المؤتمر نت - اليمن يطلق اسم الشهيد فهد الاحمد الصباح على بطولة خليجي 20

المؤتمرنت - تقرير – محمد القيداني -
خليجي 20:احتفالية وفاء يمنية للشهيد فهد الأحمد الصباح

 في العام 1980م حينما كانت اليمن تعيش مأساة التشطير كان الراحل الشهيد الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح أول من دعا إلى إيجاد منتخب يمني موحد في دلالة واضحة على عمق المحبة التي كان يكنها الشهيد لليمن من أقصاه إلى أقصاه .. بل كان أول الشخصيات الخليجية التي دعت إلى انضمام اليمن لدورات كأس الخليج لكرة القدم .

ورغم أن الشهيد فهد الأحمد الصباح كتب له أن يرى اليمن موحداً قبيل رحيله عن الدنيا بأشهر قليلة ،إلا أن حلمه بانضمام اليمن لدورات كأس الخليج العربي تأخر حتى العام 2003م ،حين بدأت الكرة اليمنية مشوارها التنافسي ضمن كأس الخليج عقب القرار السياسي لقادة مجلس التعاون الخليجي بانضمام اليمن لمجلس التعاون في أربع مجالات منها الرياضة.

وفيما يبدو انها مفارقة رائعة فان حلم الشهيد فهد الأحمد الصباح بمشاركة اليمن في بطولات الخليج تحقق على ارض دولة الكويت حين شارك منتخب اليمن لأول مرة في خليجي (16) والذي نظمته دولة الكويت للفترة من الـ(24) من ديسمبر 2003م إلى 11 يناير 2004م.

ثلاثون عاماً مرت منذ أطلق الشهيد فهد الصباح دعوته بمشاركة اليمن في دورات كاس الخليج ،قبل أن تسنح الفرصة لليمن ورياضييها للتعبير عن تقديرهم ووفائهم للشهيد بإطلاق اسمه على أول بطولة خليجية تستضيفها اليمن هي بطولة خليجي عشرين التي ستحتضنها مدينتي عدن وأبين للفترة من 22 نوفمبر الجاري وحتى 5 ديسمبر المقبل.
أيام قلائل تفصل أبناء اليمن وأشقائه في الخليج عن انطلاق البطولة التي أراد اليمنيون أن يجعلوها احتفالية تكريمية للشهيد فهد الأحمد الصباح في ذكرى رحيله العشرين تعبيراً عن تقديرهم لما قدمه للرياضة العربية وكونه من أوائل من نادوا بمشاركة اليمن في كأس الخليج حتى تحول "حلم الشهيد" إلى حقيقة.

وفاء للشهيد فهد الأحمد الصباح

وفي هذا الإطار يقول الزميل الإعلامي الكبير عبده جحيش – أحد مؤسسي الإعلام الرياضي في اليمن – في تصريح لـ"المؤتمرنت": إن إطلاق اسم الشهيد فهد الصباح على كأس الخليج في نسختها العشرين يعد وفاءاً من اليمن حكومة وقيادة وشعبا لما كان يكنه الشهيد فهد الأحمد لهذا الشعب ولما كانت تمثل الوحدة اليمنية له من قوة وعزة ومنعة للأمة العربية حيث كان الشيخ فهد الأحمد أكثر من استشعر أهمية إعادة تحقيق الوحدة اليمنية .

من جانبه يقول الزميل الإعلامي عبد الله الصعفاني – رئيس تحرير صحيفة الرياضة اليمنية - أنا اعتقد أن تسمية دورة خليجي عشرين دورة الشهيد فهد الأحمد تسمية صائبة وليس في الأمر أي مجاملة وكلنا يعرف مواقف الشهيد فهد الأحمد تجاه اليمن وتجاه الرياضة اليمنية ومازلت أتذكر في أواخر الثمانينات كيف انه قال بصريح العبارة بأن علي اليمنيين أن يتوحدوا وسيبذل كل طاقته لأن تشارك اليمن بمنتخبها الموحد .

