المؤتمر نت - عندما حل "الربيع العربي" وفر زين العابدين خارج البلاد "تونس" وحمل مبارك "مصر" حقائبه متجها نحو شرم الشيخ بعد أن أرسل نائبه ورئيس استخباراته ليلقي خطاب التنحي ولينهار مع رحيله "الوطني" الحاكم ، ظن الناقمون على صالح "والمتربصون بـ"الشعبي العام"

المؤتمرنت -
الزعيم صالح .. من قيود السلطة لفضاءات السياسة ورحاب المجتمع
عندما حل "الربيع العربي" وفر زين العابدين خارج البلاد "تونس" وحمل مبارك "مصر" حقائبه متجها نحو شرم الشيخ بعد أن أرسل نائبه ورئيس استخباراته ليلقي خطاب التنحي ولينهار مع رحيله "الوطني" الحاكم ، ظن الناقمون على صالح "والمتربصون بـ"الشعبي العام" ظنوا وبعض الظن فتن وإثم أن الفرصة قد حانت لإبعاد هذا الزعيم الخالد في قلوب محبيه من السلطة والمشهد السياسي كله والخلاص من (المؤتمر الشعبي العام) حزب الغالبية الشعبية والأكثرية السياسية والاستحقاقات الوطنية.

رفض هؤلاء المتربصون حينها كل العروض بالحوار وكل المقترحات والمبادرات التي طرحت واحدة تلو الأخرى مراهنين على تلك اللحظة الزمنية الفارقة والعاصفة السياسية التي هبت على المنطقة فأطاحت بأعتى أنظمتها ورغم الفارق الجذري بين اليمن وتلك البلدان في ظروف الحكم وتعقيدات المشهد وحتى في المناخات الديمقراطية والديناميكية السياسية ، إدراكا منهم أن الديمقراطية ليست ميدانهم والماكينة الانتخابية ليست وسيلتهم ولا صندوق الاقتراع طريقهم للوصول للسلطة طالما والصالح والمؤتمر الشعبي العام جزء من المشهد السياسي بغض النظر عن الموقع الذي هم فيه ، أولئك رفضوا وأصروا واستكبروا ونزلوا للشارع بكل كروتهم وأوراقهم وثقلهم واسقطوا كل أقنعتهم وشرعوا في معركة الإطاحة بالنظام والإجهاز على الصالح واجتثاث المؤتمر الشعبي العام .

جرت الرياح بغير ما يشتهي هؤلاء الخبثاء وخرج الشعب اليمني ليقول كلمته بصوت عال مدافعا عن زعيمه وعن ثوابته وإنجازاته فاختلطت ألوان الربيع اليمني وتبدلت ملامحه ومعالمه مقارنه بغيره من نماذج أثبتت أن اليمن ليست تونس وليست مصر ولا ليبيا ، وجاءت المبادرة الخليجية كمخرج وسط يواكب موضة التغيير ويحفظ حق الغالبية السياسية والشعبية في الإحتفاظ بمكانها الطبيعي وتصدرها للفعل السياسي ويصون الشرعية الدستورية ويحفظ المكتسبات الوطنية .

حينها بدء الخبثاء يدركون فداحة ما ارتكبوه من خطأ وعظيم ما وقعوا فيه من مأزق .. فهم لم يخرجوا للشارع ولم يلقوا بثعابينهم كلها في بورصة "الربيع العربي" إلا للقضاء على صالح وقومه والاستفراد بالسلطة والعمل السياسي ، ولم يكن ضمن خياراتهم ولا مصفوفة أهدافهم لا الدفع بالرجل الثاني في نظامه ليحل مكانه ولا لاجتزاء مقاعد الحكومة مع رجالاته ولا لتقاسم طاولة الحوار مع حزبه ولا للاحتكام للصندوق مع أنصاره بعد عامين .. الخبثاء اجتهدوا للخروج من مأزق المبادرة الخليجية و(الحل السياسي) بتفخيخ مسجد _ دار الرئاسة فيتحقق لهم بذلك هدف وحلم الخلاص من صالح والنخبة الحاكمة والحزب الحاكم بعد أن فشلوا بتحقيق ذلك بركوب موجة الربيع والتدثر بالشعارات السلمية وهي منهم براء لكن العناية الإلهية تتدخل من جديد فتلقف ما يأفكون ، وهنالك أنقلب المتآمرون على أعقابهم لم ينالوا خيرا بل ارتد كيدهم في نحرهم فزاد مأزقهم وزادت ورطتهم .


اليوم وبعد قرابة العام ونصفه من ربيع العرب وبعد ما يزيد عن عام من جنوح الإخوان المسلمين وقرابة النصف عام من التوقيع على مبادرة نقل السلطة في اليمن تبدو أحلام المتربصين في الخلاص من صالح تتبخر شيء فشيء وأوهامهم في إبعاده عن واجهة الفعل السياسي تذروها الرياح ، فالزعيم صالح يسكن في منزله المتواضع وسط العاصمة صنعاء .. يستقبل يوميا المئات من محبيه .. يتحرك بين الناس بكل أريحية وحرية ويشاركهم أفراحهم ويقترب منهم كما لم يفعل من قبل (بفعل قيود السلطة ومستلزماتها الأمنية) .. يعقد اللقاءات مع أنصاره تحت ضوء الشمس وفي وضح النهار ويحول المناسبات الاجتماعية إلى أفراح ويعطيها توهجاً وأيضاً حماساً وزخما ، بينما يختبأ المتربصون به في البدرومات والأقبية التي تعفنت لم يعرفوا الشمس منذ أمد طويل يستجدون ظهورا إعلاميا للتغطية على فشلهم وإفلاسهم وقلة حيلتهم ويتمنون للحظه أن تعود عقارب الزمن للوراء .

وأزيد من ذلك أن يتواجد الزعيم صالح الذي نجا لتوه من موت محقق في محاولة اغتيال "فاشلة" مطلع يونيو من العام المنصرم ..يتواجد وسط عشرات الآف من البشر ومثلهم من البنادق ووسط زخات الرصاص حيث لا يمكن لحراسة مهما كانت كثرتها ولا لحماية مهما كانت إجراءاتها أن تحتاط لظروف كهذه ,

إنها الزعامة .. لا تؤخذ على حين غرة أو بركوب موجة ولا تنتزع بتحول سياسي أو عاصفة إقليمية ، وهذا الصالح الذي لم يستمد يوما كاريزميته ولا حضوره الشعبي الطاغي من قوة الدولة ولا سطوة السلطة ولا من حظوة الإعلام ولا بريق المادة .. وإلا لما فشل البعض في انتزاع حب الناس وولائهم حتى داخل قراهم وأسرهم رغم ما لديهم من مال حرام ونفوذ وخيال قوة ووهم سلطة.

فهل يستطيع علي محسن أن يكون بين الناس مثل الزعيم صالح .. هل يستطيع ان يتواجد في الشارع لبرهة خارج عربته العسكرية (المدرعة) .. وهل يمكن أن ينزل لساحة الاعتصام أمام بوابة فرقته .. أو أن يثق حتى بجنوده ممن يسميهم حماة ثورة الشباب ؟! اشك في ذلك ..



تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 03:15 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/98467.htm