خبير فرنسي: حماس مُخترقة أفقيًّا ورأسيًّا أكد خبير فرنسي في مجال الاستخبارات أن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشين بيت) اخترق "الدوائر الضيقة لحركة المقاومة الإسلامية حماس أفقيا ورأسيا"، معتبرا أن "استهداف قمة هرم قيادة حماس مباشرة، وفي أقل من شهر لا يؤدي إلا إلى نتيجة أكيدة وهي أن حماس تعاني من اختراق عالي القيمة". وقال الخبير الذي طلب عدم نشر اسمه لـ "إسلام أون لاين.نت" الأحد 18-4-2004 إن عمليتي اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس يوم 22-3-2004 ثم الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي خلفه في قيادة الحركة بغزة يوم 17-4-2004 تبينان أن "تحركاتهما كانت مراقبة على مدار الساعة، وأن الأجهزة الأمنية الاستخباراتية الإسرائيلية لم تكن تنتظر في كلتا الحالتين إلا أوامر التنفيذ". وأضاف: "لا يمكن لأي جهاز استخبارات مهما كانت كفاءته وقدراته التقنية أن يتتبع المسار اليومي للأفراد بهذا الشكل إلا إذا كان الجهاز ذاته يعتمد على وصلات ثابتة ومتنقلة تتبع تحركات الشخص المستهدف". وبين الخبير الفرنسي الذي رأس في السابق "إدارة مراقبة الأراضي" بشعبة الحركات الإسلامية بجهاز الاستخبارات الفرنسي: "في حالتي ياسين والرنتيسي من الواضح أن الوصلات الثابتة والمتنقلة تعمل بكفاءة وبدقة، وأنها تمد الجهاز بآخر التحركات للشخصيات ومسارات تنقلاتها". وأضاف: "إذا كان هامش النجاح كبيرا أثناء اغتيال الشيخ ياسين؛ لأن توقيت الاغتيال كان مفاجئا نسبيا، فإن اغتيال الرنتيسي أثبت أن هناك اختراقات حقيقية داخل الدوائر الضيقة لحركة حماس؛ إذ إن الكل يعلم داخل الحركة وخارجها أن المستهدف التالي بعد ياسين سيكون الرنتيسي، وبالتالي فإن نجاح الشين بيت في الوصول إليه بهذه الطريقة لا يدل إلا على أن الهدف محدد سلفا، وأن كل تنقلاته وتحركاته تحت تغطية ما يسمى في أجهزة الاستخبارات بالوصلات الثابتة والمتنقلة". وأضاف الخبير "من المفترض أن الرنتيسي كان يتنقل دون هواتف نقالة ولا أجهزة أخرى إلكترونية تسهل رصده عن طريق الجو؛ وبالتالي فإن المعلومات المقدمة عن تحركاته تستند إلى معلومات يقدمها الحزام البشري الذي يحوم حوله، أي ما يشير إلى اختراق رأسي للبنية التنظيمية لحماس ولدوائرها الضيقة التي تعلم وحدها أماكن ومسارات القيادة". وحول سهولة اختراق حركة إسلامية سرية في ظروف استثنائية كحماس، قال الخبير إن "جميع أجهزة الاستخبارات الغربية كانت حائرة أثناء بداية بروز الحركات الإسلامية حول سبل اختراقها، وذلك للشكل التنظيمي المغلق لهذه التنظيمات وأيديولوجيتها التي تستعصي على زرع عملاء، غير أن عقدا كاملا الآن مر وأكسب جميع أجهزة المخابرات الخبرة الكافية لطرق زرع الوصلات". وأضاف الخبير "يجب أن نعلم أن حماس كحركة إسلامية تعمل في ظل الاحتلال تعاني من صعوبة اختبار وتمحيص أتباعها وخلاياها العاملة، ثم إن هناك تحولات وتوسعا أفقيا للحركة ساهم في دخول المئات إليها طوال السنوات الماضية خاصة أولئك الذين قدموا إلى الأراضي المحتلة بعد اتفاقية أوسلو، وهو ما ساهم أكثر في صعوبة التثبت من ولاء كل المنضوين في التنظيم". تفادي الاغتيالات وحول تفادي اغتيالات مستقبلية داخل حماس، قال المصدر إن ما "يتعين فعله داخل الحركة هو مراجعة كاملة للطرق التنظيمية ولطريقة إجراء الاتصالات من أجل تهميش الوصلات والمخترقين للتنظيم". وحول إخفاء أسماء القادة الجدد للحركة قال الخبير بأن هذا لن يغير من الأمر شيئًا؛ لأن قائمة اغتيالات قادة حماس معدة سلفا، وأن الشين بيت يعلم أن الاسم التالي في القائمة معروف. وحول الحصانة الأمنية التي يتمتع بها زعماء الحركة في الخارج كخالد مشعل رئيس الحركة قال الخبير إن زعماء الحركة في قطاع غزة والضفة الغربية ربما يكونون أكثر حماية من رئيسها خالد مشعل الذي يستقر في سوريا التي تعتبر ميدان عمل تاريخي وتقليدي للموساد باريس- هادي يحمد- إسلام أون لاين.نت |