المؤتمر نت -
أحمد غالب المغلس -
الجزيرة والإرهاب دفاع بلا حدود
ثمة أمور دفعتني للخوض في موضوع كهذا يحتاج للكثير من الأدلة والمتابعة والتحليل والاستقراء الموضوعي لكل ما تتناوله قناة الجزيرة من أحداث وقضايا ومواضيع وحوارات وأخبار حتى لا يظن البعض بأن الأمر رد فعل لما تروجه الجزيرة من أطروحات ونكايات ضد هذا أو ذاك..
مع أنها واضحة في الترويج لمشاريع متعددة من ضمنها المشروع التوسعي الإيراني والشرق الأوسط الجديد.
اللهم لا اعترض على أجندة ونهج وأسلوب ودوافع قناة الجزيرة تجاه تلك المشاريع، فذلك أمرها، ولا اعتراض ـ أيضاً ـ حول تعاطيها وتناولها بالتشريح والتجريح للقضايا الاجتماعية والسياسية بدون حيادية أو طرح مجمل الحلول التي تسهم بها من خلال رسالتها الإعلامية في معالجة تلك الاختلالات التي تعاني منها المجتمعات العربية.
ولا اعتراض أيضاً في تشريحها للعلاقة الماثلة بين الحاكم والمحكومين، والأنظمة والفساد المتزايد، والديمقراطية والممارسات المحكومة بالإرث القبلي والعشائري والشللي والمناطقي والطائفي والمذهبي في البلدان العربية، ففي ذلك يلتقي معها الجميع ويُحترم طرحها الموضوعي، ونتفاعل ونتعاطى مع برامجها ومشروعها الإيقاظي التنويري والتثقيفي الذي اعتقدنا أنها ـ أي قناة الجزيرة ـ قد ولدت من أجله وأنها ستسهم في تغيير الوعي الاجتماعي بالاتجاه الإيجابي.
لكن ذلك قد تعثر بعد ما بدأ المواطن العربي يحس بأن تعاطي قناة الجزيزة مع أجندات متعددة ومشاريع إقليمية ودولية غاية في الخطورة تجاه حاضر ومستقبل الإنسان العربي الذي حولته بعض الفضائيات العربية ـ ومنها قناة الجزيرة ـ إلى متبلد أطرش ليس إلاَّ في الوقت الذي كان يحلم بإعلام ينقده ويدافع عنه، يشخّص أمراضه ويساعده على العلاج والبحث عن العافية بموضوعية ومصداقية ومسئولية أخلاقية وتاريخية.
ذهبت الجزيرة لتتعاطى مع أجندة تنظيم القاعدة الإرهابية، تدعم التمردات المسلحة وتبرر الخروج عن الدولة والدستور، تتاجر بالجرائم والمآسي وسفك الدماء وقتل الأبرياء، تصف التخريب وإقلاق الساكنة الاجتماعية وقطع الطرقات برد الفعل من قبل هذا أو ذاك لما مارسه النظام من إهمال أو عدم وصول التنمية إلى مناطقهم، وكأن الأمر دعاية إعلامية موجهة لدعم أعمال الشغب وزيادة التخريب والاقتتال بين أبناء المجتمع الواحد، في الوقت الذي تصف فيه قناة الجزيرة حماية الدولة لمواطنيها وأراضيها من المتمردين عملاً همجياً لا مبرر له.
حيث لم نجد للجزيرة رأياً محايداً أو منصفاً أو استهجاناً لكل الجرائم والتفجيرات أو القتل وسفك الدماء البرية أو تخريب المنشآت الاقتصادية والأثرية من قبل تنظيم القاعدة خلال السنوات الماضية وحتى آخر عملية لها في اليمن، بل على العكس نبرة التشفي ظاهرة حتى في تناول الخبر واستهجانه والتقليل منه.
في الوقت نفسه تعاطت قناة الجزيرة مع أحداث التمرد في صعدة بلغة غريبة جداً وقريبة من تحولها إلى رسالة إعلامية داعمة لكل خطوة أو حدث يقوم بها المتمردون على اليمن أو السعودية على السواء، وكأن الجزيرة قد تحملت مسئولية المشروع الإيراني الذي يقف خلف التمرد الحوثي في صعدة والحدود السعودية من خلال التهكم الذي يظهر لغة الاتجاه المعاكس وبلا حدود وغيره من البرامج الموجهة لمساندة الحوثيين ومن خلفهم الإمبراطورية الفارسية القادمة.

0عن الجمهورية
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 29-أبريل-2025 الساعة: 10:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/76115.htm