وليد علي غالب -
التصريح الوحيد
على عكس الصورة التي بدا عليها سيف الإسلام القذافي وقف العميد أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس اليمني السابق وقائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، ملتزماً بالقسم العسكري والولاء للوطن والشرعية الدستورية دون أي انجرار إلى المهاترات السياسية وضجة التصريحات التي حفلت بها الوسائل الإعلامية طيلة الأزمة السياسية التي شهدتها اليمن وبعد توقيع المبادرة الخليجية، والتي لا تزال متأججة على أشدها وموجهة ضد شخصه كابن للرئيس وقائد لأكبر وحدة عسكرية وواجهة القوة في الجيش اليمني.
طيلة الأزمة لم ينقل عنه غير تصريح واحد للصحيفة الناطقة باسم الجيش اليمني قال فيه إنه ملتزم بالقسم والتوجيهات الصادرة من قيادات القوات المسلحة ورئيس الجمهورية أو نائبه، وهو ما صرح به الرئيس حينها والرئيس الحالي عبدربه منصور هادي وأكده بجلاء ووضوح موقفه من جريمة دار الرئاسة ومدى الانضباط العسكري وهو يشاهد أباه مضرجاً بدمائه بين الحياة والموت. مقدماً شرف الالتزام بالواجب على العواطف، والتزم بتوجيه الرئيس بضبط النفس وعدم الانجرار إلى أي رد فعل عنيف خارج عن القانون، وطيلة غياب والده في السعودية وهو ثابت عند توجيهات نائب رئيس الجمهورية.
لقد كانت جريمة دار الرئاسة فرصة ذهبية لتصفية كل خصوم والده السياسيين والسيطرة على مقاليد الحكم في ليلة واحدة، وستقف معه غالبية جماهير الشعب التي مثلت الجريمة اعتداً على قيمها ومقدساتها، لكن الرجل أثبت أنه ليس طالب سلطة وإنما مُدافع عن الوطن والشعب والشرعية الدستورية سواءً كان أبوه من يمثلها أو كان شخص آخر.
لقد أثبت العميد أحمد علي عبدالله صالح بمواقفه في الشدائد أن ولاءه للوطن وشرف الواجب، مقدماً نموذج الشرف والانضباط للقائد العسكري. واستغرب كيف يستمر البعض في النقيق دون خجل.
لست أدافع عن الرجل، ولكن أتمنى أن نجرب مرة أن نحترم حقائق الواقع.