتجدر الإشارة إلى أن الشركة تطور حاليا معالجات تعمل بتقنية 22 نانومترا وتحتوي على 2.9 مليار ترانزستور و364 مليون وحدة ذاكرة «إس رام» في مساحة تقل عن مساحة ظفر إصبع واحد.
وأعلنت الشركة أيضا أنها ستطرح كومبيوترات محمولة تعمل بمعالجات «كور آي 7 موبايل» Core i7 Mobile تقدم أفضل مستويات الأداء للملفات متعددة الوسائط، والبرامج الإنتاجية، والألعاب، وغيرها من البرامج المتطلبة، وهي تستخدم معالجة «ذكية» بحيث تسرع المعالجة بحدود 75 في المائة لأداء ما يطلب منها. وأضافت الشركة أنها تجري حاليا أبحاثا حول كيفية وضع طبقات من المعالجات بشكل مجسم، عوضا عن وضعها في طبقة واحدة، وذلك للحصول على أفضل أداء في أصغر حجم ممكن.
* مسابقة للمبدعين
* وطلبت «إنتل» من المبدعين ابتكار أفكار جديدة لأجهزة إبداعية يمكن استخدامها في أي مجال، وتقديمها إلى الشركة في الفترة من 15 سبتمبر (أيلول) إلى 15 ديسمبر (كانون الأول) 2009 للفوز بجائزة «كونيكت ذيس!» Connect This! التي تبلغ 10 آلاف دولار أميركي في شهر يناير (كانون الثاني) 2010. ويمكن الحصول على المزيد من المعلومات من موقع المسابقة http://connectthis.intel.com.
هذا، وتشجع الشركة برمجة التطبيقات الإبداعية لمعالجات «آتوم» الخاصة بالأجهزة المحمولة والجوالة عن طريق طرحها مجموعة برمجية خاصة بهذا النوع من المعالجات تحت اسم «إنتل آتوم ديفيلوبر بروغرام» Intel Atom Developer Program، والتي تقدم أدوات برمجية متطورة تريح المبرمجين من عناء كتابة النصوص البرمجية المعقدة لاستخدام قدرات المعالج بشكل كامل، وخصوصا في كومبيوترات «نيتبوك» الصغيرة، مع دعمها للهواتف الجوالة والأجهزة المحمولة الأخرى. وستسرع هذه الأدوات عملية إطلاق البرامج المتكاملة، وتخفض من كلفتها بسبب خفض عدد المبرمجين الكلي. ويمكن للمبرمجين تطوير أدواتهم وبرامجهم، وبيعها لمبرمجين آخرين ليستخدموها في برامجهم.
وترى «إنتل» أن برامج كومبيوترات «نيتبوك» متوفرة في الأسواق، ولكنها لا تستخدم جميع قدرات المعالجات الموجودة فيها من حيث توفير الطاقة الكهربائية، والحصول على أداء مرتفع عند الحاجة. إلا أن هذه الأدوات ستسمح للجميع استغلال هذه القدرات بشكل كامل، وتفتح آفاقا جديدة لبيع وتوزيع البرامج. وتدعم هذه الأدوات نظم تشغيل مختلفة وبيئة عمل متنوعة (يمكن للمبرمجين استخدام بيئة عمل واحدة لدعم أكثر من جهاز مختلف، وذلك لتلافي تطوير برامج خاصة لكل جهاز، وبالتالي خفض الكلفة الكلية للتطوير والبرمجة). ويمكن استخدام بيئة «مايكروسوفت سيلفر لايت» مثلا لتطوير تطبيقات تعمل على نظم «ويندوز» و«موبلين» Moblin (نظام «لينوكس» للأجهزة المحمولة)، وباستخدام بيئة البرمجة «فيجوال ستوديو» و«دوت نيت». ومن الممكن أن تعمل هذه التطبيقات عبر متصفحات أو تلفزيونات أو هواتف أو كومبيوترات مختلفة. ويمكن استخدام بيئة «آدوب فلاش» أيضا لتطوير برامج تتعرف على المعالج وتستغل قدراته الكاملة. وتساعد هذه المجموعة البرمجية في تطوير وفحص وإطلاق البرامج، وتعمل «إنتل» مع شركات صناعة الكومبيوترات المحمولة لتأسيس متاجر خاصة لبيع التطبيقات التي توافق عليها الشركة، مثل شركات «إيسر» و«إيزوس» و«ديل».
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 01:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/74119.htm