|
سكان الجامعة يناشدوا معتصميها: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يفسد حياتنا لم نعد نشعر بطعم الراحة او النوم او الامان ..هكذا اختصر احد ابناء حي الدائري بالعاصمة صنعاء في اليمن المشهد حين كنت اقوم بتصوير اللافتات التي كتبوها تعبيرا ً عن رفضهم لمحاولات عناصر احزاب اللقاء المشترك "المعارض في اليمن" تنصيب خيم للاعتصام فيها امام منازل سكان الحي . عندما بدأ شباب –يقولون انهم مستقلون- اعتصامهم امام بوابة جامعة صنعاء قبل اكثر من شهر كانت الامور تسير بصورة طبيعية وهادئة ،ولكن وبعد ان دخلت عناصر اللقاء المشترك وسيطرت عناصر حزب الاصلاح "الاخوان المسلمين في اليمن" على عملية ادارة الاعتصام بدأت الامور تأخذ منحى اخر كان سكان الاحياء المجاورة لحي جامعة صنعاء هم اكثر من يعاني منها. ومنذ الجمعة الماضية تحول مشهد الاعتصام من مشهد ديمقراطي للتعبير عن الرأي الى كابوس يهد مضاجع سكان حي جامعة صنعاء والشوارع المجاورة لها ...حيث تعمد المعتصمون مد اعتصامهم الى اكثر من منطقة في شارع الدائري والعدل والأحياء المجاورة مستغلين صلاة الجمعة وقاموا بتنصيب الخيام ومدها في اكثر من مكان ... وبدأت معاناة سكان الاحياء التي امتد اليها الاعتصام حينما وجدوا فرقاً امنية –جميعها يديرها طلاب اصلاحيون من جامعة الايمان- تقوم بعمليات تفتيش لكل الداخلين والخارجين والمارين من جوار ساحة الاعتصام وهو ما شكل مبرراً لرد فعل رافض لاي توسع او عمليات تنصيب جديد للخيم من قبل المعتصمين ،حيث عمد سكان الاحياء الى بناء جدران وحواجز في شارع الدائري ومداخل الشوارع المؤدية اليه من الاحياء المجاورة ... السكان القاطنون في الاحياء المجاورة لساحة الاعتصام اضطروا للدفاع عن ابسط حقوقهم الدستورية وهي حرية الحياة في امان بعد ان شعروا بان الاعتصامات باتت تنتهك تلك الحقوق ،ولكن دفاعهم كان باسلوب حضاري وديمقراطي عبروا عنه بلافتات كتبت عليها عبارات كثيرة ومتنوعة .. هكذا تأتي الصورة معبرة عن حال يكثر فيه الألم والفوضى جراء انتهاك حرية القاطنين في الأحياء المحيطة والمجاورة بشارع الدائري بالعاصمة صنعاء من قبل عناصر المشترك جراء مكبرات الصوت التي تسبب الإزعاج للنائمين والمرضى وحتى الباحثين عن جلسات المقيل الهادئة . لم تعد تسير حياتهم على طبيعتها مع أعمال التفتيش التي يمارسها المعتصمون على القاطنين في تلك الأحياء بل إن المسألة بلغت حال من المأساة وهم يعانون من وصول سيارات أطفالهم المقلة لهم للمدارس فبات الأطفال مجبرين على البقاء بين جدران أربعة بعيدا عن ساحات المدارس التي تعج ببراءة حركاتهم وضحكاتهم لتتحول إلى صمت وحزن على وجوههم . فرض على النساء عدم الخروج إلى أعمالهن أو جامعاتهن في ظل الهرج والمرج الذي تشهده شوارعهم كل ذلك دفع بالقاطنين في الأحياء المجاورة جراء عملية القرصنة لمساحات إضافية عقب الجمعة الماضية التي سعى من خلالها عناصر المشترك لبسط عدد من الخيام في مختلف الشوارع ولهم من ورائها مآرب مختلفة الأهداف بعد أن كان المعتصمون أمام بوابة جامعة صنعاء . ليهب أولئك المواطنون القاطنون في الأحياء المجاورة للمناطق التي احتلها المعتصمون لتشكيل لجان شعبية وبشكل حضاري كردة فعل ديمقراطية تقول ان حرية المعتصمين تقف عندما تبدا بمصادرة حقوق الآخرين من السكان الأبرياء ممن تابعوا بألم وصمت ما حدث لمن سبقهم في الأحياء التي شهدت الأيام والأسابيع الأولى للاعتصام وما عانوه جراء ذلك حتى أن المحلات التجارية أغلقت أبوابها وبات الوضع صعبا للغاية . لوحات ولافتات كتبت ما يكن في صدورهم تجاه تلك الأعمال فكان النتاج ما حصدته عدسة (المؤتمر نت ) وهي تجول في الأحياء ترصد ما كتب عليها من عبارات حضارية تؤكد بأن اليمنيين لا يقلون وعيا وإدراكا في المطالبة بحقوقهم وفقا نهج ديمقراطي بعيداً عن الفوضى والبلطجة وما يضمره الحاقدون من شرور تجاه الوطن والشعب ولكم فرصة القراءة والتأمل لما تضمنته تلك اللافتات من عبارات لا يدركها إلا من يعاني مشكلتهم . |