|
باحث سعودي: اختيار تريم يعيد للمدن كرامتها أكد الباحث السعودي الدكتور/ عبد الرحمن الشبيلي على أن اختيار مدينة تريم التاريخية عاصمة للثقافة الإسلامية للعام الحالي 2010م يطمئن الباحثين والمهتمين بأن التاريخ يعيد إلى المدن كرامتها ويحفظ للعلماء فضلهم ويختزن في ذاكرته مجد العلم والتراث. وقال الشبيلي إن مدينة تريم تعد واحة خضراء في أخدود تخترقه وديان تسيل منه السيول الموسمية وتقع في الجزء الشرقي لمحافظة حضرموت وهي أقرب إلى منطقة وسط وادي حضرموت ويسكنها نحو 120 ألف نسمة. واصفا تريم بأنها مدينة المساجد والمدارس العلمية ومجالس العلماء والفضلاء ودور الفقه الإفتاء. وسلط الباحث السعودي الضوء في بحثه - الذي أعده خصيصا بمناسبة اختيار تريم عاصمة للثقافة الإسلامية بعنوان: "التأثير الثقافي المتبادل بين حضرموت وبلاد الحرمين الشريفين" وحصل المؤتمرنت على نسخة منه - على العلاقة الثنائية المتبادلة بين منطقة الحجاز كجزء من السعودية وحضرموت. مستعرضاً العوامل التاريخية والجغرافية والاقتصادية والثقافية التي أثرت في هذه العلاقة وأسهمت في تطورها منذ "14" قرنا وعدداً من الملامح المشتركة في الحياة الاجتماعية والمشهد الثقافي والواقع الاقتصادي في حضرموت والحجاز. أوضح الشبيلي ثنائية العلاقة ذات التأثير المتبادل بين حضرموت والمدن السعودية. وتابع: ففي الوقت الذي امتلكت فيه مكة المكرمة قوة المصدر الديني وقدسية المكان لتأثر في ما حولها كان الانتشار الهجرات الحضرمية الى منطقة الحجاز تأثيره في صبغ الحياة الاجتماعية هناك بمظاهر التراث الحضرمي وهو ما نتج عن تشابه يلحظه أي زائر لمدينتي جدة والمكلا في الملابس والفنون وبعض الأنماط الاجتماعية. مستشهداً بمترجم الملك عبد العزيز، عبد الله بلخير، الذي عمل سكرتيراً للملك سعود كأنموذج للحضور الحضرمي في الدولة السعودية. ويرى الشبيلي أن كثيراً من الموروثات المستقاة من الثقافة الحضرمية في أنماط الفنون والملابس والمأكولات قد تغلغلت في البيئة الحجازية وذلك لسببين هما كثافة الهجرة الحضرمية من ناحية والارتياح النفسي المتبادل بين الطرفين من جهة أخرى. مشيراً في الوقت نفسه الى دور الحضارمة البارز في مشاريع توسعة الحرمين الشريفين والديوانيات الثقافية التي تبرز في المشهد الثقافي السعودي ويقوم عليها مثقفون حضارمة مثل ديوانية باجنيد وبا محسون. وذكر الشبيلي في بحثه عدداً من المراجع التي تناولت العلاقة المتبادلة بين حضرموت والحجاز منها الدليل المشير الى فلك أسانيد الاتصال بالحبيب البشير" وهو من تأليف أبي بكر بن أحمد العلوي القاضي في مكة المكرمة وقد طبع عام 1997م و "بين مكة وحضرموت" لعاتق بن غيث البلادي الصادر عام 1982م وتاريخ حضرموت السياسي المطبوع عام 1936م لصلاح البكري الذي قدم فيه دراسة تاريخية وجغرافية وسياسية وانثروبولوجية لحضرموت منذ عصر ما قبل الإسلام. وأشار إلى دور الكتب والمخطوطات بما فيها من مضامين علمية وثقافية أدبية وإنسانية وتاريخية وجغرافية في تشكيل واحدة من أقوى الأواصر المتبادلة بين المنطقتين، حيث أن المكتبات الحضرمية والحجازية هي أول ما تتوجه إليه أنظار الباحثين والعلماء والمؤلفين في المنطقتين. ويأتي هذا البحث بعد زيارة قام بها الشبيلي ومجموعة من المثقفين السعوديين إلى مدينة تريم في مطلع 2008م. ورأى الشبيلي أن المثقفين السعوديين لم يتناولوا هذه العلاقة بالقدر الذي تناوله المثقفون في حضرموت، مشيرا إلى وجود العشرات من الكتب تتناول العلاقة والتي ألفها مثقفون من أبناء مدينة حضرموت. |