القبلية والسلاح لا يعوقان التطور الديمقراطي في اليمن أجرت مجلة الأهرام العربي المصرية حواراً مع الدكتور عبد الكريم الإرياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الأمين العام للمؤتمر الشعبي (المؤتمرنت)يعيد نشر الحوار: كان لليمن حضور بارز في مؤتمر اسطنبول وتم تقديم الدكتور عبد الكريم الإرياني الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم هناك كشخصية رئيسية في المؤتمر, الأهرام العربي التقته حيث أشاد بالتجربة اليمنية في الديمقراطية ونفى أن تكون القبلية وانتشار السلاح عاملين يعوقان التطور الديمقراطي, كما نفى ما يتردد عن أن تنظيم القاعدة له متابعة في اليمن, وفيما يلي نص الحوار نرى في هذا المؤتمر حضورا واضحا لليمن كيف ترون تطور الحياة الديمقراطية فيها؟ نحن نخوض تجربة غنية وجديدة منذ قيام الثورة عام1962 كانت الديمقراطية والتعددية هدفا لكل من تعامل مع الشأن السياسي في الجمهورية العربية اليمنية سابقا كما هو الحال الآن بالنسبة للجمهورية اليمنية التي تأسست في عام1990, والحدث الفاصل جاء في ذلك العام لأن هذه الجمهورية أعلنت دولة متعددة الأحزاب تتمتع بحرية الصحافة وحرية الأحزاب وعقد الاجتماعات وانتهت كل القيود الاصطناعية التي كانت تضعها قيادات النظامين في شطري اليمن قبل الوحدة, ودخلت الجمهورية اليمنية في تجربة ديمقراطية قوية وحية وفريدة, وحتي الآن أجريت ثلاثة انتخابات نيابية, كما أجريت انتخابات محلية عام2001 وكان ذلك حدثا مهما كما أجريت انتخابات رئاسية تنافسية لأول مرة في تاريخ اليمن.. هذا هو حال الديمقراطية في اليمن. هل ترون أن التجربة الديمقراطية بإمكانها تفتيت النظام القبلي الأبوي في اليمن الذي ربما يعد الأبرز في العالم العربي؟ القبلية والعشائرية موجودة في كل المجتمعات التقليدية بما في ذلك العربية والإسلامية القبلية في اليمن لم تكن في أي يوم من الأيام عائقا أمام التطور الديمقراطي, فالديمقراطية تمارس بكل حرية وبعيدا عن تقلبات القبلية, ومع ذلك فالقبلية نظام اجتماعي له أثره في وقت الانتخابات وليس هناك ما يبرر الدخول في صراع فكري حول مسألة مدي صلاحية القبلية للديمقراطية. التطور الاجتماعي في اليمن قد جعل التوجه القبلي أو السيطرة القبلية تخسر ليس لأن أحدا يقف ضدها ولكن لأن طبيعة المجتمع تتغير, ومع هذا التغيير يحدث تغيير أيضا في نوع القوي الاجتماعية المؤثرة. أيضا ثمة من يرى أن أحد المشاكل التي تعوق تطور اليمن بشكل عام مسألة كثرة السلاح في أيدي المواطنين العاديين كيف ترون هذه المشكلة خاصة أننا شاهدنا الكثير من المواجهات بين الدولة وجماعات مسلحة؟ المواجهات بين الدولة وبعض الفئات أو القوي السياسية والاجتماعية والدينية ليست محصورة في اليمن فقط ولست أرى ما يمكن تسميته بعقبة كأداء تواجه بلادنا.. منذ أن ظهر السلاح في القرن السادس عشر الميلادي وهو جزء لا يتجزأ من حياة الناس في اليمن السلاح ليس عائقا للتطور وقد يكون مشكلة أمنية أو اجتماعية ولكن قبل القبلية لا يعرقل الديمقراطية, ونحن لسنا متفردين بهذه المشاكل. وهذه المواجهات تحدث في بلاد عربية أخري لكن هناك تركيز إعلامي أكثر علي اليمن, والصراعات الداخلية بشكل عام موجودة في كل المجتمعات حتى في خارج الدول العربية. هناك تقارير في وسائل الإعلام الغربية تتحدث عن أن اليمن هو أحد مفارخ تنظيم القاعدة في العالم؟ لا ننكر أن أول وأخطر حدث نفذته القاعدة كان في اليمن وتحديدا في مدينة عدن عندما تم الهجوم علي المدمرة الأمريكية كول وقد ولد الانطباع بأن القاعدة هو سيد الموقف في البلاد, ومع ذلك لم يمر أسبوع حتى تم الكشف عن كل الفاعلين وألقي القبض علي معظمهم في حين فر بعضهم إلى خارج اليمن هذا الانطباع لا ألوم الناس عليه, لكن لا أدري أن هناك تنظيما دائما في اليمن يسمي القاعدة لهم أنصار ومؤيدون وهذا موجود في كل البلاد العربية تقريبا كل ما في الأمر هل يتمكنون من عمل شيء؟ وقبل حادث كول كان التنظيم طرفا في قتل سواح أجانب عام.2000 وبالتالي لا اتفق مع القول بأن اليمن منبع القاعدة وإن استخدم من قبل القاعدة كمنطلق وبعد ذلك ألقي القبض علي كل من ارتكب جريمة ذات طابع سياسي ليست هذه حالة اليمن النادرة والوحيدة ومن ثم فإن كون اليمن واجهت مشاكل من القاعدة والإرهاب واقتصاديا تعرضت لخسائر هائلة لا يقود ذلك إلي الاستنتاج المطروح في سؤالكم. ما رأيكم في اتهام الولايات المتحدة لعبد المجيد الزنداني الرجل الثاني في حزب التجمع اليمني للإصلاح بأنه أحد الممولين الرئيسيين للقاعدة؟ هذا قرار اتخذته الولايات المتحدة وعرضته علي الأمم المتحدة أقصد تجميد أرصدة الزنداني بحجة أنه ممول القاعدة, لكنني أؤكد لك أنه حتى الآن لم يثبت ذلك وقد طلبت الحكومة اليمنية من الولايات المتحدة الأدلة التي تثبت ذلك ولكن لم نتسلم مثل هذه الأدلة حتى الآن. لقد تحدث الأمريكيون أيضا عن أن حزب التجمع اليمني للإصلاح أحد داعمي الإرهاب كيف تفسرون دعوة عبد الوهاب الأنسي أحد قادة الحزب إلي هذا المؤتمر؟ لم أقرأ أن التجمع اليمني للإصلاح منظمة إرهابية أو أنه تم تصنيفه كمنظمة تدعم الإرهاب هناك إشكالية حول الزنداني وذلك يعود إلي علاقات في الماضي بالذات أيام حرب أفغانستان. |