المؤتمر نت -

المؤتمرنت -
قرى مغربية "أسيرة" مياه الفيضان وضعف الإمكانيات
تعيش منطقة غرب المغرب، فيضانات غير مسبوقة، بعد أن فاضت الأنهار الكبرى، التي تخترق المنطقة، وأدت إلى عزل قرى بكاملها، وإلى ضياع موسم فلاحي، للسنة الثانية على التوالي، وإعلان سنة بيضاء، بالنسبة إلى المزارعين المغاربة.

أربعة أحياء سكنية كاملة غمرتها المياه داخل مدينة سيدي سليمان، عقب ارتفاع مستوى وادي بهت، الذي يخترق المدينة، بعد أن وصل تدفق المياه منه إلى 4000 متر مكعب، في الثانية، ليلة الاثنين 22-2-2010.

وفي حي أولا الغازي أعلن سكان عن ضياع ممتلكاتهم وعدم تمكنهم من المبيت داخل منازلهم لليلة الرابعة على التوالي خوفا من الموت غرقا، وتستعد السلطات المحلية لتدبير مأوى للسكان لحين تحسن الظروف الجوية وانحسار مياه الفيضان عن المساكن.

وفي البوادي، في منطقة غرب المغرب، تحاصر المياه 14 قرية بات سكانها معزولين تماما وتقوم السلطات بعملية إجلاء لسكان تلك القرى باستخدام المروحيات ونقلهم إلى مركزي إيواء تم افتتاحهما لاستقبال المنكوبين، مع استمرار تزويد القرى المعزولة، بالحاجيات الغذائية، عبر طلعات جوية للطائرات العمودية، كما تم الإعلان عن تسجيل انهيار مجموعة من المنازل الطينية، مع عدم تسجيل أي حالة وفاة.

وكشف المكتب الإقليمي للاستثمار الفلاحي في غرب المغرب عن أن مياه الفيضان اتلفت 76 ألف هكتار وللتخفيف من الأضرار الناجمة عن هذه الكارثة، عمد المكتب إلى توزيع الأعلاف بالمجان على الفلاحين، وتلقيح قطيع الماشية ضد التسممات، مع فك العزلة عن الدواوير المحاصرة بالمياه.


تعويضات للفلاحين

ورصدت وزارة الفلاحة في الحكومة المغربية حوالي 220 مليون درهم، من أجل التخفيف من آثار الفيضانات إلا أنها بحسب برلمانيين من المنطقة، تحدثوا إلى (العربية.نت) تبقى غير كافية، ويجب، كما يقولون، العمل على وضع خطة ميدانية لحماية المنطقة من الفيضانات الكارثية، من خلال إعادة هيكلة شبكة الطرق، وبناء سدود لتدبير مياه الفيضانات، ومساعدة الفلاحين الذين يعيشون على إيقاع ثاني سنة فلاحية بدون محصول بدلا من التدخلات التي تعتبر بحسب رأيهم، موسمية وترقيعية، فالغرب يبقى في نظرهم من أهم المناطق الفلاحية لتي يجب أن تلعب دورا استراتيجيا في تزويد البلاد بحاجياته والغذائية.

والمنطقة حسب رأي البرلمانيين معرضة خلال موسم الشتاء على الدوام للفيضانات، لذا يجب وضع مخطط استراتيجي دائم، يضمن تنميتها ويحميها من الفيضانات المدمرة.

وهذ السياق ينتظر أن يتم بناء 12 سدا، يضمن تدبيرا عقلانيا للمياه، ويوفر للفلاحين مياها للري، خلال موسم الصيف.

وأكد هشام حمداني، عمدة مدينة سيدي سليمان لـ( العربية.نت) أنه تم اتخاذ إجراءات احترازية، عكس السنة الماضية، من خلال بناء سدود على الأنهار، وإخبار المواطنين بالتزامن مع صدور النشرات التحذيرية، من الأرصاد الجوية، إلا أن العمدة يشدد على أن الواقع الميداني لسيدي سليمان، ولغرب المغرب، خلال الفيضانات، يتطلب تدخلا من الحكومة المركزية في الرباط، على حد تعبيره، نظرا لمحدودية الإمكانيات المتوفرة للسلطات المحلية.

على امتداد الطريق الرابطة، بين مدينة سيدي سليمان، وقرية المساعدة، في ضواحي المدينة، مياه الفيضانات، تغمر الأراضي الفلاحية، التي تنتشر على جانبي الطريق، وفي بعض النقاط يصير السير على الطريق محفوفا بالمخاطر، بعد أن أغرقت الوديان الجارية في كل مكان الطريق، والسكان هنا ينتظرون عمليات الإغاثة والإجلاء، في انتظار ما يسمونه بالأسوأ في القادم من الأيام، ومع استمرار سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار الغزيرة ، والأنباء التي تتحدث عن قرب فتح سدود المنطقة، بعد أن ارتفع مخزونها إلى ما فوق المائة في المائة.

في حديثه لـ(لعربية.نت) يشدد جلال حميد، رئيس قرية المساعدة، على أن الغرب المغربي منكوب بالكامل، ويحتاج إلى المساعدة العاجلة لسكانه الذين خسروا كل شيء، من منازل طينية في القرى، ومحاصيل زراعية، كدوا خلال الخريف على إعدادها، وتنتظرهم عملية رد القروض البنكية.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 10-مايو-2024 الساعة: 07:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/78361.htm