يسري الأثوري -
فشل لليمن أم فشل للطابور
كنت متحمس جداً للمشاركة بفعالية أطول طابور في العالم الذي أقيم في حديقة السبعين وبالفعل توجهت أنا وبعض زملائي الى المكان المخصص للفعالية وفي الوقت المحدد لذلك وهو يوم الأحد 21/3/2010 الثالثة عصراً في محاولة للوقوف في أطول طابور في العالم امام مرحاض بمناسبة اليوم العالمي للمياة من اجل نشر الوعي بالحاجة إلى مياة نقية وإنقاذ حياة أربعة الآف طفل يموتون يومياً بسبب عدم وجود وسائل صرف صحي ملائمة لكن للأسف الشديد رفضت موسوعة جينيس قبول هذا الطابور لأن العدد الذي أصطف في الطابور وصل الى مايقارب الـ 500 شخص فقط في حين كان العدد الازم لقبول جينيس الطابور كأطول طابور في العالم أمام مرحاض الى 700 شخص .

الفعالية التي دعُي اليها في العديد من البلدان أقيمت في اليمن في حديقة السبعين بصنعاء وكنت من المتحمسين لحضور الفعالية بل وحضرت في الوقت المحدد أنا وبعض أصدقائي لأجد المفاجأة وهي عدم تواجد أكثر من 20 شخصاً من الحضور وكان عدد المتواجدين من المنظمين أكثر من الحضور وهنا أصبنا بخيبة أمل كبيرة مما أضطر بالمنظمين الى تأخير الفعالية لإستجذاب زوار حديقة السبعين الذين حضروا لزيارة الحديقة وليس للمشاركة في الفعالية الذين ربما لم يعرفوا عنها الا في تلك اللحظة لكن انا وبعض زملائي غادرنا المكان بعد حوالي ساعة الا ربع ودون إي حضور يذكر بسبب إرتباطنا بأعمال ومواعيد لا يمكن لنا التأخر عنها وفي الحقيقة لدي ملاحظات على الفعالية وقد ناقشنا هذه الملاحظات مع الجهة المنظمة ولم نجد منهم سوى الصمت المطبق حيث أن الفعالية أولاً لم تأخذ حقها في الدعاية والإعلان وإطلاع الناس عليها بشكل كافي حيث تم الإعلان عنها في نفس اليوم التي أقيمت فيه الفعالية لا أكثر وجعل الناس لا تحضر بسبب إرتباطها بأعمال او بسبب عدم وصول خبر الفعالية لها ومما يؤكد صحة كلامي هذا هو الغياب التام لوسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية ومراسيلها من مثل القنوات التلفزيونية والصحف والمجلات ومواقع الانترنت ولا أدري هل حضر أحد من هؤلاء بعد إنصرافنا لكن ما أعلمه علم اليقين أنهم لم يكونوا متواجدين في الموعد المقرر للفعالية.



وإيضا تم إختيار الوقت الغير مناسب لهذه الفعالية فالساعة الـ 3 عصراً حيث وهج الشمس في حديقة السبعين ولم يكن الناس يعملون بوجود خيمة للفعالية (أحدهم أنا) مما منع الكثير من الناس من حضور الفعالية.

أختير المكان الغير مناسب حيث تم إختيار حديقة السبعين وهي بالأصح مكان مناسب نوعاً لكن هناك أماكن أخرى كانت أنسب بكثير من حديقة السبعين مثل جامعة صنعاء وأكاد أجزم تماماً بأنه لو تم التنسيق للفعالية مع إدارة جامعة صنعاء وأقيمت في الجامعة لدخلت اليمن موسوعة جينيس للأرقام ولأصبح لدينا أطول طابور في العالم وخاصة أن اليمن تعاني كثيراً من مشكلات المياة والصرف الصحي وهي خطوة كانت ستلفت الكثير من الدول والمنظمات العاملة في هذا المجال لوضع اليمن المتردي.

الشي الأهم من هذا كله كما أشار اليه أحد أصدقائي الذي كان متوجداً معي لحضور الفعالية أن فشل هذه الفعالية سيتم إلصاقها باليمن وبأن شعب اليمن شعب فاشل ومتخلف ولا يشارك بأي فعاليات من هذا القبيل بينما الشعب اليمني لا يعلم عن هذه الفعالية شئياً وأنها ستقام او أنها أقيمت بالإضافة الى سوء التخطيط والتنظيم الذي صاحبها لذلك الفشل مقتصر على المنظمين وأجزم بأننا كنا سنكسر الرقم لولا سوء التنظيم والتخطيط والإعلان عن الفعالية وقد أبلغنا الجهة المنظمة بأنه لو قمنا نحن ومجموعة من الشباب بالتنظيم والإعلان عن الفعالية لكانت النتائج أفضل بكثير.

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 09:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/79181.htm