المؤتمر نت -
عبدالعزيز الهياجم -
لنتعلم من الجنوب أفريقيين حب الوطن
عقد أمناء سر اتحادات كرة القدم في دول مجلس التعاون الخليجي واليمن والعراق اجتماعا لهم أمس السبت في مدينة عدن للوقوف على آخر الاستعدادات لاستضافة بطولة خليجي 20 المقررة أواخر نوفمبر ومطلع ديسمبر المقبل , وتفقد جاهزية المنشآت الرياضية التي ستحتضن البطولة وتجهيزات المرافق الإيوائية والمواصلات وغيرها من الأمور التي يريد الأشقاء أن يطمئنوا على أن البطولة ستقام في مناخات تضمن لها النجاح ولا يعكر صفوها أية أحداث أو حوادث.

وإذا كان قلق الأشقاء له ما يبرره , على الأقل حين تكون وسائل الإعلام بما تنقله من أحداث ووقائع أحيانا بصورة مبالغ فيها وتوحي بأن البلد يعيش حالة قلاقل واضطرابات وأعمال عنف ..فإن ما لا يمكن تبريره هو أن يكون بين ظهرانينا من يسعون ليل نهار لإظهار بلدهم في صورة مشوهة وإعطاء انطباع للأشقاء بأن أمر إسناد استضافة بطولة كأس الخليج في نسختها العشرين لليمن كان مجازفة ومغامرة غير محسوبة العواقب.

عندما أسند الاتحاد الدولي إلى جنوب أفريقيا أمر استضافة مونديال كأس العالم , تبع ذلك حالة قلق ومخاوف بالنظر إلى أن إقامة بطولة كأس العالم لأول مرة في بلد أفريقي معروف عنه كواحد من البلدان الأكثر في نسبة الجريمة المنظمة وينتمي إلى قارة مشهورة بانتشار الفقر والاضطرابات والانقلابات , لكن الشيء الرائع هو أن أبناء جنوب أفريقيا والقوى السياسية هناك تعاملوا بروح من الوطنية والمسؤولية في أعلى درجاتها وتحملوا جميعا مسؤولية ضمان نجاح تلك البطولة إدراكا منهم أن كل نجاح سيصيبهم منه نصيب وكل فشل سينعكس ضرره على سمعتهم ومعيشتهم واقتصادهم.

وبحسب ما طالعته عبر بعض وسائل الإعلام من تصريحات لقادة ومسئولين في أحزاب المعارضة الجنوب أفريقية فقد أكدوا جميعا أن مونديال جنوب أفريقيا هو خط أحمر وليس محل خلافات أو منازعات أو مكايدات سياسية وحزبية وإنما موضع فخر للجميع ونقطة التقاء وعمل جماعي مشترك انطلاقا من الثوابت الوطنية التي تحكمهم . أحدهم قال:" اختلفنا مع الحزب الحاكم قبل كأس العالم وسنختلف بعد كأس العالم لكن وضعنا أيدينا في أيدي بعض وتعاهدنا على أن نقدم للعالم أفضل مونديال وأن نقدم بلدنا للعالم في أبهى صورة , لن تتكرر مثل هذه الفرصة التاريخية لنروج لبلدنا ونشجع مختلف الجنسيات على القدوم إلينا مرات أخرى للسياحة والاستثمار من أجل أن ينتعش اقتصادنا ونخفض نسبة الفقر والبطالة.

وفي هذا الإطار فقد أسهمت بطولة كأس العالم لكرة القدم التي اختتمت الأحد الماضي في جنوب أفريقيا في انتعاش صناعة مهمة من صناعات هذا البلد الإفريقي، هي السياحة، حيث شد الرحال إلى جوهانسبيرغ وحدها ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين ألفاً من هواة كرة القدم، حيث يعتقد بعض المحللين الاقتصاديين «أن كأس العالم ربما جلبت إلى جنوب إفريقيا فوائد اقتصادية ملموسة وإن كانت صغيرة»

وقد تنبهت حكومة جنوب إفريقيا لهذه المسألة فورد على لسان المديرة التنفيذية لسياحة كيب تاون ما يثبت رؤية العلاقة بين هذه الفعالية وصناعة السياحة في بلدها فوجدناها تقول «من الواضح أن المدينة تطورت، وشهدنا تغيرات كثيرة في الأشهر الماضية، وأعتقد أنه من أهم المنافع لاستضافة كأس العالم هو الاستثمار في البنية التحتية، هذا يجعل كيب تاون أفضل مدينة للعيش، لذا قمنا باستثمارات كبيرة في العلاقات العامة والترويج. وهذا لتأسيس سمعة جيدة في المرحلة المستقبلية» وتحاول الدولة أن تستفيد من هذه المناسبة لتطوير خدماتها السياحية المستقبلية.

وعندما نقارن ما لدينا ونجد للأسف الشديد بعض القوى تقلل من قدرة بلدنا على إخراج بطولة خليجية ناجحة , ونلمس أعمالا خارجة على القانون من قبل أولئك الذين يتشدقون بمطالب حقوقية ويتحدثون عن الفقر والبطالة .. لا يسعنا إلا أن نقول لهم " اتقوا الله في هذا البلد " فأنتم بما تقترفونه تمارسون أعظم أنواع الفساد وتقترفون أكبر جريمة بحق اليمن وأبنائه الذين يتطلعون إلى أن يكون تنظيم خليجي عشرين فرصة تاريخية لتقديم اليمن للأشقاء والأصدقاء في أروع صورة وبما ينعكس على ازدهار السياحة وتدفق الاستثمارات ويساهم في انتعاش اقتصادي يخدم أهداف القضاء على الفقر والبطالة ويحقق مستوى معيشي نطمح إليه جميعا.
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 09:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/82579.htm