المؤتمر نت -
إسكندر الاصبحي -
شعب يمني واحد
التقت مصالح الاستعمار البريطاني والرجعية الامامية في الثلاثينيات من القرن الماضي في تقسيم الهوية اليمنية ، لكن هذه المحاولة لم تصمد طويلاً حيث تصدى لها المثقفون في الجزء المحتل والجزء المستقل تحت حكم الرجعية الامامية، وسقطت بأوهامها وآثامها ، سقطت لانها ضد حقائق التاريخ، وضد تيار التاريخ . شعب يمني واحد ، أمس واليوم وغداً
محاولات خلق هويتين او اكثر في جغرافية اليمن الواحد ماهي الا حالات عارضة مآلها الى السقوط والفناء، واياً كان الامر فهي تحمل بذور فنائها بداخلها ..لم يفلح الاستعمار الذي استمر مع اعوانه السلاطين والمشايخ في تزييف الارادة اليمنية من خلال ما اسموه باتحاد الجنوب العربي ، ولم تفلح الامامة ايضاً في تزييف حقائق التاريخ والجغرافيا كان الوعي اليمني بهويته فوق ما يدبر له الاستعمار والعملاء، في كتابه «اليمن تحت حكم الامام احمد» يقول الدكتور احمد عبيد بن دغر «.. وقد أثبت الشعب اليمني انه دائماً شعب واحد في الخطوب والملمات، وكانت انات الشمال يسمع صداها في الحنوب والعكس، فطالما كان هناك احساس مشترك بمصير واحد، وظل اليمن كله ساحة للنضال ضد الامام والاستعمار معاً..».

ادركت حركة النضال الوطني في جنوب اليمن وشماله ان الكفاح المسلح ضد الاستعمار لنيل الاستقلال لا يمكن الا بعد القضاء على النظام الامامي المستبد والمتخلف، واستطاع الشعب اليمني الحر وبقيادة طلائعه المناضلين ان يدكوا عرش الامامة الكهنوتية في ثورة 26سبتمبر 1962م الخالدة، وازاحوا عن كاهل الشعب الى الأبد اعتى نظام متخلف ومستبد عرفه التاريخ، ولم يكد يمر عام على ثورة سبتمبر حتى انطلقت ثورة 14 اكتوبر 1963م في كفاحها المسلح ضد الاستعمار واعوانه، ووقفت ثورة 23يوليو بقيادة الزعيم العربي جمال عبدالناصر مع الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر» داعمة ومساندة لها، وفي خطابه الشهير امام الجماهير اليمنية الحاشدة في تعز اثناءزيارته لليمن في ابريل 1964م اكد الرئيس جمال عبدالناصر هذه الهوية الوطنية اليمنية الواحدة قال مخاطباً الجماهير المحتشدة من كل ارجاء الوطن: «انتم شعب يمني واحد اراد الاستعمار ان يفرق بينكم، واراد الاستعمار ان يقسمكم شيعاً واحزاباً، ولكن ارادة الله وارادتكم كانت فوق ارادة الاستعمار، فلن يفلح الاستعمار، ولم تفلح الرجعية في ان تقسمكم».. وقال عبارته الشهيرة: «لابد لبريطانيا ان تحمل عصاها وتخرج من عدن»، تم طرد الاستعمار وكان مسمار النعش الاخير للرجعية الامامية في انتصار اليمن الجمهوري في ملحمة السبعين يوماً، ومضى اليمن مع منطق التاريخ وتياره الى حقيقة وجوده وهويته، فكان يوم 22 مايو 1990م تتويجاً لنضاله الوطني بقيام الجمهورية اليمنية.

انه الشعب اليمني الواحد، لن تفت في نسيجه الوطني اوهام وآثام من يتربص بهويته ووحدته الوطنية.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 04:16 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/84844.htm