|
الإيرانيون ينتخبون الشورى والمعارضة تقاطع ادلى الناخبون الإيرانيون أمس بأصواتهم لاختيار 290 نائباً من بين 3400 مرشح لعضوية مجلس الشورى الذي يرجح أن يبقى تحت سيطرة المحافظين مع مقاطعة المعارضة الإصلاحية للاقتراع، وسط توقعات رسمية بمشاركة تفوق نسبة 60 في المئة، فيما أدلى كبار القادة الإيرانيين بأصواتهم بالعاصمة طهران. وتدفق ملايين الإيرانيين أمس إلى مراكز الاقتراع التي بلغ عددها قرابة 47 ألفاً في العاصمة طهران ومختلف المدن. وتم التصويت على قائمة انتخابية في المدن الكبرى بينما يختار الناخبون مرشحاً واحداً في الدوائر الصغرى. وتبدو النتائج محسومة سلفاً لصالح المحافظين، لذلك ستجري المعركة الانتخابية خصوصاً بين المحافظين المنقسمين في مجموعة من التحالفات الظرفية التي تتبنى برامج غير واضحة. في حين يتنافس في الانتخابات أكثر من 3400 مرشح، على 290 مقعداً في مجلس الشورى. ووفقاً لوزارة الداخلية، فإن هناك أكثر من 48.2 مليون شخص يحق لهم التصويت في الانتخابات. وتتراوح نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية عادة بين 50 في المئة و70 في المئة، فيما بلغت 55.4 في المئة العام 2008. وفي غياب إحصاءات ذات صدقية، توقع عدد من المسؤولين مشاركة تفوق 60 في المئة للانتخابات الحالية، في وقت يفترض أن تعلن النتائج خلال يومين أو ثلاثة. ودعت المعارضة الإيرانية عبر مواقعها الإلكترونية إلى مقاطعة الانتخابات. وقال موقع «جرس» المعارض في مقالة بقلم رئيس التحرير: «ندعو جميع الذين يؤمنون بالحرية الحقيقية إلى عدم المشاركة في الانتخابات لإظهار أنهم سئموا الانتخابات الصورية». وقال الموقع الإلكتروني «كلمة» المملوك للزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي: إنه «يتعين على الإيرانيين البقاء في منازلهم تضامناً مع زعماء المعارضة الموضوعين قيد الإقامة الجبرية مثل موسوي وزميله الإصلاحي مهدي كروبي». بدوره، أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي أن «الإقبال على التصويت في الانتخابات البرلمانية في إيران يعد فعلياً بمثابة إعلان عن مقاومة الشعب للتهديدات الأجنبية». وقال خامنئي عقب الإدلاء بصوته في طهران: «الإقبال على التصويت رد واضح على تهديدات القوى الاستعمارية العالمية لإيران تحت ذريعة العقوبات وحقوق الإنسان»، على حد وصفه. وأضاف: «أفضل رد هو الرد العملي، والانتخابات تعد مناسبة جيدة لإثبات أن تهديداتهم لا جدوى منها»، مستطرداً أن الانتخابات التشريعية «مهمة لأمن البلاد والمشاركة فيها واجب ديني».موقف نجاد أما الرئيس محمود أحمدي نجاد، فدعا إلى التعبئة قبيل الاقتراع في طهران، مطالباً بـ«انتخاب مجلس شورى قوي ويحظى بشعبية»، بينما شدد وزير الدفاع أحمد وحيدي أنه «كلما ارتفعت نسبة المشاركة تعزز الأمن في البلاد». كما أعلن قائد الشرطة في العاصمة الإيرانية الجنرال إسماعيل أحمدي مقدم أن «كل الإجراءات اللازمة اتخذت لتجري الانتخابات بشكل طبيعي بعيداً عن أي حوادث أو تظاهرات تنظمها المعارضة». من جانبه، قال رئيس البرلمان علي لاريجاني المرشح الأهم عن الفصيل المحافظ في الانتخابات البرلمانية الإيرانية والمعارض القوي للرئيس محمود أحمدي نجاد إنه ليس لديه عداوة مع خصومه السياسيين. وأضاف لاريجاني بعد الإدلاء بصوته في العاصمة الإيرانية: «الانتخابات من أجل المنافسة وليست للعداوة.. وعلى من يفوز بالانتخابات العمل على تنمية البلاد». وأردف: «يتعين على من يفوزوا بالانتخابات خدمة الشعب، وعلى الخاسرين تقبل الهزيمة». وتعد تصريحات لاريجاني محاولة من قبل رئيس البرلمان الإيراني للتخفيف من حدة خلافاته مع أحمدي نجاد بشأن القضايا السياسية والاقتصادية. * البيان الاماراتية |