المؤتمر نت -

د. سعاد السبع -
لكم تنحني الجباه
ونحن نحتفل بأعياد الوطن، يحق لنا أن نحني جباهنا تحية وعرفانا لأبطال قواتنا المسلحة؛ فلم أجد من يستحق التعظيم والإجلال غيركم أيها الجنود المرابطون في مواقع الشرف والبطولة، تسطرون بدمائكم الزكية أروع الانتصارات في حرب فرضها علينا دعاة الفتنة والضلال، فتصديتم لها بأجسادكم الفتية،وبعزائمكم القوية التي لا تعترف بغير النصر لله وللوطن.

من أجلكم –أيها الكبار حقا- نحني رؤوسنا إكبارا لأفعالكم، التي تصغر أمامها كل الأفعال العظيمة، فأنتم من تحرسون بعيونكم أفراحنا، وأنتم من تفترشون العراء، وتحتضنون الأهوال لتحموا أعيادنا التي صنعتموها أنتم بدمائكم الطاهرة، نستمتع بالنوم ملئ جفوننا وأنتم ساهرون تحمون طمأنينتنا، وتوفرون لنا الأمن الذي يجعلنا نداعب أطفالنا، ونسعد بابتساماتهم، ونمارس حياتنا الطبيعية بدون خوف..

أنتم يا من يعجز القلم عن وصف تضحياتكم ، ويقف الفكر مبهورا ببطولاتكم، لا نملك إلا أن نعترف لكم بأننا – نحن اليمنيات- معكم في كل لحظاتكم ،نعيش آمالكم وآلامكم، لو أننا نملك أن نكون مظلات لخطواتكم نحميكم من حر الشمس، و أن تكون قلوبنا أكنة تقيكم صقيع البرد، لكننا لا نمتلك شجاعتكم، ولا نقوى على مجاراة إقدامكم، لأننا نختلف عنكم، إننا نخاف من الظلام، وأنتم تجعلون من الظلام مطية لمهاجمة أعداء الأمة، نحن لا نقوى على العطش والجوع ساعة، وأنتم تؤجلون ارتواءكم وطعامكم ساعة بعد ساعة...

لقد علمتمونا أنَّ الفخر كل الفخر للمرأة اليمنية حينما تنجب بطلا يشبهكم، أو تقدم شهيدا يناصركم، أنتم من جعلتمونا نصاحبكم بحواسنا في حلكم وترحالكم، وأنتم من نكون معكم وقت صلواتنا، نبتهل إلى الله بان ينصركم ويحفظ دماءكم، ويجزي شهداءكم الجنة...

أنتم أيها الأبطال المتفانون في خدمتنا دون من أو انتظار أجر، يا من أنتم كأشجار بلادي يستظل بظلكم القاصي والداني، ويتمتع بثمار تضحياتكم الوطني والمتنطع، و يتنقل بأمانكم البريء والمجرم، تحتضنون الوطن بمن فيه وما فيه، تعانقون الأشواك لتحيلوها إلى زهور تقدمونها لكل مواطن في بيته وفي مكان عمله، تروضون الثعابين وتحيلونها إلى حبال مسالمة لا تملك إلا أن تسلم لكم وتذعن لقوتكم..

أنتم أيها الشجعان يا من تنبطح تحت أقدامكم رؤوس الوحوش الكاسرة، وبأصواتكم تنخلع قلوب الأعداء الجبابرة، دعونا نفتخر بكم، ونتغنى ببطولاتكم، وأنتم هناك تعملون بصمت، قد لا تشاركوننا احتفالاتنا، وقد لا تجدون الوقت للتفكير في أنفسكم، لكنكم يجب أن تكونوا مدركين أنكم أنتم وحدكم مصدر فخرنا، وأنتم عنوان عزتنا، ومن عزيمتكم نستمد مجدنا.. فدوموا بخير لهذا الوطن، ودامت قوتكم صمام أمان للمواطن، ودامت عزتكم نصرا لليمن..

بوجودكم لا نخاف ولن نخاف ، ومعكم لن نشعر بالانكسار، فأنتم من تهاوت الانكسارات تحت نعالكم، وأنتم من أثبت للعالم كله أن اليمن بلد المقاتلين الأبطال ، وأنتم من ستتوجوننا بالنصر المبين على الحوثة الضالين بأمر رب العالمين ...آمين..


[email protected]

كلية التربية- جامعة صنعاء
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 06:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/74267.htm