المؤتمر نت -

محمد حنفي - القبس الكويتية -
نيولوك الجزيرة وشراء «إيه آر تي»
دخلت قناة الجزيرة القطرية عامها الـ14 من خلال «نيولوك» اختفى معه اللون البرتقالي الذي كان يميز شاشات قنوات الجزيرة الإخبارية والرياضية في السنوات الماضية وحل محله اللون الأبيض.

مدير عام القناة وضّاح خنفر قال في مؤتمر صحفي بمناسبة النيولوك إن الهدف من التغيير في شكل الجزيرة هو عدم إحساس المشاهد بالملل والرتابة من شكل واحد، وطالب خنفر كل مشاهد للجزيرة أن يكون بمنزلة مراسل للقناة حتى يمكن كسر احتكار الحكومات العربية، على حد قوله.

خنفر سئل عن سلبيات قناة الجزيرة فهرب من الإجابة التي أعتقد أن السائل كان يقصد بها السلبيات التي تتعلق بالمضمون والتعامل المهني مع القضايا التي تبث على الجزيرة، إلى السلبيات التي تتعلق بالشكل والنيولوك، قائلا إن سلبيات الجزيرة تكمن في كيفية تقديم البرامج بشكل أفضل مما يقدم حاليا.

مشكلة الجزيرة أن أي كلام عن التغيير يصبح عبثا ما دامت الجزيرة تتغير في الشكل ولا تتغير في المضمون، فالجزيرة لم ـ وربما لن ـ تتغير فيما يتعلق بنقطيتن لم تطُلهما حركات التغيير التي قامت بها الجزيرة طوال الـ13 عاما الماضية: الأولى الابتعاد عن تغطية الشأن المحلي القطري الذي يبدو أنه لا يعني الجزيرة من بعيد أو قريب بحيث تبدو الجزيرة وكأنها قناة تبث من كوستاريكا لا من قطر.

النقطة الثانية عدم حيادية الجزيرة في الكثير من القضايا السياسية رغم تعاملها مع هذه القضايا بذكاء يقترب من الخبث أحيانا، فهي في ما يتعلق بأزمة لبنان مع المعارضة ضد الموالاة، وفي الأزمة الفلسطينية مع حماس ضد فتح.
الاتجاه المعاكس.. خط أحمر.

أغرب ما سمعت أن برنامج «الاتجاه المعاكس» الذي يقدمه فيصل القاسم هو صاحب أكبر نسبة مشاهدة بين برامج القناة، وسبب الغرابة كما أعتقد أن «الاتجاه المعاكس» الذي يعتبر أحد الأعمدة الرئيسة التي بنت الجزيرة شهرتها عليها فقد بريقه وربما مشاهده أيضا.

كنت أعتقد أنه أول برنامج ستطوله رياح التغيير، لكن التغيير الذي طال الجزيرة وكثيرا من برامجها ابتعد تماما عن «الاتجاه المعاكس» الذي يذاع بنفس الشكل منذ 13 عاما، وبنفس الأسلوب والضيوف أحيانا، وكأنه خط أحمر ممنوع الاقتراب منه، وهو ما يتناقض مع كلام خنفر من أن المشاهد يصاب بالملل والرتابة من عدم التغيير.
صفقة إيه آر تي.

لم تكن صفقة شراء قناة الجزيرة لقنوات «إيه آر تي» الرياضية بمبلغ قياسي بلغ مليارين و750 مليون دولار مفاجأة بالنسبة لي، فقناة «إيه آر تي» فقدت في السنوات الأخيرة الكثير من البطولات التي كانت مصدر قوتها لمصلحة قنوات أخرى، وحتى المعلقون الرياضيون بدؤوا التسرب منها إلى هذه القنوات.

الاتهامات كانت تكيل لقناة «إيه آر تي» في السنوات السابقة بأنها تحتكر المشاهد وتستنزفه وتفرض شروطها عليه، وكل ما أتمناه الا تتحول امبراطورية الجزيرة التي سيصبح عدد قنواتها بعد الصفقة 16 قناة رياضية إلى وحش يفترس المشاهد المسكين.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 29-سبتمبر-2024 الساعة: 01:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/75400.htm