عباس الديلمي -
حكومة الوفاق.. ومالم تستطعه الأوائل
قبل ما يزيد عن أشهر ثلاثة، هممت ان أخصص عمودي هذا لمقترح أتقدم به الى حكومة الوفاق- أعانها الله على كل شيء- ولكني بعد ان امسكت بقلمي عدلت عن ذلك، قائلاً: لماذا أطالب الحكومة الحالية بما لم تستطعه الأوائل.
أما موضوع المقترح المشار إليه فقد استوحيته من إطلالة المشكلة المنضمة الى مشاكلنا المستوطنة، وتموضعها في المكان الشاغر على المائدة التي تجلس حولها مشاكل البلاد ممثلة بمندوبيها كمشكلات، ضرب الكهرباء، تفجير انابيب النفط والغاز، الارهاب التكفيري، الانفلات الأمني التقطاعات، الاختطافات، الوافدون الافارقة، انتشار ظاهرة حمل السلاح، وتصاعد القتل جراء الخلافات القبلية والأسرية، وبدء الحرب مع القاعدة بالتكتيك والاسلوب الذي يعتبر من تخصصات ذلكم التنظيم والمعروف جيداً من خلال ما دار ويدور في كثير من البلدان -عربية وغير عربية...إلخ.
أما المشكلة المنضمة الى مشاكلنا المستعصية، والتي أوحت إليّ بالمقترح الذي وأدته في مهده حتى لا أكون مزايداً واطالب حكومة الوفاق ان تأتِ بما لم تستطعه الأوائل، فهي مشكلة النظافة وعمالها ومنتسبيها، ومن يجعلون منها قضية تتصدر نشراتنا الاخبارية الرسمية، متغلبة على احداث كبيرة كتلك التي حدثت في يوم السابع من شهرنا الجاري..
لقد خطر ببالي عند أول بروز لمشكلة النظافة، وتكدس شوارعنا بما يهدد بكارثة بيئية، أن أدلى بدلوي في اقتراح الحلول الممكنة.. واضعاً أمام حكومة الوفاق مقترحاً يقول: لماذا لا تخصخص الحكومة مشروع النظافة الذي شهد من حرص التمسك به أكثر من الحرص على مشاريع ومنشآت كثيرة تمت خصخصتها.. علماً ان خصخصتها لن يلقي بعمالها الى الشارع كما حدث لعمال مرافق ومنشآت خصخصت بل العكس تماماً.. اذ سيجدون انفسهم محل طلب الشركات التي ستوكل إليها أعمال النظافة، وستكون مضطرة لتشغيلهم كونها لن تأتي بعمال نظافة من خارج البلاد يقبلون بالأجور المحلية وبالريال اليمني.
ليس في الامر جديد، فدول العالم تعتمد على شركات نظافة تلبي الغرض، وتخضع للرقابة والمتابعة الحكومية.. وتساعد على انشاء صناعات محلية تقوم على جمع وفرز المخلفات أو القمامة.
لماذا كل هذا التمسك بمشروع النظافة.. ولماذا لا تريح الحكومة نفسها وتريح الآخرين وأولهم عمال النظافة.
كان هذا هو ملخص المقترح الموؤد لسبب ذكرته، علماً ان المواطن هو من يدفع تكاليف ورسوم النظافة كما هو حاصل.. تذكرت المثل القائل «لو كان في البومة خير ما تركها الصياد» وقلت لنفسي لو كان في خصخصة النظافة خير ما تركته الحكومات المتعاقبة منذ قيام الثورة «سبتمبر واكتوبر».
وبما ان المثل الشعبي يقول «العسر أبوه» أي ما كان صعباً لا داعي له، فقد تركت العسر أو الصعب، وارتأيت ان اطلب من حكومة الوفاق ماهو في حكم السهل والبسيط وما سيتعاون الجميع من أجل تحقيقه، كونه مطلباً جماهيرياً قبل ان يكون حكومياً، وهو إعادة النظام المروري الى سابق عهده، أو إلى حيث استطاع الأوائل عمله.. وان كانت عليه ملاحظات لا تحصى.. لأن واقع الحال المروري صار من الامور التي لا تصدق ولا يقبل بها نصف عاقل.. واقسم اني رأيت ثلثي مجنون في احد شوارع العاصمة، يستنكر اختناقاً مرورياً وما يحدث من استهتار من قبل السائقين، وسلبية مفرطة ممزوجة بعدم الثقة ان لم نقل الخوف- كانت واضحة على رجلي المرور المتواجدين في المكان.
عن صحيفة 26 سبتمبر