المؤتمر نت -
خالد حسان -
غباء سياسي !
• جاءت نتائج مؤتمر لندن مخيبة لآمال البعض الذين راحوا خلال الأيام الماضية يتبارون في إطلاق التصريحات والحديث عن أن هذا المؤتمر ليس إلا المفتاح لتدخل دولي وشيك في شئون اليمن الداخلية بل وذهبوا إلى أبعد من ذلك وأبدوا مخاوفهم من احتلال أجنبي لليمن وكأن الأمر حاصل لا محالة ليس لشيء سوى لتأكيد مزاعمهم بأن السلطة السياسية فشلت في إدارة البلاد وأوصلتها إلى هذا الوضع، لكن عندما خرج المؤتمر بعكس ما كانوا يروجون له وكشف زيف ادعاءاتهم بدأوا بتوزيع الاتهامات فقالوا أن المؤتمر اتجه نحو إنقاذ السلطة السياسية بدلاً من إنقاذ اليمن وأن السلطة اتجهت بعد هذا الاجتماع نحو الإستقواء بالخارج في مواجهة الأوضاع الداخلية، كما ذهب بيان أحزاب المشترك الأخير.

• إن انعقاد المؤتمر مثل ـ بحد ذاته ـ نجاحاً للدبلوماسية اليمنية وقدرتها في حشد تأييد دولي واسع النطاق لدعم اليمن في المجالات المختلفة سياسياً واقتصادياً وتنموياً ومساندة جهودها في حربها ضد الإرهاب باعتبارها شريك فاعل في الحملة الدولية لمحاربة هذه الآفة المدمرة، غير أن أهم ما تمخض عنه المؤتمر هو أن جميع الدول المشاركة أكدت وبوضوح دعمها المطلق واللامحدود ليمن واحد مستقر رافضة كل محاولات الانفصال وزعزعة الأمن والاستقرار، ويبدو أن هذا الأمر هو ما أصاب هؤلاء بالامتعاض من النتائج التي خرج بها المؤتمر لأنها لم تأتِ كما يشتهون فراحوا يقللون من أهميتها ويزيفون الحقائق في محاولة لتظليل الرأي العام وهو أمر ليس بجديد على أمثال هؤلاء الذين دائماً ما يحاولون التقليل من كل ما يتحقق للبلد من نجاح طالما كانت السلطة السياسية وراءه.

• من الغباء والجهل السياسي أن يفكر هؤلاء بأن المجتمع الدولي سيؤيد مشاريعهم الهدامة والمدمرة للوطن أو حتى إضعافه لصالح جماعات لا تمتلك أية صفة شرعية للتحدث باسم الشعب، فالمجتمع الدولي لا يتعامل إلا مع دول قوية وليس مع دول ضعيفة أو جماعات بالإضافة إلى أنه ليس من مصلحة المنطقة ولا العالم قبل مصلحة اليمن في أن تكون هناك دولة غير مستقرة في هذا الموقع الاستراتيجي الهام لأن أمر كهذا سيؤثر سلباً على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، فهل يفهم هؤلاء ويقفون في الموقع والاتجاه الصحيح؟!

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 26-يونيو-2024 الساعة: 01:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/77776.htm