اختتام الندوة الدولية لـ(رداء الدولة/ تلبيس السياسة) اختتمت مساء أمس أعمال الندوة الدولية الأولى (رداء الدولة/ تلبيس السياسة) التي تمثل النشاط الأول من مشروع (مظاهر الساسة اليمنيين، والألمان خلال الفترة من 1948م-2004م). وكانت الندوة بدأت أعمالها السبت الماضي بمناقشة عدد من أوراق العمل التي قدمها عدد من الباحثين، والمتخصصين اليمنيين، والألمان؛ حيث قدمت الدكتورة رؤوفة حسن الشرقي –خلال الجلسة الأولى التي رأسها الدكتور عبدالعزيز المقالح- ورقة عن (لتمثيل السياسي عبر الرموز) معطية خلفية علمية نظرية وعملية ميدانية، وتاريخية عن الدراسات البحثية في مجال الدلالات السياسية للزي عالمياً، وعن اليمن على نحو أولى. وأوردت الباحثة حقيقة، مفترضة هي أن كل زي ارتداه سلطان، أوإمام في اليمن يعبر عن فكر، ومستوى محلي، أو علاقة ارتباط خارجية، أو موقع تأثيره، مثل عمامة الإمام يحيى حميد الدين ،وبقية ما ارتداه تمثل سلطة المرجعية الدينية، ونظام التراتب الطبقي، أو الشرائحي الاجتماعي. وأشارت الباحثة- في ختام ورقتها- إلى أن مشروع (مظاهر الساسة اليمنيين والألمان) يساهم في دراسة التاريخ السياسي الحديث لليمن من خلال الرموز، كما يمثل إسهاماً في نطاق الحوار اليمني الدائر حول التوجيه نحو زي وطني، أو رسمي يمثل هوية يمنية لموظفي الدولة، ووفودها، وسفرائها. ثم قدمت الدكتورة "كارين الفينجر" ورقةً بنفس العنوان، استعرضت فيها تاريخ الدولتين المتحدتين: ألمانيا الشرقية، والغربية، وما مثلته الملابس في أزياء ساساتها من رموز داله على خصوصيات المجتمع الألماني، مع الإشارة إلى بقية الشعوب، ومنها الشعوب الأوربية. وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الأستاذ/ يحيى محمد عبدالله صالح قدم الباحث الأستاذ محمد أحمد اليافعي ورقة عن أهم الدراسات، والبحوث السابقة في العالم العربي، واليمن وخلص في ورقته إلى أن الكتابات العربية المهتمة بالرداء، أو أزياء الساسة قليلة جداً، وهي- إن وجدت- (فإنها شذرات وهي تتخلل السير الذاتية، أوالمذكرات الشخصية بأسلوب وصفي انثربولوجي غير خاضع للتحليل، أودراسة الرمزية، والدلالة). ثم قدمتا الباحثتان "ميريكا هيوب" والدكتورة "كارين الفينجر" ورقة مشتركة عن الإرشيف المصور في ألمانيا، مع استعراض بالصور لأحداث سياسية واجتماعية في الألمانيتين إبان الحرب العالمية الثانية، وحتى العام 90م، ثم ألمانيا الاتحادية حتى اليوم. وقدمت الباحثة "أروى طربوش" ورقة استعرضت فيها صوراً لساسة اليمن في الفترة (1948-2004)م وخاصة الحاكم الأول، أو الشخصية الأولى للحكم، ثم رئيس الوزراء، ثم رئيس مجلس الشعب، أو الشورى، أو النواب. فيما استعرض المصور الفوتوغرافي المعروف محمد سعيد نعمان في ورقة عمله المتطلبات الفنية لتصوير الأدوات والملابس التي تسهم في إثراء المشروع، ومطبوعاته. مشيراً إلى ضرورة تصوير عدد من المواد المطلوبة مثل: قطع ملابس أثرية موجودة في متاحف تعز، والمكلا، وسيئون. وفي الجلسة الأولى من اليوم التالي –التي ترأسها الدكتور حسين العمري- قدم القاضي علي أبو الرجال ورقة بعنوان (ذكريات شخصية: نشأة الجمهورية، وجدال الارتباط، أو الرفض للزي) استعرض فيها ذكريات تلبيسه العمامة، وعمره في الخامسة عشرة، وكذا لبسه الجوخ الأزرق المزين ذا الأزرار الذهبية، وذلك بعد أن ختم القرآن. مشيراً إلى أنواع العمائم والكوافي، و(السمائط) وموقف ثورة سبتمبر من العمامة. الصحفي المعروف عبدالباري طاهر ناقش في ورقة عمله المعنونة بـ(رداء القاضي عبدالرحمن الإرياني نموذجاً) لباس القاضي الإرياني قبل الثورة وبعدها بوصفه قاضياً، ينتمي بملابسه، وزيه إلى طبقة القضاة؛ حيث ظل محافظاً عليها حتى بعد توليه رئاسة الجمهورية. وأشار الباحث إلى أن القاضي الإرياني كان أكثر زعماء اليمن، وسياسييه في القرن العشرين التزاماً بالزي التقليدي، والحفاظ على تميزه. وقدم الباحث سعيد ثابت سعيد ورقة حول (الرموز أزياء شخصيتين في اليمن الشمالي –قبل الوحدة- هما القاضي عبدالكريم العرشي، والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر). أشار فيها إلى أن الشخصيتين المذكورتين تنتميان إلى طبقات مختلفة ، إذْ أن الشخصية الأولى تنتمي لطبقة القضاة، والثانية لطبقة القبيلة، إلا أنهما يتحدان في الرمز الملبسي. يشار إلى أن الندوة عقدت برعاية وإشراف مؤسسة تخطيط برامج التنمية الثقافية –ممثلة بالدكتورة رؤوفة حسن- رئيسة المؤسسة، وقسم الدراسات الثقافية ودراسات النسيج في جامعة "اولدنيبرج" في ألمانيا. |