المؤتمر نت - قال وزير الثقافة الدكتور محمد المفلحي ان تتويج مدينة تريم في اليمن عاصمة للثقافة الاسلامية 2010م هو تعبير عن التقدير والعرفان بالدور البارز الذي لعبته مدينة تريم خلال مراحل تاريخها الاسلامي منذ رفضها لدعاة الردة الذين ظهروا بعد وفاة الرسول الكريم  وامتناع اهلها عن مناصرة وإيواء المرتدين

المؤتمرنت - تريم - عبدالملك الفهيدي -
المفلحي :تتويج تريم عاصمة للثقافة الاسلامية عرفان بدورها في رفض الردة ونشر الاسلام
قال وزير الثقافة الدكتور محمد المفلحي ان تتويج مدينة تريم في اليمن عاصمة للثقافة الاسلامية 2010م هو تعبير عن التقدير والعرفان بالدور البارز الذي لعبته مدينة تريم خلال مراحل تاريخها الاسلامي منذ رفضها لدعاة الردة الذين ظهروا بعد وفاة الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام وامتناع اهلها عن مناصرة وإيواء المرتدين عن الاسلام .

واضاف المفلحي في كلمته في حفل تدشين تريم عاصمة للثقافة الاسلامية الذي اقيم اليوم بمدينة سيئون في اليمن ،ان ذلك ياتي ايضا عرفانا بالدور الكبير الذي قام به اهالي تريم مع اخوانهم أبناء حضرموت في الهجرات الشهيرة الى الهند واندونيسيا والبلاد الاخرى في شرق اسيا ،وقد كان لهذه الهجرات دور مهم في التواصل بين الشرق والغرب بأشكال متعددة التجارة والصناعة والثقافة وغيرها .

واشار وزير الثقافة الى ان تلك الهجرات التي بلغت ذروتها في بدايات القرن التاسع عشر اسست مجتمعاً مهاجراً استطاع ان يترك اثراً كبيراً في تكوينات تلك المجتمعات حيث تمكن المهاجرون الحضارم من الاندماج فيها ولم يبقوا جماعات معزولة منفصلة عن محيطها .

وقال المفلحي :لكن هذا الاندماج الذي تحقق لم يؤثر على الهوية الوطنية ولم يقطع شجرة انساب المهاجرين الذين ظلوا متصلين بجذورهم محتفظين بكثير من تقاليدهم لكنهم تفاعلوا مع مواطن الهجرة واكتسبوا حب اهل تلك البلاد واحترامهم وضربوا احسن الامثلة في التسامح والاخاء .

واضاف الوزير :ولا غرابة اذاً ان ينتشر الاسلام على ايدي اولئك المهاجرين وان تكون الهجرات الحضرمية واليمنية الى شرق اسيا فتحاً اسلامياً جديداً ساعد على نشر الاسلام بالحب وبالحوار وبالتسامح وبالمثل والقيم الاسلامية العليا التي ضربت اروع النماذج واحسن الأمثلة .

وحسب المفلحي فلم يقتصر دور تريم على تلك الهجرات بل كان لها دور لا يقل اهمية عن دور الهجرات وهو دور علماء تريم وأربطتها في تحقيق السلم الاجتماعي في وادي حضرموت ومنع النزاعات المسلحة بين قبائلها وأهاليها .

وقال الوزير ان اختيار تريم عاصمة للثقافة الاسلامية يحمل معاني عديدة ابرزها يتمثل في كونها حاضرة للثقافة وحاضنة للعلم والمعرفة ففي هذه المدينة عاش عدد كبير من العلماء والمفكرين والأدباء وفيها إعداد من المدارس والاربطة العلمية التي خرجت آلافا من الطلاب والباحثين ولا زالت.

واضاف المفلحي :واتوقف عند هذه الحدود في ذكر ماضي تريم ودورها لأتوجه نحو الحاضر والمستقبل الواعد بالخير والزاخر بالعطاء في ظل القيادة الواعية المجربة بزعامة باني هذا الوطن ومحقق وحدته الرئيس علي عبدالله صالح الذي يولي الثقافة والمثقفين كل الرعاية والاهتمام .