و يضيف الصعفاني في سياق تصريحه لـ"المؤتمر نت" : الشهيد فهد الأحمد كان دائما وفي كل تصريحاته يحرص على الجمع بين الدعوة للوحدة اليمنية وربطها بفوائد كثيرة منها اللعب في دورة الخليج بمنتخب موحد وهذه المواقف من الشهيد فهد الأحمد ربما كانت تمثل حالة الجمهور اليمني في الملاعب الخليجية وهو يعمل على إلصاق علمي ما يسمى بالشطرين في علم واحد وتشجيع الفريق اليمني بصرف النظر عما إذا كان جاء من صنعاء أو عدن. وعلى هذا الأساس لا أملك إلا أن أحيي قرار تسمية خليجي عشرين بدورة الشهيد فهد الأحمد الصباح .

الزميل الإعلامي محمد سعيد سالم – مدير عام الإعلام الرياضي بوزارة الشباب والرياضة – قال لـ:"المؤتمر نت" : أستطيع أن أقول بأن للشهيد أيادي بيضاء على الرياضة اليمنية وكان من أوائل الشخصيات في دول الخليج الذين تبنوا ودعوا للوحدة اليمنية وقد استغل الرياضة في اليمن وفي المحافل الخارجية لتحقيق هذه الدعوة.

وأضاف سالم :لقد عمل الشهيد فهد الأحمد من خلال موقعه في اللجنة الأولمبية الكويتية والاتحاد الكويتي لكرة القدم والمجلس الأولمبي الأسيوي الذي كان يرأسه إلى تعزيز أوضاع الرياضة اليمنية ومساعدتها من أجل تهيئة الأجواء الوطنية في شطري الوطن قبل الوحدة ومن خلال تسهيل المنتخبات الموحدة التي دعمها بقوة وكان ذلك بين عامي 1988-1989م وتناقل الشيخ فهد الأحمد بين شطري الوطن ليثبت التوجهات التي يتبناها من أجل الوحدة اليمنية وأجل إدماج الرياضية في الأنشطة الرياضية الخليجية منذ وقت مبكر.

