المؤتمر نت -
د . الهام باشراحيل* -
وطني
وطني " لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَدٍ، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ "

أكد القرآن الكريم مكانة الوطن وأهميته للإنسان، وهذا يظهر من خلال قدوتنا لرسولنا الكريم، يوم الهجرة وتذكر مكة فسأله جبريل عليه السلام : أتشتاق إلى بلدك ومولدك ؟ فقال : نعم، فقال جبريل عليه السلام : فإن الله تعالى يقول : (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) أي إلى مكة، وشوق لا يكون إلا إلى المحبوب.
محبة مقرها القلب، والقلب يحمل حب الوطن والمواطن الصالح يعمل على ترجمة حبه وإخلاصه الصادق إلى سلوك عملي، من خلال إبراز المعالم الجميلة والعظيمة للوطن للأرض التي يعيش عليها، وأيضاً الاعتزاز بالثقافة من الجذور والأصول، ليس فقط هذا وإنما فهم ومعرفة هذه الثقافة والتراث.
الوطن ولدنا وترعرعنا وكبرنا فيه شربنا وكلنا من خيراته، الوطن عطاء ونحن أمة ورثنا وطن رائع، حب الوطن والانتماء إلية والشعور بالوطنية لا يمكن المزايدة فيه، لان حباً فطرياً، حب يسري بالشرايين حب مربوط بالوريد.
لا يجوز العبث بالوطن لأنه أمانة أخلاقية ومسؤولية شخصية، الوطن ليس مؤسسة أو هيئة حكومية ولا ملكية ولا وظيفة تستعد لها أو حسابات نسبية تضربها وتقسمها، ولا سلعة قابلة للبيع والشراء، فالوطن مكان مقدس علينا العيش فيه ونحن في كاملة الطهارة وبإيمان قوي.
هنا يأتي دورنا نحن المواطنين الساكنين في هذه الأرض الطيبة، في عملية التوعية التربوية والتعليمية فهي الأساسي والمهم في عملية صقل الثقافة الوطنية وحب الأرض وخلق الوعي والحفاظ على تراثنا وماضينا العريق, والنهوض بهذا الوطن الإيماني الغالي، يجب غرس الوطنية والاعتزاز بالهوية الإسلامية، هذا يعمق القيم الأخلاقية للأفراد وتجعلهم مواطنين صالحين، وتتحول محبتهم إلى سلوك عملي.
أولاً يجب علينا معرفة ثقافتنا والتعرف على آثارنا، والاعتزاز بانتمائنا اليمني، وفنوننا الإسلامية، وأهم من هذا وذاك الانتفاع بتراثنا العظيم والغوص فيه واحتضانه ، لاستخراج الجواهر القيمة منه ولا نهمل تاريخنا الأدبي والثقافي الكبير، والتي تميزنا به عن بقية المجتمعات، لأن الثقافة اليمنية ليست ثقافة مستوردة ولا مزورة، بل هي ثقافة اعتمدت وتعتمد على الإبداع وهي من أغنى الثقافات وأهمها، فبعد أن ترسخت جذورها قبل الإسلام، وجاء الإسلام وفتح لها سبل الانتشار في مشارق الأرض ومغاربها. من هنا يأتي واجبنا الحقيقي ألا وهو السعي الحقيقي والصادق وراء إبرار تراث وثقافة وحضارة هذا الوطن بما تحمله من قيم وإبداعات شامخة بشموخ مبدعيها.
تعتبر عدن مدينة مفتوحة نظراً لموقعها الاستراتيجي المهم ولوقوعها في جنوب البحر الأحمر والذي ظلت من خلاله إلى كل الحضارات، حضارة الشرق والغرب، وأيضاً احتضنت مختلف الديانات وبنيت فيها الكثير من المساجد والكنائس والمعابد، وهذا دليل قاطع على أن اليمن تميزت بالتسامح الديني.
تسعى جامعة عدن جاهدة بتزكية موروثنا الثقافي والشعبي من خلال الندوات التي أقامت والتي ستقام في حرمها الموقر، إن نجاح أي عمل كان يعتمد على روح العمل، والقيادة الحكيمة المعطاة قادرة على العمل مع الآخرين، قادرة على الإبداع والتغيير وترك بصمة مستقبلية لها، لهذا يجب علينا نحن كمواطنين في هذا المجتمع وأفراد الإحاطة الحقيقية ومد يد العون لهذا القيادة ، وأيضاً العمل الصادق للوصول بالوطن للمستوى المطلوب. نحن أبناء اليمن السعيد عشنا منذ سنين في كنف وأحضان الحضارة الرائعة، ونعيش الآن المزيج الحضاري، وطوال تلك السنين ترسبت في داخلنا عادات وسلوك طيبة وأخلاق حميدة وهذا جزء من الشخصية اليمنية.
فاللهمّ أصلح ذات بيننا ووفّق اليمن لكل الخير وردّ عنهما كيد وشر المتربصين

*جامعة عدن كلية الاداب
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 17-يونيو-2024 الساعة: 02:03 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/87547.htm