المؤتمر نت -
شوقي عبد الرقيب القاضي -
الجنة .. لمَن ؟!
• اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وحملة عرشك ومن في السماوات والأرض ، بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك ، وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك ، وأشهد أن عيسى عبدك ورسولك ، وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وأسألك يا إلهي أن تكرمني ووالدي وحبايبي القراء والقارئات ووالديهم والناس أجمعين بنعيم الجنة وصحبة محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء والصالحين من عبادك والصالحات.

• وصلتني رسالة من أحد أساتذتي يقول فيها:[ أن أحدهم عرض عليه أن يبايعه على السمع والطاعة في المنشط والمكره ، مقابل ماذا ؟ فقال له أستاذي: ولك الجنة ]!! إلى بقية القصة والحوار بينهما ، الذي استوقفني هو وعد أستاذي لذاك الشاب بأن له [ الجنة ]!! وتذكرت آلاف الضحايا من الشباب الأبرياء المغرر بهم هنا وهناك الموعودون [ بالجنة ] ، فمشايخ التكفير والفتن الذين يشعلون نار العداوات والأحقاد بين الناس يَعِدُونَ ضحاياهم من الشباب الأبرياء [ بالجنة ] ، وعصابات القتل والعنف التي تزهق الأرواح وتسفك الدماء وتُرَوِّع سكينة المجتمعات تَعِدُ ضحاياها من الشباب الأبرياء [ بالجنة ] لتحولهم إلى قنابل موقوتة لقتل الأبرياء ، وأمراء السوء يعدون الخانعين في مجتمعاتهم [ بالجنة ] ليسكتوا عن نهب أموالهم وثرواتهم وحقوقهم وحرياتهم ، وقادة الطوائف يعدون أتباعهم [ بالجنة ] ، والمتناحرون الذين يقتل بعضهم بعضاً كلٌ يعد ضحاياه من أتباعه وأنصاره وحملة السلاح معه [ بالجنة ] !!

• بريئة هي [ الجنة ] التي يتقاسمها شركاء متشاكسون كل يَعِدُ بها وبنعيمها وبحورها وغلمانها !! ، ومساكين هم أولئك الضحايا المغرر بهم من حديثي الأسنان ومن الشباب الأبرياء الحالمين [ بالجنة ] ، إما تديناً ، وإما هروباً من جحيم واقعهم وفقرهم وبطالتهم وانسداد أبواب الأمل أمامهم ، ومجرمون هم أولئك الذين يجعلون الوعد بـ[ الجنة ] مطية لتحقيق أهدافهم المجرمة ، وتوفير رغباتهم وشهواتهم ومصالهم المنحرفة ، ويُصَفُّون بها حساباتهم مع خصومهم الفكريين والسياسيين.

• يا شباب .. الجنة حق فاعملوا لها { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ } وتذكروا بأنها { أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } والمتقون ليس منهم من يسفك دماء الأبرياء ، ويؤرق مضاجعهم ، ويقلق سكينتهم وينهب أموالهم وحقوقهم ، المتقون ليس منهم أولئك النفر الذين يعيشون على إثارة الفتن والنعرات والخصومات بين طوائف المجتمع ومكوناته ، المتقون ليس منهم من يقطع الطريق ويتآمر على وطنه ومجتمعه ، المتقون هم { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } آل عمران: 133 ـ 136.
[email protected]

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:08 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/83766.htm