|
إلى (الظفيري) في قطر عزيزي علي الظفيري قناة الجزيرة - قطر سلام من الله عليك أينما حللت.. لا أخفيك سراً بأنني ظللت من المعجبين بإطلالتك عبر قناة "الجزيرة" باعتبارك احد مذيعيها اللامعين ولا نني لمست دوماً فيك بعض من نخوة عربية وتعاطف مع قضايا أمتك ووطني اليمني وربما مرد ذلك إلى اعتبارك واحداً من قلائل (أبناء الديرة) الذين وجدوا فرصتهم للعمل في هذه الوسيلة الإعلامية المسماة "الجزيرة" والتي هي اليوم تمثل كل "قطر" وسلاحها الفتاك ضد خصومها وما أكثرهم اليوم !. واعترف بأنني قرأت رسالتك المفتوحة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح أكثر من مرة لا لمعرفة الدوافع التي جعلت مذيعاً مثلك يسارع خطاه لينظم إلى تلك الجوقة من الإعلاميين والكتاب الذين استلوا أقلامهم وشحذوها ليكتبوا عن اليمن وشؤونه وتحت دوافع شتى .. ورأيناهم وهم يستعرضون مهاراتهم ويوغلون بأقلامهم ليجعلوا منها سكاكيناً يقطعون بها الجسد اليمني النازف بفعل فاعل ليزيدوا من نزف دمائه وعمق جراحاته وندوبه فذاك الفعل منك ربما أجد التبرير له بأنه من آثار (حميّة جاهلية) استولت عليك ذات لحظة غيّرة على "جزيرتك" التي انتميت إليها وتكسب منها رزق أطفالك وأخذاً بحق الزمالة وواجباتها مع زملائك العاملين في مكتبها في صنعاء مع أن أي واحد منهم لم يتعرض لأي أذى أو يكبل بأي عوائق أو قيود تحول دون ممارسته لمهنته الإعلامية والتي تعرضت للأسف في "الجزيرة" لتجاوزات مؤلمة خاصة فيما كل ماله صلة باليمن وشؤونه! ولكن أيضاً لا قرأ كل ما بين السطور في رسالتك المفتوحة المليئة بالعتاب القاسي والتي خاطبت من خلالها رئيساً عربياً لم يستحق منك كل ذلك التحامل غير المبرر إذ يكفي هذا الزعيم الذي خاطبته بشكل غير لائق انه وان لم يحقق شيئاً في حياته لوطنه فيكفيه فخراً من كل سنوات حكمه إعادة تحقيق الوحدة والحفاظ عليها والدفاع عنها بشراسة المقاتلين الشجعان الأشداء وفي مواجهة الخطوب و كل المتآمرين والحاقدين عليها في الداخل والخارج عرباً أم عجماً..ولهذا ظل هذا الرمز اليمني هدفاً مباشراً لكل متطاول أو دعي يتمسح بالحرص على اليمن وأهله وهي أفعال او أقوال لا تهز شعرة واحدة أو تنال بمثقال ذرة من ذلك التاريخ المجيد الذي سطره لنفسه بهذا الانجاز العظيم والذي يعرف ومعه كل اليمنيين إلا من أعمته الضلالة عن الهدى كيف يحافظون عليه ويصونونه في حدقات عيونهم .. وكان حسبك يا عزيزي أن تكون منصفاً للتأمل فيما حولك أو ما دون نافذة منزلك لتكتشف أن ثمة أشياء ومن باب أولى تحتاج عنايتك وحرصك لتكتب عنها بأريحية تامة ومصداقية أكثر ودون خوف أو وجل وباعتبار أن الأقربين أولى بالمعروف.. ولن أدخل معك في جدل طويل حول قضايا عديدة تطرقت لها في رسالتك المتشائمة عن اليمن ولكن بالمقابل إذا ما رغبت أن تشد رحالك عاجلاً إلى اليمن وهي الأقرب إلى وجدانك وموطنك وثقافتك وجغرافيتك فعليك أن تفعل لترى الحقائق بأم عينيك دون تزييَّف أو تضليل أو تأثر بما تقرا أو تسمع من هنا أو هناك ليكون حماسك في الكتابة عن اليمن مستنداً إلى المعلومات الصحيحة وما ستراه وتلمسه بنفسك ومعبراً عن الحيّادية والموضوعية والتي للأسف افتقدها اليمنيون في (جزيرتك) وهي تتناول شؤونهم وتستهدف وطنهم ووحدتهم حتى باتوا يتساءلون بحيرة واستغراب ما الذي جرى لهذه "الجزيرة" والقائمين عليها والموجهين لها سواء كانوا داخل مبانيها أو خارجه وما الذي غير الأحوال والمواقف التي كانت حتى الأمس القريب صديقة لليمن ومناصرة لوحدته لينقلب الأمر إلى الضد من ذلك..