هل قرأت الرسالة ؟!!! وصلتني رسالة عبر بريدي الإلكتروني ، يروي مرسلها قصة موقف تعرض له أحد العرب في ألمانيا ، وتدور أحداثه في التالي والعهدة على الراوي : عندما وصلت هامبورغ الألمانية ، رتب لي زملائي جلسة ترحيب في أحد المطاعم ، وعندما دخلنا المطعم لاحظنا أن كثير من الطاولات فارغة ، عدا قليل من السيدات كبيرات السن وطاولة صغيرة تواجد عليها فتى وفتاه ، ولم يكن أمامهما سوى اثنين من الأطباق وعلبتين من المشروبات ، وسألت نفسي عن موقف الفتاة حيال بخل هذا الرجل . كنا جياعاً ، فطلب زميلنا المزيد من الطعام ، وبما أن المطعم كان هادئا ، وصل الأكل سريعاً ولم نقض الكثير من الوقت في تناوله حتى شبعنا ، بل وزاد من الطعام ثلثه في الأطباق . وعند مغادرتنا المكان سمعنا صوتاً ينادينا ، فلاحظنا السيدات كبيرات السن يحدثن مالك المطعم بشأننا ، ثم تحدثن إلينا ، وفهمنا أنهن يشعرن بالاستياء لإضاعة الكثير من الطعام !!! قال زميلي: " لقد دفعنا ثمن الطعام الذي طلبناه فلماذا تدخلكن فيما لا يعنيكن ؟ " نظرت إحدى السيدات إلينا بغضب شديد ، واتجهت نحو الهاتف واستدعت أحدهم ؟!! بعد فترة من الوقت ، وصل رجل في زي رسمي قدم نفسه لنا بقوله " أنا ضابط من مؤسسة التأمينات الاجتماعية " ثم حرر لنا مخالفه بقيمة 20 يورو !!! قال الضابط بلهجة حازمة " اطلبوا كمية الطعام التي يمكنكم استهلاكها ، فالمال لك ولكن الموارد ملك المجتمع ، وهناك العديد من الآخرين في العالم الذين يواجهون نقص الموارد ، وليس لديك سبب لهدرها " !!! التزم جميعنا الصمت ، وأخرج زميلي 20 يورو قدمها مع الاعتذار للضابط . عزيزي القارئ ، إذا كان الضابط في ( ألمانيا الغنية والتي لا تعاني نقص الموارد ولا تعيش الأزمة ) قد حرر مخالفة لمن استهلك فوق حاجته ما قد يحتاجه آخرون في العالم ممن يواجهون نقصاً في الموارد ، ( فكيف سيكون حال ذلك الضابط مع من يحتكر السلع ويمنع الكهرباء في شهر الخير عن أبناء وطنه ) ( وفي مجتمع دخل أبنائه الإسلام برسالة ) !!! ولكن يبدو أننا مازلنا نقرأ في الرسالة ، وهم من يعملون بها !!! [email protected] |