المؤتمر نت -
الدكتورة/ إلهام صالح باشراحيل* -
ابتسم أنت في اليمن
سمعتها عندما وطأت قدمي ارض الوطن الغالي بعد غربة دامت سنين، في البدء لم ادقق في معناها، ذهب تفكيري لليمن السعيدة، تبسم أنت في الأرض السعيدة، في ارض العروبة ولكن عجبت حين عرفت المعنى الحقيقي لهذه الجملة المؤلمة الموجعة، لماذا ابتسم لليمن وهل الابتسامة لأرضي ووطني محل سخرية، لماذا الاستهتار لماذا التذمر! هل يجوز أن ارمي للوراء ثقافة مجتمع يتميز بالإيمان والطيبة، فالثقافة تعني كل ما يميزها من تراث وعادات وسلوك ومعتقدات، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم). صدق رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام. كما أن الله جل وعلا جعل تغيير أحـــوال الأمم رهينة بتغيير أخلاقها وسـلوكها.
يجب الاعتزاز بالانتماء اليمني، وان يشعر المواطن، الذي ينتمي إلى العرب والمسلمين، أنه عضو في جسم هذه الأرض السعيدة والتي مازالت سعيدة بأهلها الشرفاء الذين لا يقبلون التذمر والذين لا يسمحون حتى لأنفسهم بجرح وطعن أرضهم ( بلدي وإنا جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام). لا يجوز أن نقف عاجزين أمام هؤلاء الذين لديهم عقدة النقص والتي يعاني منها البعض تجاه كل ما هو يمني.
يجب أن نسعى لتحويل اعتزازنا النظري والعاطفي إلى سلوك عملي لأرضنا السعيدة والاعتزاز بمجدنا وأجدادنا، نحن امة عريقة وزاخرة ولا نرضى بتآمر والتذمر. (وطني لو شغلت بالخلد عنه - نازعتني إليه في الخلد نفسي)

ابتسم أنت في اليمن جملة يرددها هؤلاء عديمي المنفعة، المشكوك في وطنيتهم حتى النخاع، الذين يشوهون سمعة الأرض الطيبة التي أعطتنا من خيرها الكثير، فيجب أن نرد لها الجميل بالأفضل والأحسن. اليمن بحاجتنا الآن يجب أن نرفع من شأنه داخلياً وخارجياً وعلى جميع المستويات، علينا نسلك السبل التي تجمع شملنا ولا تفرقنا، نعمل على توحيد صفنا، وإصلاح أمرنا، والتأليف بين قلوبنا، وضرورة إشاعة التفاهم على ما يخدم يمننا الواحد.
الوطن شعور بالمسؤولية ورغبة في النجاح وإعطاء بلا انتظار
الوطن أمان واطمئنان، على تربته ولدنا وترعرعنا، ومن أثماره أكلنا، علمتنا وتعلمنا أبجديات الحياة.
ليس هناك شيء في الدنيا أعذب من أرض الوطن. قال هوميروس.
جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكن الأجمل أن يحيى من أجل هذا الوطن. كارليل
جميل حبك ياوطني لا ولن تعرف قيمة الأوطان إلا عند فراقها.
اليمن وطني الغالي وأقولها بكل كبرياء
اليمن في عيوني زينة وبدونه عماء
اليمن شهامة ورجولة ما به ما يساء
اليمن ذو يزن وبلقيس لعروبة كرماء
اليمن هي إيمان والحسن والبهاء
اللهم ابعد عنها الحقد والحاقدين وكل بلاء

* أستاذ مساعد بكلية الآداب جامعة عدن.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 03:40 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/84959.htm