المؤتمرنت - زكاة القات .. كيفية احتسابها وتحصليها .. وأثرها الاقتصادي اعتاد مزارعو القات في اليمن على دفع زكاة القات للدولة في نهاية العام ولمرة واحدة فقط على أنها زكاة تجارة رغم أن القات يغل أكثر من مرة في السنة ، وهو ما اعتبره علماء وفقهاء ومختصون من الأخطاء الواضحة التى يجب معالجتها وعدم تجاهلها من قبل الجهات المختصة.
وشدد العلماء في هذا الجانب على ضرورة إخراج زكاة القات وتسليمها للدولة عند كل عملية جني للمحصول .. مدللين على ذلك بقوله تعالى ( وآتوا حقه يوم حصاده ) .
وأشاروا إلى أن القات يعد أحد مصادر المال مما تخرج الأرض فلذا يجب أن تؤخذ زكاته كالنصاب المحدد من زكاة الزروع سواء الثمار أو الخضروات عملا بقوله عز وجل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ"..
وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع الإرشاد حسين الهدار أكد أهمية إخراج زكاة القات على أنها زكاة زروع .. موضحاً أن مقدار زكاة الزروع 5 بالمائة للمروية بالتكاليف والنفقات و 10 بالمائة للزروع التي تعتمد على مياه الأمطار أي التي تروى بدون عناء أو مجهود .
وشدد الهدار على ضرورة الالتزام بما ورد في آيات القرآن الكريم عند قوله تعالى " وآتوا حقه يوم حصاده " حيث اشتملت الآية على توجيه صريح وواضح للمسلمين بضرورة دفع زكاة المحصول عند كل مرة حصد أو غل .
ودعا المزارعين إلى إبراء الذمة في دفع الزكاة وتسليمها إلى الدولة التي تتولى إيصالها إلى الفقراء وتوجيهها في أعمال الخير.
وفيما اعتبر وكيل وزارة الأوقاف أن الالتباس الذي يحصل في آلية تحصيل زكاة القات وتسليمها للدولة نتيجة تدني الوعي لدى المزارعين بأهمية دفع الزكاة ودورها في تطهير أموالهم وخيرات أرضهم .. شدد على دور خطباء المساجد في الوعظ والإرشاد بأهمية دفع الزكاة وحث المزارعين وتنويرهم بكيفية دفعها وأهميتها.
نائب مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة صنعاء محمد العرشاني يؤكد أن زكاة القات واجبه على المزارع لأنها زكاة زروع كما أنها تجب على البائع كزكاة عروض تجارة .. مبينا أن الزكاة فرض وركن من أركان الإسلام وعبادة يتقرب من خلالها المسلم الى الله سبحانه وتعالى ولا يجور لأي شخص التساهل فيها وهي كالصلاة يجب أن تؤدى كاملا دون نقصان.
وحول الاختلاط والالتباس في تحصيل زكاة القات أوضح العرشاني أنه من الملاحظ فيه في زكاة القات أن هناك خطأً كبيراً في تحصيلها يفضي إلى خطأ آخر في تقديرها ، حيث أن زكاة القات اختلط فيها الأمر ما بين زكاة عروض التجارة وبين ثمار الأرض ، فزكاة القات لا يتم تحصيلها من جهة الاختصاص إلا في نهاية العام فقط ، كأنها زكاة تجاره على الرغم أنها تُخرج وتحصّل عند حصادها لقوله تعالى: « وآتوا حقه يوم حصاده ».
وشدد على ضرورة الحرص على إخراج زكاة القات عند كل عملية حصد وبالمقادير المحددة لزكاة الزروع وهي 5 بالمائة للمروي بالتكاليف و 10 بالمائة للمروي بمياه الأمطار أما زكاة القات في نهاية العام كزكاة التجارة ففيها ربع العشر فقط .
ونصح بأهمية الالتزام بتسليم الزكاة عند كل عملية حصد للمحصول وعدم التساهل فيها أو تأجيلها .. معتبرا أنه عند تحصيل زكاة القات في كل مرة حصد فإنه يسهل تقدير الزكاة بحيث لا تتراكم الى نهاية العام ويدع مجالات للشك في التقدير ، كما أنه عند تراكم الزكاة الى نهاية العام ولسبب ان النفس طماعة فقد يحدث الطمع ويتم إنقاص المقدار للزكاة المحدد .
ووفقا لنائب مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بصنعاء فإن القات يصنف ضمن الخضروات فيما يتعلق بالزكاة .. مبيناً أن العلماء يرون أن الزكاة في الخضروات مثلها مثل الثمار يُعطى حقها يوم حصاده ، عندما تأتي ثمرتها فيؤخذ منها العشر اذا كانت تسقى بماء السماء ونصف العشر اذا كانت تسقى بالمضخات والتي تروى بالتكاليف وفيها عناء.. وقال " كون نبتة القات مصدر من مصادر المال وتخرج من الأرض ففيها الزكاة والله عز وجل يقول "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ"، أي فما يخرج من الأرض يجب فيه الزكاة ".
وحذر محمد العرشاني من التحايل في دفع زكاة القات باعتباره محصول نقدي يغل أكثر من مرة في العام ، وشدد على ضرورة إخراج الزكاة بعد كل حصاد عملا بالآيات الدالة على ذلك .. معتبرا أن من يتحايل على دفع الزكاة فإنه يأتي في حكم الساعي الى منعها .