عمير مبارك عمير وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء قال في كلمته اننا ننظر الى تدشين تريم عاصمة للثقافة الاسلامية بالفخر والاعتزاز المتعاظمين عظم العبر والتجليات المقترنة باختيار مدينة تريم كحاضرة للثقافة الاسلامية .

واضاف ان تريم تقدم اليوم نفسها للعالم الاسلامي -نهجاً ومدرسة وثقافة –متكئة على ارث مشهود من الفعل والاثر في التاريخ الاسلامي منذ البواكير الاولى للبعثة الاسلامية المحمدية .

وقال وكيل محافظة حضرموت :من كنفها الطهور شد رجال اقحاح الرحيل الى اصقاع بعيدة من العالم يحملون على عاتقهم صدق المثل والقيم الاسلامية ليفتحوا أمصارا نائية ويدخلوا أقواما حاشدة الى قوام المسلمين ،مشيراً الى تواصل اسهامات هذه المدينة في اغناء الثقافة الاسلامية وصولاً الى الحاضر الزاهي للمدينة حيث الاربطة الدينية ومنارات العلم التي ياوي اليها طلبته القادمون من شتى بقاع العالم .

وقال عمير ان تريم وهي تعيش تجليات هذا الحدث الجميل تدين الى هذا العهد الوحدوي المجيد من الزمن اليماني الأمجد الذي كفل لها ان تستعيد ريادتها الثقافية الاسلامية بعد انقطاع مرير دام لعقود من السنوات لينهي المد الوحدوي بقيادة موحد اليمن الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حالة الانقطاع الاليمة ويعيد للتاريخ والفعل والتاثير والمكانة المحظية بها هذه المدينة سياقها ولتعود الى الحياة المدارس والاربطة وحلقات الذكر والوعظ والإرشاد لتملأ جنبات المساجد ودور العلم ويتسنى لهذه المدينة ان تحيي مجدها الغابر المتوج اليوم بإعلانها عاصمة للثقافة الاسلامية .

واشاد عمير بالرعاية والاهتمام اللذين خصتهما القيادة السياسية لتريم ما مكنها من إعادة وجهها المشرق والتعامل مع استحقاقات هذا التحدي الكبير بثقة .

من جانبه استعرض الدكتور عبدالعزيز التويجري المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة خطة المنظمة في تنفيذ برنامج عواصم الثقافة الاسلامية والأهداف التي تسعى المنظمة الى تحقيقها من وراء هذا البرنامج .

وقال ننظر الى برنامج عواصم الثقافة الاسلامية بهدف استمرار الاشعاع الثقافي لهذه العواصم بصورة مستدامة .

واضاف :ولذلك فان تريم التي نحتفي اليوم بانطلاق احتفاليتها عاصمة للثقافة الاسلامية تشكل احدى قلاع الحضارة الاسلامية ومنارات الثقافة التي اشعت في محيطها وفي العالم علماً وفكراً ومعارف واثاراً خالدة ،ونبع فيها علماء ودعاة نشروا الاسلام في اسيا وشرق افريقيا وجنوبها .

واضاف :ونامل ان تبقى تريم عاصمة للثقافة الاسلامية دائمة الاشعاع متواصلة العطاء ،وهذا ما يقتضي مواصلة الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة في الحكومة اليمنية في هذه المجالات الحيوية ،وستعمل المنظمة على دعم هذه الجهود .

والى ذلك اشار الحبيب والداعية الاسلامي عمر بن حفيظ الى الادوار التاريخية لمدينة تريم في نشر الاسلام بقيمه المتمثلة في التسامح والاخاء والمحبة ،معدداً الكثير من الدلائل على الادوار التي لعبتها المدينة في نشر الاسلام في شتى بقاع المعمورة .

وعدد بن حفيظ نماذج لادوار تريم وتأثيرها في نشر الفكر والثقافة الاسلامية واسهامات اهلها وعلمائها في ذلك بل وفي إدخال عدد من غير المسلمين الى الدين الاسلامي .

الداعية بن حفيظ اكد ان الامة اليوم بحاجة الى الثقافة الاسلامية السمحاء بكل معانيها من اجل التقريب بين الأمة منوها الى المسؤولية الملقاة على عاتق العلماء والدعاة في كسر حواجز التفرقة بين الامة .
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 01-نوفمبر-2024 الساعة: 10:17 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/78686.htm