المؤتمر نت - خالد حسان
خالد حسان -
اللعب على حبال النفاق
الأحزاب السياسية في أي مكان في العالم هدفها الرئيسي العمل من أجل خدمة الوطن والمواطن، وطبعاً أحزابنا ترفع هذا الشعار لكنه للأسف ليس إلا مجرد شعار للاستهلاك السياسي والإعلامي، والدليل على ذلك أن هذه الأحزاب وحتى الساعة لا زالت تدور في نفق المناكفات والصراعات الحزبية والسياسية وبعيدة كل البعد عن تطلعات الشعب وخدمة الوطن والمواطن الذي لا يزال ينتظر منها المساهمة الفاعلة والفعلية في كل ما من شأنه خدمة الوطن ومصالح أبنائه.

أحزابنا المعارضة ـ أصلح الله حالها ـ لا يعلو صراخها وعويلها ونحيبها إلا عندما تكون هناك أزمة في البلاد، "وياريت" لأجل المساهمة في حل هذه الأزمة بل يسعون بكل إمكانياتهم وجهودهم لتعقيدها أكثر حتى يستعصي حلها لإثبات وجهة نظرهم في أن السلطة فاشلة أو عاجزة عن تسيير أمور البلاد.

لنأخذ مثال على ذلك وهو التمرد الحوثي في بعض مناطق صعدة وموقف أحزاب المعارضة، حيث سنجد أن كل ما يهم المعارضة هنا هو كيفية الاستثمار السياسي لهذا الأحداث لتشويه صورة السلطة الحاكمة، بل وإعلان موقفها المساند للمتمردين الإرهابيين الخارجين على النظام والقانون ضد الوطن والشعب نكاية بالنظام الحاكم، فأين هذه المواقف من خدمة الوطن والشعب، خاصة أن حقيقة الدعم الخارجي لعناصر التمرد لم تعد خافية على أحد والدلائل ليست قليلة التي تشير إلى ضلوع النظام الإيراني في تقدم الدعم المادي والإعلامي للمتمردين.

لا شك أن هذه المواقف التي كشفت مدى التوافق السياسي بين عصابة الحوثي وأحزاب اللقاء المشترك والمكونات الأخرى كعناصر الحراك ودعاة الانفصال والقاعدة ومن لف لفهم في مدار الضلالة ومستنقع الفتنة، كشفت أيضاً استمراء هذه الأحزاب اللعب على حبال النفاق والتظليل والتدثر ظلماً بعباءة الدفاع عن مصالح الوطن والشعب وهما بريئان منها، فأين هؤلاء من المبادئ القومية الإسلامية العظيمة والجامعة على اختلاف مشاربها الاجتهادية للمذاهب الفقهية التي يتشدقون بها ليل نهار والتي تجمع على وجوب طاعة ولي الأمر وعدم الخروج عليه في سياق الولاء الكلي لله والوطن؟!



[email protected]

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 28-يونيو-2024 الساعة: 06:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/75311.htm