المؤتمر نت -
عبدالعزيز الهياجم -
بين الجامعة والاتحاد العربي ... من فكرة النحاس باشا..إلى مبادرة الرئيس صالح
تتجه أنظار الشارع العربي غداً إلى قمة اللجنة الخماسية العليا على مستوى الزعماء التي يشارك فيها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وقائد ثورة الفاتح من سبتمبر الليبية العقيد معمر القذافي والرئيس المصري محمد حسني مبارك وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس العراقي جلال الطالباني والتي ستبحث في مدينة سرت الليبية مبادرة إقامة الإتحاد العربي ووضع الصيغة النهائية للمبادرة اليمنية الهادفة الى تطوير العمل العربي المشترك.
ومايميز هذه اللجنة الخماسية العليا التي تشكلت بناءً على أن اليمن هي صاحبة المبادرة وليبيا هي رئيس القمة العربية التي أقرت في مارس الماضي المبادرة وقطر هي رئيس القمة السابقة والعراق هي من ستستضيف القمة القادمة ومصر هي الدولة المحورية في العمل العربي المشترك , هو أنها تمثل توليفة من أجزاء الوطن العربي شرقا وغربا وشمالا وجنوبا , ومغربا عربيا وحوض نيل وخليجا وجزيرة عربية , وعرب آسيا وعرب أفريقيا .. .. وبمصطلحات سياسية تتماهى في هذه اللجنة كل الألوان سواء كانت نظما جمهورية أو وراثية وسواء كانت ـ كما يحلو للبعض أن يصنفها ـ دول ممانعة ودول اعتدال ... بمعنى أن كل العرب مجمعون على التحرك في مسار عربي واحد أساسه التوحد والتضامن والتكامل وتفعيل العمل العربي المشترك بما يشحذ الطاقات والهمم في مواجهة التحديات والأخطار وبما يلبي تطلعات وآمال الشعوب العربية.
ما أشبه الليلة بالبارحة فقبل 66 عاما وتحديدا عام 1944 دعا رئيس الوزراء المصري في العهد الملكي مصطفى النحاس باشا كلا من رئيس الوزراء السوري جميل مردم بك ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية (أول رئيس لبناني بعدالإستقلال ) بشارة الخوري للتباحث معهما في القاهرة حول فكرة إقامة جامعة عربية لتوثيق التعاون بين البلدان العربية المنضمة إليها وكانت تلك أول مرة تثار فيها فكرة جامعة عربية بذلك الوضوح , ليتمخض بعدئذ مشروع الجامعة وولادتها في 22 مارس 1945 والتي كانت اليمن أحد الأعضاء السبعة المؤسسين لها ويومها كان هناك من يراهن على فشل الفكرة بالنظر إلى الواقع الذي كانت ترزح فيه الدول العربية تحت نير وأشكال الاحتلال والاستعمار والانتداب والوصاية غيرأن السنوات اللاحقة أثبتت أن تلك الفكرة كانت ضوء في آخر النفق ومقدمة أولى لعهد الاستقلال والتحدي العروبي الذي بث الحياة وضخ الدماء في روح وجسد تلك الجامعة.
وفي أواخر العام 2003 ميلادية كانت المرة الأولى التي يطلق فيها زعيم عربي فكرة " الإتحاد العربي " حين كشف فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في مقابلة أجرتها معه قناة الجزيرة عن رؤية يمنية لإقامة إتحاد عربي , وحينها اعتبر البعض أن ذلك المشروع " شطحة " وقفز على الواقع العربي الذي لم يحقق ذلك في زمن المدالقومي وإرادة المواجهة والتصدي والصمود فما بالنا بالراهن المؤلم والمحزن الذي أصبح فيه العرب أعجز عن لعب دور فيما يتصل بقضاياهم وقضايا منطقتهم وتركوا فراغا تتنازع أطراف إقليمية ودولية على شغره وملأه.
ولكن شيئا فشيئا كانت المبادرة اليمنية ومعها مبادرات ومشاريع عربية أخرى لإصلاح الجامعة وتطوير العمل العربي المشترك تتفاعل وتتلاقح وتذيب جليد التباينات والخلافات وتقرب الرؤى والمواقف وصولا الى الموقف الحاسم للبرلمان العربي الذي تمخض عن التحركات العربية وتمخض عنه توصية هامة وتاريخية بشأن المبادرة اليمنية رفعت إلى القمة العربية الأخيرة في "سرت " والتي بدورها وافقت على المشروع وأقرت تشكيل لجنة خماسية عليا على مستوى الزعماء لوضع آلية تستوعب المبادرة وكل الرؤى الكفيلة بتطوير العمل العربي المشترك.
وبالتالي مثلما أن فكرة الجامعة العربية ظهرت وتبلورت في زمن أشبه بليل عربي فكانت ضوءا في آخر النفق ..فإن فكرة الإتحاد العربي التي أعلنها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح قبل عدة سنوات , لم تعد اليوم مجرد فكرة أو " شطحة " أو قفزة على الواقع وإنما تمثل مفتاحا وضوءا في آخر النفق وسبيلا للخروج من الواقع العربي الراهن والذي لا يسر عدوا أو صديقاً.

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 09:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/81936.htm