المؤتمر نت -

كوثر صوالحة -
خبراء: تأثيرات التدخين تضاهي المخدرات
شدد عدد من الاطباء والخبراء في مجال الامراض الصدرية والقلبية على ضرورة التعامل مع افة التدخين على انها مرض وبالتالي معاملة المدخنين على انهم مرضى مطالبين بوضع الية واضحة لمعالجته لمدى الخطورة الكامنة في التدخين وتخطي مرحلة النظر الى انه عادة اجتماعية فقط.

جاء ذلك خلال مؤتمر عقد في العاصمة اللبنانية امس لمناقشة افة التدخين وتقديم احدث الدراسات العلمية حول الموضوع تحت شعار (دور الصحافة والاعلام في مكافحة التبغ) بمشاركة عدد كبير من الصحفيين والاعلاميين من دول الاقليم.

واتفق الخبراء على ان كافة الدراسات العالمية اشارت الى ان تاثير مادة النيكوتين يضاهي مفعول المستحضرات التي تؤدي الى الادمان مثل الكوكايين والمورفين وغيرها ، الا ان ضرر التدخين اكثر فبالاضافة الى الادمان يسبب التدخين العديد من الامراض التي تؤثر على مختلف اجزاء الجسم.

ودعت احدث الدراسات العالمية المجتمع الدولي الى اتخاذ اجراءات لمواجهة وباء التدخين كونه يمثل مشكلة عالمية.

وبحسب الدراسة التي شملت 17 دولة من مختلف انحاء العالم للتعرف على الاتجاهات السائدة في التدخين ، فان %88 من الاطباء في الشرق الاوسط يقولون ان التدخين يعتبر اكثر عادة مؤذية لصحة مرضاهم.

وبحسب نتائج الدراسة التي تعتبر الاشمل من حيث مواقف الاطباء تجاه التدخين والاقلاع عنه في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا فان 9 من كل 10 اطباء في هذه المنطقة يشعرون ان التدخين اكثر خطرا على صحة المريض على المدى الطويل من عوامل اخرى مثل السمنة وعدم ممارسة النشاط البدني وتناول الكحول والمخدرات ، وهوما يفسر تصنيف التدخين من قبل 8 من كل 10 اطباء شملتهم الدراسة بانه حالة مرضية 89و بالمئة يعتقدون ان من بين مسؤولياتهم مساعدة المرضى للاقلاع عن التدخين.

وتم التثبت ان التبغ يؤذي كل عضوفي الجسم وانه سبب رئيس في انواع عديدة من الامراض ، اكثرها تعد قاتلة ومنها الجلطات القلبية والدماغية والسرطان والامراض التنفسية.

ويعتبر النيكوتين في التبغ مادة تسبب الادمان بدرجة كبيرة وغالبا ما تجعل المدخنين يطورون نمطا من الادمان الجسدي والنفسي. وقال استشاري الامراض الصدرية الدكتور يوسف نعواس ان 80 % من المدخنين الذين يواظبون على التدخين اليومي بشكل مستمر هم مرضى ويحتاجون الى علاج بالادوية المساعدة للاقلاع عن التدخين وان %20 فقط يستطيعون تجاوز الموضوع اذا ما كانت لديهم الارادة لذلك.

وبين نعواس ان التدخين يحتوي على اربعة الاف مادة كيماوية منها 50 مسرطنة.

ولفت الى ان امراض القلب نتيجة التدخين اكثر بكثير من اعطاب الرئة ، مشيرا الى ان التدخين هوسبب رئيس لتصلب الشرايين وبالتالي يؤدي الى تقليل حجم مسار الدم فيها ، كما ان التدخين مجتمعا مع السكري والضغط والكوليسترول يؤدي حتما الى تزايد الجلطات الدماغية والقلبية موضحا ان الموت من التدخين هوالمسبب الاول للوفاة في العالم مع كافة الامراض الاخرى مجتمعة. استشاري امراض القلب في معهد القلب في جامعة اوتاوا بكندا انديروبايب قال ان التدخين يجب ان يصنف ضمن الامراض المزمنة التي تحتاج الى الية واضحة للتعامل معها ويجب ان يتم تهيئة المدخن نفسيا قبل البدء بعلاجه من هذه الافة لسبب بسيط انه مرض قد يكون بداية غير قابل للشفاء من محاولة واحدة وانه مرض قابل للرجوع في اي لحظة حيث بينت الدراسات ان الاقلاع عن التدخين لدى العديد يحتاج من 3 الى 5 محاولات حتى يتم النجاح التام بالاقلاع نظرا لتأثيرات النيكوتين القوية على الدماغ.

وطالب بايب الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني بلعب دور كبير في مكافحة هذه الافة عن طريق زيادة الضرائب ورفع سعر الدخان حيث ان ارتفاع السعر يؤدي كما بينت عدد من الدراسات الى احجام الكثيرين عن التدخين.

وركز الخبراء المشاركون في المؤتمر والذي نظمته شركة فايزر للادوية على ان التدخين وباء عالمي ، اذ ان هناك اكثر من 1,3 مليار مدخن على مستوى العالم وفي حال استمرار الانماط السائدة في التدخين فأن التبغ سيقتل حوالي 10 ملايين شخص كل عام.

واكد المشاركون ان 5 ملايين شخص يموتون بسبب الامراض المرتبطة بالتدخين في كل عام أي بمعدل شخص في كل 8 ثوان وان التبغ يقتل مليار شخص في القرن 21 في حال استمرار الاتجاهات السائدة في التدخين
*المصدر: - الدستور
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 02:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/79476.htm