أهي متغيرات السياسة ومطامحها أم تقلبات العقول والأفئدة ووساوس الشيطان ودسائسه ! وحيث لا مكان للرشد أو الترفع فوق صغائر الأمور وسفاسفها .. فلماذا العداء إذاً؟ وما هي مبررات الاستهداف الآن؟ وهل تستحق اليمن فعلاً ووحدتها كل ذلك؟ أو هي التي كانت المنافحة بقوة في كل موقف عن "الجزيرة" والعاملين فيها وكل من يقفون ورائها وفي وقت كانت الحاجة إلى ذلك ماسة ومطلوبة .. إيماناً من اليمن بتلك الرسالة الإعلامية النبيلة التي انتصرت لها واعترافاً بالجميل الذي لا ينسى لمن يستحقه وهذا هو طبع الأصليين الأوفياء. وأطمئنك يا عزيزي ومن خلالك كل من ظلت لديه نفس هواجسك وقلقك أو تلك الأفكار المغلوطة والمشوشة التي حملتها بان اليمن بخير رغم كل العواصف والتحديات التي ظل يواجهها والعديد منها فرضت عليه فرضاً ولم تكن من صنع يديه وقد واجه في ماضيه ما هو أكثر صعوبة وخطورة منها وانتصر ولله الحمد لنفسه وهو اقل عدداً وعدة وحلفاء .. فما بالك اليوم وقد تفتح وعي أجياله المتعاقبة وازدادت قناعاتها الراسخة بأن لا سبيل لليمن واستقراره وازدهاره ووجوده وقوته بغير الحفاظ على وحدته وعدم التفريط فيها والتصدي لكل من تسول له نفسه محاولة النيل منها وبأي شكل.. وعليك أن تستقرأ التاريخ القريب قبل البعيد لتدرك بأن ما تخافه على اليمن وهو حرص مشكور ليس له ما يبرره والأمور ليست بالسوء الذي تتصوره في مخيلتك وعند زيارتك لليمن ستجد حتماً هذا الفرق الشاسع بين ما تسمع وما ترى أو لربما حينها بادرت بنصح البعض من زملائك في "الجزيرة " والمسئولين عنها بما هم بحاجة إليه وما ينبغي أن يعرفوه من حقائق الأمور عن اليمن حتى لا يجدوا أنفسهم وقد انزلقوا أكثر في مزيد من التجني واعتساف الحقائق وكسب العداوة والنفور من أبناء الشعب اليمني الذين لطالما أحبوا "جزيرتك" ووطنك وشعبك وقيادتك وحرصوا على أن تظل جسور الود والصداقة والاحترام ممدودة معهم وحميمّية وغير منقطعة لأي سبب أو متأثرة برياح الغضب وأنواء التباعد والأعيب السياسة ومن طرف واحد ! إذاَ يا عزيزي ولكي تكون منصفاً وموضوعياً عليك أن تعيد قراءة رسالتك مرة أخرى وان تغير من عنوانها وخطابها لتوجه إلى ذات الوجهة التي ينبغي أن تصل إليها.. أما غضبتك على (جهاز البث الفضائي) الذي سحب من مكتب الجزيرة في صنعاء وكان مزية خاصة للقناة دون غيرها ماعدا "العربية" تجسيداً لخصوصية العلاقات التي ظلت قائمة على الاحترام والتقدير فإننا نتفهمها منك كموظف في الجزيرة ولكنك أن تأملت في الدوافع التي تقف وراء ذلك وقد بلغ الأذى مبلغه فانك ستجد ربما بعض عذر لمن فعلوا ذلك مضطرين ومكرهين وهو في كل الأحوال إجراء إداري قابل للأخذ والرد ولا يمثل نهاية المطاف أو العالم..بل هي رسالة المحب العاتب الذي لم يجد من يفهمه أو يضع إعتباراً لشكواه المتكررة وعتبة العميق.. فهل لك أن تفعل وتراجع الذات والضمير وتعلم بأنك لم تكن منصفاً لإخوانك في اليمن أم أن الله قد قضى لديك امرأ كان مفعولاً..فلا حول ولا قوة إلا بالله..مع خالص ودي وعميق احترامي وأسمى اعتباري!. |