بقلم صالح الخباني -
"أفغاني الثوري" وأمراض هؤلاء
من حق صحيفة "الثوري" الناطقة باسم الحزب الاشتراكي اليمني في ظل الديمقراطية، وحرية الرأي والصحافة أن تفسح صفحاتها لكل من يريد أن يعبر عن رأيه.. ولكن ليس من حق هؤلاء استغلال مناخات الحرية والديمقراطية لفرز سموم الحقد على الوطن على ذلك النحو المسيء، أو أن يفهموا الديمقراطية على أنها معاول هدم وتخريب.
فما من شك أن حرية الرأي مكفولة للجميع، ولكن .. هناك -مع الأسف-من أولئك الكتبة الذين تحتضنهم "الثوري" وتفرد صفحاتها لأقلامهم يخوضون في ما يسيء لحرية الرأي والتعبير. ولعل أمراضهم الجسدية قد ألقت بتأثيراتها على مستوى تفكيرهم فلم يعودوا قادرين على تقديم أفكار تتصل بالعقل السليم، والمنطق المقبول؛ ذلك أن استجرار الماضي في إطار حملة من ضخ روائح الفتن والضغائن والأحقاد داخل المجتمع أمر ينم عن مرض عضال.
فالذين يتحدثون عن المحافظات الجنوبية معروفون من هم، ومن أين هم، ولماذا يطرحون مثل هذه الافتراءات المستهدفة المساس بالوحدة الوطنية.. ومثل هؤلاء الذين لا صلة لهم بتلك المحافظات هم أول من يدرك بأن أبناء المحافظات الجنوبية مثلهم مثل غيرهم من أبناء المحافظات الشمالية، والغربية، والشرقية، موجودون في كافة مؤسسات الدولة، والمجتمع، والجميع شركاء في مسيرة بناء الوطن، ولكن "المرضى" بداء المناطقية، والطائفية لا يروق لهم رؤية الوطن موحداً .. آمناً، مستقراً يعيش أبنائه في وئام وسلام.
علماً بأن تجاربهم في إثارة الخلافات، والفرقة في المجتمع، تكللت في كل مرة بالخيبة والفشل، لأن الشعب يدرك حقيقتهم، وأكاذيبهم، وأهدافهم الخبيثة.
إن على هؤلاء الحاقدين على الوطن أن يبرزوا ما هي تلك الإنجازات التي قدمها حزبهم "الاشتراكي" للوطن، والشعب غير تصفية الخصوم، وسحل العلماء، وتكميم الأفواه، والتنكيل بالشعب.. فهم لم يهتموا ببناء طريق، أو مستشفى، أو مشاريع مياه، أو خدمة التنمية؛ حيث حرم الشعب في ظل تسلطهم من كل شيء يحتاجه لأن "الرفاق" انشغلوا بالصراع الطبقي، و "الأممية العالمية"، و"تصدير الثورة" وكذلك صراعهم الدامي البيني، وتخريب الوطن، وإثارة العداوة له من كل مكان.
وكما هو حالهم لم يقدم هؤلاء سوى الشعارات "الفضفاضة" التي هي نتاج عقلية شمولية متحجرة بأفكار الشيوعية التي عفا عليها الزمن، وبرهنت على عقمها، وفشلها في عقر دارها.
إنها حالة نفسية أن "الفاشلين" لا يروق لهم رؤية الإنجازات التي تتحقق في الوطن، وعلى وجه خاص في المحافظات الجنوبية، والشرقية، لأنها تمثل إدانة فاضحة لهم، وصفعة تبرز فشلهم، وعجزهم عن تحقيق أي شيء نافع للوطن، والمواطنين.
هناك نقطة أخرى، فالكتبة إلى جانب مرض المناطقية ، مصابون أيضاً بمرض الحقد على أفراد القوات المسلحة والأمن، ومنها قوات الحرس الجمهوري، وقوات الأمن المركزي، على وجه الخصوص, ولاشك ان الاهداف والمقاصد معروفة، وهي بكل تأكيد تعبر عن أحقاد شخصية؛ فالحرس الجمهوري أسس منذ قيام الثورة المباركة، وهو جزء لا يتجزء من المؤسسة الوطنية الكبرى للقوات المسلحة والأمن التي أحبطت مخططات الانفصاليين، وتآمرهم ضد الوطن، والأمن المركزي هو إحدى الوحدات الأمنية التي تؤدي واجبها مع الأجهزة الأمنية الأخرى في الحفاظ على الأمن، والاستقرار، والسكينة العامة في الوطن، وذلك هو بيت القصيد الذي يثير حقد هؤلاء ضد منتسبي هذه القوات.. ونتسأل، هل يريدون أن يغيب الأمن والاستقرار وتسود الفوضى ربوع الوطن، كما هو الحال في العراق؟ وهل يدرك هؤلاء نتائج ذلك، وتبعاته.. بل هل يعرفون انهم أنهم سيكونون أول من يكتوي بنار الفوضى إن سادت –لاسمح الله في الوطن.
إننا نشك في أنهم يعرفون أهمية هذا الواقع المتسم بالاستقرار، ذلك أن اللصوص لا يناضلون من أجل إقامة مخفر للشرطة.
أما هذا (الأفغاني) القادم من مزبلة التاريخ، فإننا نستغرب حشر أنفه في شئون اليمن، وتقمص (ثوب الواعظ)، ولعل من أكبر أخطاء رجال الثورة أنهم سمحوا لغريب مندس مثله أن يتسلل إلى صفوفهم، وأن يقبلوا أن يفرض عليهم مثل هذا العنصر الكريه، الذي أشعل الحرائق في الوطن بدعوته للطائفية، والمناطقية، والمذهبية، وإثارته للفتن، والخلافات في المجتمع، واستعداء الآخرين ضد الوطن. وكم كان الشعب عظيماً وواعياً، وهو يلقن هذا "المندس" السيء الدرس الذي يستحقه عندما استقبله في عدن، بالذي هو يعرف، وطرده من أرض اليمن، ليعود من حيث أتى مطروداً مهاناً..
ولقد كان حريٌ به أن يقدم مواعظه لنفسه، فهو أحق بها من غيره، وأن يستحي من شيخوخته، ويكفر عن سيئاته، وذنوبه الكثيرة، ويزيل تلك الروائح الكريهة التي أزكمت الأنوف من فضائحه في "مجاري القاهرة" وغيرها..
وحقاً وكما يقولون .. إذا لم تستح فأصنع ما شئت!
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 09:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/9451.htm