المؤتمر نت -
يحيى علي نوري -
ألمانيا التي نحبها
الإدارة الالمانية المعبرة دوماً عن تطلعات الشعب الالماني الصديق نحو تحقيق المزيد من التعاون والشراكة البناءة مع الشعب اليمني، وتمثل دوماً لهم مواطنين أو مسؤولين الانموذج الامثل للإدارة الاوروبية في التعاطي المسؤول مع القضايا اليمنية تنموية واقتصادية واجتماعية، وفي الوقت ذاته الانموذج في الصداقة الحميمة والمثالية بين الشعوب من خلال كل اسهاماتها الفاعلة في دعم اليمن وتنميته.
وستظل هذه الإدارة ومن ورائها الشعب الالماني الصديق في نظر اليمنيين بغض النظر عن القرار المفاجئ الذي اتخذته في حق اليمن والمتمثل في إيقاف الرحلات الجوية بين اليمن وألمانيا ذلك أن ألمانيا باسهاماتها الفاعلة من أجل دعم اليمن ستظل علاقاتها تمثل عناوين عريضة للتعاون الامثل والشراكة الحقيقية التي ينبغي أن تكون بين الشعوب.
وإذا كان القرار الألماني قد أحدث ما أحدثه من أسف بل واندهاش لدى الأوساط اليمنية الشعبية والرسمية بل واعتبره رجل الشارع اليمني البسيط بمثابة عقاب جماعي له فإنه بالرغم من كل ما حمله هذا القرار من ظلم وجور على اليمن سيتعامل معه اليمنيون بدرجة من التفهم وبدرجة ايضاً من التطلع نحو المزيد من التعاون المثمر مع ألمانيا.. إنه بمثابة حالة عابرة تحاول إصابة العلاقات بحالة من الفتور لكن ستقاومه قناعة الشعبين الصديقين الراغبة دوماً الى المزيد من التعاون والشراكة.. وفي ظل تطلعاتهما سنجد هذه الحالة العابرة سرعان ما تتلاشى من اجواء العلاقات وأن تعود اليها الشفافية والصفاء الذي عهده الشعبان، وإذا كان قرار الإدارة الألمانية قد مثل بالنسبة لليمنيين حافزاً نحو تطوير العلاقات اليمنية الالمانية بمختلف مساراتها وفتح مجالات أوسع تمكن الشعبين من التعاطي المقتدر مع مختلف التحديات التي يواجهانها ومنها تحدي الارهاب.
وسيظل هذا القرار يبعث في نفس ووجدان اليمنيين على الحزن والاسى لإصابة هذه العلاقات بمثل هذه الحالة الطارئة خصوصاً وأنه جاء من ألمانيا وليس من غيرها، فألمانيا -كما أشرنا- ستظل بالنسبة لليمن بلد الخير، بلد صناع العناوين العريضة للتعاون المثمر، بلد المساهمين الفاعلين في عملية التنمية ودعم الاستقرار والامن والوحدة وتنمية كل عوامل الانتعاش الاقتصادي التي ينشدها اليمنيون ومعهم أصدقاؤهم الالمان ويهدف تجاوز كل مخلفات الموروث الذي تركه الاستعمار والإمامة.
إذاً العقاب الجماعي لليمنيين الذي عبر عنه قرار الإدارة الألمانية في إطار تعاطيها المتسارع والإنفعالي جداً مع الطرود المشبوهة ندرك أنه قرار طارئ ولا يمكن أن يمثل ترمومتراً يقاس من خلاله مستوى وواقعية العلاقات بين البلدين، فألمانيا التي لم تبخل على اليمن بشيء عبر محطات عديدة في تاريخه الجديد لن نجدها الا إدارة وشعباً تسارع في إعادة النظر في هذا القرار حتى تعود العلاقات الى صفوها الخالص جداً جداً دون أي منغصات كبيرة كانت أو صغيرة.
وهذا ما نأمله من ألمانيا - التي نحبها ونقدرها- ونأمله دوماً من العلاقات اليمنية الالمانية في السير باتجاه المستقبل الأفضل.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 04-يوليو-2024 الساعة: 06:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/85486.htm