الشهيد فهد الأحمد الصباح ....سيرة حافلة بالعطاء

ولد الشهيد الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح في العاشر من أغسطس للعام 1945م تلقى الراحل تعليمه حتى الثانوية في بلده الكويت قبل أن يلتحق بالأكاديمية العسكرية في إنجلترا التي تخرج منها ليلتحق بالسلك العسكري في دولة الكويت عقب تخرجه متدرجا في الرتب العسكرية قبل أن ينهي حياته العسكرية بالاستقالة وهو برتبة نقيب .
كان الراحل واحدا من الفدائيين الأبطال حيث التحق بجبهات العزة والشرف في ميادين القتال في أكثر من مكان مؤديا لواجب الإخاء نحو أشقاءه إيمانا منه بالحق العربي وبحثا عن الشهادة حيث شارك في معارك الكرامة بالأردن .
كما اشترك مع الفلسطينيين في معركة الأغوار وقاتل مع الجيوش العربية ضد إسرائيل في حربي 67/73 وعاد إلى الكويت ضمن لواء اليرموك في عام 1976م وقاتل في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية ضمن العمل الفدائي ضد العدو الصهيوني منذ عام 1965وحتى 1972 .
وخلال مشاركته في تلك الأعمال البطولية تعرض الشهيد للإصابة ثلاث مرات خلال العمليات العسكرية داخل المحتلة كما قاتل الشهيد إلى جانب الجيش العراقي في حربه مع إيران وكان يذهب شخصيا إلى العراق للدفاع عنه وتحرير الفاو.
بدء مسيرته الرياضية مع نادي القادسية الرياضي 1969م حتى العام 1979م الذي كان عشقه الثاني بعد الأزرق الكويتي الذي قاده الشهيد الراحل صوب منصات التتويج فكان الأزرق الكويتي بعبع الكرة الخليجية والأسيوية بعد أن قاد نجوم الأزرق إلى العالمية في مونديال العام 1982م في أسبانيا كأول منتخب خليجي يصل إلى مونديال كأس العالم.
وتولى الشهيد الراحل عددا من المناصب الرياضية على المستوى المحلي لدولية الكويت والعربي والأسيوي وعلى الصعيد الدولي فكان شخصية رياضية لها ثقلها على المستوى الدولي والقاري والعربي يفتخر بها الخليج والعرب جميعا .
فعلى المستوى المحلي لدولة الكويت كان الشهيد رئيسا للجنة الأولمبية الكويتية من عام 74 إلى 1985م قبل أن يتم إعادة انتخابه في العام 1987م حتى استشهاده في العام 1990م وكان رئيسا للاتحاد الكويتي لكرة القدم من العام 1978م ورئيسا للاتحاد الكويتي لكرة السلة حتى العام 1990م .
ومن المناصب الرياضية العربية التي شغلها الشهيد حيث كان النائب الأول لرئيس الاتحاد العربي للألعاب الرياضية منذ عام 1976 وحتى استشهاده كما شغل منصب النائب الأول لرئيس الاتحاد العربي لكرة السلة من 1964 وحتى 1966 .
وعلى الصعيد القاري شغل الشهيد فهد الأحمد الجابر الصباح عددا من المناصب الرياضية على مستوى القارة الأسيوية فكان رئيس الاتحاد العام للاتحادات الرياضية الآسيوية من عام 1979 وحتى عام 1982 و رئيس الاتحاد الأسيوي لكرة اليد منذ عام 1974 رئيس اللجنة العليا الآسيوية للتنسيق منذ عام 1983 .
وفي الصعيد الدولي شغل العديد من المناصب الرياضية منها نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد منذ عام 1980م و نائب رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (الاكنو) منذ عام 1979 و نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم حتى عام 1990م .
من إسهاماته الرياضية مؤسس الاتحاد العام للاتحادات الرياضية الأسيوية مؤسس الاتحاد الآسيوي لكرة اليد مؤسس المجلس الأولمبي الآسيوي مؤسس الاتحاد الكويتي للتايكوندو مؤسس الإتحاد الكويتي للملاكمة مؤسس لجنة اليخوت والتجديف الكويتية مؤسس اللجنة الكويتية للرماية بالسلاح والرماية بالنبال مؤسس الإتحاد الكويتي للكاراتيه .
ونظرا للمحبة التي يكنها للشهيد أشقاءه العرب في مختلف الدول العربية لم يكن عجيبا أن تحمل العديد من البطولات العربية والدولية اسم الشهيد الراحل ومنها بطولة البطولة العربية لكرة السلة و البطولة العربية لكرة اليد و البطولة العربية للمبارزة و البطولة العربية للجمباز و البطولة العربية لتنس الطاولة و بطولة لندن الدولية للكاراتيه و بطولة لندن الدولية للكاراتيه و بطولة الكويت للكركيت و دوري الشهيد فهد الأحمد لكرة القدم ( الدوري الكويتي ) وليس أخرا بطولة كأس الخليج العشرين .
نال العديد من الأوسمة فاستحق وسام الجمهورية اليمنية من الدرجة الأولى و نوط الشجاعة من الدرجة الأولى في مصر و وسام منظمة التحرير الفلسطينية و وسام الصف الثاني من جمهورية تونس و درجة الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة سيول و درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة حلوان بجمهورية مصر العربية و وسام التقدير من منظمة اليونسكو و الوسام الذهبي الأولمبي من الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية كما منح الجنسية الفخرية اليابانية.
متزوج وله من الأبناء خمسة هم الشيخ أحمد والشيخ طلال والشيخ عذبي والشيخ خالد والشيخ ضاري والشيخة بيبي.
أقفل عينيه شامخا في الثاني من أغسطس للعام 1990م وهو كعادته مدافعا عن قضاياه العادلة قبل أن يروي أرض وطنه الكويت بدمه مع اللحظات الأولى للغزو العراقي للكويت القضية التي ما تزال أمتنا العربية تنزف جراحها حتى اليوم .


تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 05:01 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/85721.htm