امين الوائلي -
تعز.. يابشر!!
جميع المدن والمحافظات اليمنية عانت ويلات الأحداث وتداعيات الأزمة فاحشة البلاء، لكن تعز لوحدها تختصر معاناة اليمن وتلخص آمال وآلام اليمنيين.. هي المدينة التي تحمل التاريخ وتحلم بالمستقبل وتنتمي إلى الغد حتى وهي تقطع يومها الطويل والشاق مهددة بالعطش وتساوت جميع الحكومات العابرة على هذه الأرض في حرمانها من شربة ماء، وجميع من عبروا استقوا منها حتى الثمالة وسقتهم من روحها عصير الخلود.
تعز.. جبل الصبر الشامخ وكنانة المدنية لم تسلم من جور وفجور الأقارب والأباعد يتنافسون على إيذائها كما لو أنهم يتنافسون على درع العقوق وصدارة الفوضى وألقاب الجاهلية!
دعوا تعز وشأنها، لا تحتاج إلى "فتوات" من أي نوع ولم تكن يوماً بحاجة إلى أمثال هؤلاء يزرعون العبث والفوضى في أرجائها ثم يقدمون أنفسهم حماة وحراساً، وأكبر خدمة يمكنهم أن يهبوها لتعز هي أن يرفعوا أياديهم عنها ويعود كلٌّ من حيث أتى، فما عاد أحد يصدق بأن البنادق والمعابر وجاهلية الرصاص يمكنها أن تحمي المدينة المسالمة وهي لم تُصب بمكروة أكبر ولا أسوأ من هذه البنادق التي غزت أحياء الحالمة وحولت نهاراتها إلى خوف مقيم ولياليها إلى كوابيس سوداء.
تعز ليست غنيمة حرب.. روح المكان طاردة للأشباح.. تنبذ شيوخ الجان وأمراء الحرب وفتوات البطالة المقنعة.. تعز حضرة الأولياء.. لا خوف عليها إلا منكم ولا هم يحزنون.
"الثورة