المؤتمر نت -
أحمد عبدالله العولقي -
"ثورة" الشيخ ورأس الأفعى
لا شك أنها واحدة من أظرف النكات التي مرت علينا في الأزمة البشعة التي تشهدها اليمن منذ أكثر من 100 يوم. وهي "أن يقود الثورة الشيخ حميد". لا أقول هذا استهزاءاً بالمشائخ، فلولا المشائخ الأولون ما قامت ثورات اليمن ولا نجحت، وهذه كلمة حق لا بد منها، فالقبيلة كانت صمام الأمان لهذا البلد الممتحن، في كل أزماته، وكان للقبيلة الكلمة الأخيرة في أي فتنة تحدث، فما الذي تغير؟!
إن الجديد في الأمر هو كيف ومن. ولمزيد من التفسير أقول أن علينا في ما تمر به البلاد اليوم أن نسأل: كيف يريد "الشيخ" حميد قيادة التغيير؟ ومن هو حتى يقود التغيير؟
أما كيف، فهو عبر "القبيلة"، و"القبيلة" كانت ولا زالت وستظل المكرّس الأول للتوريث، كيف لا و"ابن الشيخ" شيخ منذ صغره، يهين هذا، ويضرب ذاك، والكل يعرف أولاد الشيخ عبدالله، ويعرف أنهم لو دخلوا في استفتاء أو انتخاب "قبلي" لسقطوا سقوطاً مهيناً. فهل الشيخ "صادق" صادق في أقواله وأفعاله كأبيه المرحوم؟ هل هو أفضل "حاشد"؟ هي كارثة لو كان هذا أفضل من في قبيلة "حاشد". هل هو "شيخ" لمواصفات فيه أم لأنه "ابن الشيخ" حتى لو كان جاهلاً ضعيفاً يلعب به الآخرون ويسيرونه كما يريدون؟
هل يكون في الشيخ صادق بقايا كرامة، أو شعور بالمسؤولية فيقول أنا وإخواني نتنازل عن "المشيخة" وندعو "حاشد" أن تختار من غير بيت "الأحمر" ليكون "شيخ مشايخ حاشد"؟ أليس هذا ما يدعون الرئيس إليه؟! يا للوقاحة.
أما من، فمن هو حميد الأحمر؟ هو بالتأكيد ابن رجل يحترمه كل صادق ومخلص في اليمن، ابن رجل كانت له مواقف بطولية، ونضالية لا تنسى، ابن رجل صنع الزعامات ولم يطمع بها لأنه رجل لا يتكرر، ولا أبالغ إذا قلت أنه هو من جعل للفظة "شيخ" احترامها ومهابتها بعد أن شوهتها أفعال البعض.
لكن تعريف حميد ينتهي هنا، هو ابن شيخ محترم فقط، أما هو فلا شيء يذكر، يعاني من عقدة النقص التي يصاب بها من يُعرّف بغيره، ولا شك أن فكرة "صنع الزعامات" لم تخرج من تفكيره الضحل، فسيطرت عليه بدلاً من أن يسيطر عليها، وسيرته في طريق ضل فيه كأنه طفل صغير يسير وحيداً.
فهنيئاً لثوار اليمن ثورتهم التي يقودها "الشيخ"، بشجاعته، وبطولته، وعلمه الغزير، وفكره المستنير، إنه فعلاً خير قائد لهؤلاء وما يمثلونه.
وأوجه كلامي للرئيس صالح: إذا كنت ترى أن لا سبيل لتفادي العنف والمواجهة، فضع في اعتبارك أن دم اليمنيين سواء، ودم "العسكري" في البوابة ليس أرخص من دم "الشيخ" نفسه، بل إن دم "العسكري" أغلى لأن لا ذنب له في ما يحدث على العكس من من يمكن أن يكون لهم ذنب في ما يحدث، والخلاصة أن رأس الأفعى هي الأولى بالقطع من ذنبها.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 09:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/91336.htm