وحول وجوب زكاة القات سواء على المزارع أو البائع يؤكد فقهاء ان باعة القات يعتبرون تجار ويجري عليهم ما يجري على غيرهم في زكاة التجارة وأما عن مكان إخراجها فإنها تخرج في مكان عمل تلك التجارة وهذا يستدعي إيجاد آلية دقيقة للتحصيل تتولى الدولة تنفيذها .
وهو ما أوضحه وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع الإرشاد حسين الهدار بقوله " زكاة القات بالنسبة للبائع تعتبر زكاة عروض التجارة، ويخرج منها زكاة الأموال المقدرة بربع العشر باعتبارها أموال تجارة ".
وفيما يتعلق بآلية تحصيل زكاة الزروع اعتبر مدير مكتب الواجبات الزكوية بمحافظة الحديدة جمال الحميري أنها لا تعتمد على إقرار المكلف بل على التقدير الدقيق ، وأن آلية تحصيل زكاة الزروع ما تزال غير دقيقة أو واضحة .. مبينا أن كثير من المكلفين لا يؤدون هذه الفريضة ومن يؤديها لا يؤديها على وجهها الصحيح وهو أمر يخالف ما أمر الله تعالى .. محملا الدولة المسؤولية في إيجاد كل الوسائل والتسهيلات ليتمكن المكلف من أداء هذه الفريضة دون عناء لولي الأمر.
ووفقا للحميري فإنه لا توجد شمولية في تحصيل الزكاة وأن عملية تحصيلها تتم حاليا في العديد من مكاتب الواجبات الزكوية بالجمهورية وتنحصر في إطار الأحياء القريبة من مقرات إدارات تحصيل الواجبات ، وأن ضعف الإمكانيات المالية والبشرية لهذه الإدارات تجعلها عاجزة عن التحصيل بفعالية في الأحياء والشوارع البعيدة عنها.
بدوره أوضح مدير عام الواجبات بمحافظة حجة محمد عبده حجر أن عملية تحصيل زكاة القات والخضروات والحبوب الغذائية المختلفة تواجه بعض المشكلات تتمثل في وجود قصور في عملية التقرير المرفوع من قبل بعض الأمناء المحليين ممن يقومون بتقرير زكاة المحاصيل من تلقاء أنفسهم دون الرجوع الى الملاك المزارعين.. مشيرا إلى أهمية استشعار المسؤولية من قبل الجميع سواء في تقدير الزكاة أو تسليمها للدولة لأنها أمانة يجب الالتزام بها وإخراجها كما حددها الشرع.. مبينا أن بعض المزارعين يحاولون التحايل والتهرب من هذه الأمانة ويوكّلون الأمناء بعملية التقرير ، وربما تكون تلك الممارسات نتيجة لجهلهم بأهمية الزكاة أو لتساهلهم .
وشدد في هذا الصدد على دور خطباء المساجد والعلماء والإرشاد في توعية الناس بأمور دينهم والتركيز على توعيتهم وحثهم على دفع الزكاة باعتبارها ركن من أركان الإسلام .. داعيا إلى أهمية تكثيف الإرشادات التوعوية في هذا الجانب عبر وسائل الإعلام لدورها الفاعل والسريع في التوعية .
وبخصوص المعوقات والصعاب التي تواجه آلية التحصيل للزكاة أكد محمد عبده حجر أن المعوقات التي تواجه المكتب في تحصيله للزكاة بالمحافظة تتمثل في عدم اقبال البعض لتسليم ما ورد في بيان الأمين ، وأن جملة ما يتم تحصيله من تلك المبالغ لا يساوي سوى 10 بالمائة مما تم تقريره من قبل الأمين حول مقدار الزكاة على المحصول، علماً بأن زكاة القات تعد من أكبر الأوعية الزكوية تقريراً وتحصيلاً .
وحول أهمية زكاة القات ودروها في الاقتصاد الوطني أوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء الدكتور طه الفسيل ان القات يعد مصدرا أساسيا وفاعلا لدعم الاقتصاد ويساهم في التخفيف من الفقر خاصة في المناطق الريفية التى تعاني من الفقر والبطالة.. مشير إلى أن زكاة القات أحد الوسائل المساهمة في حل كثير من المشاكل وبالذات المتعلقة بالدخل الذي يتركز في يد فئة محدودة في المدن ، فضلا عن كونها أداه تساعد على توسيع المنافع الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي عند عملية تنظيم أخذ الزكاة.
ولفت الفسيل إلى أهمية الزكاة كركن من أركان الإسلام ودورها في التخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين، باعتبارها أداه للمساواة والعدالة وإيجاد روح التكافل الاجتماعي، فضلا عن مردوداتها في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتي تتأتى ثمارها في تهذيب النفوس وحمايتها من الشح والجشع.. مؤكدا أن زكاة القات إذا تم تحصيلها بطريقة سليمة ستشكل رافدا أساسيا وهاما للاقتصاد وستلعب دورا فاعلا في التنمية والتخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين وسيتم بواسطتها حل كثير من المشاكل والأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد .
كما تلعب الزكاة دورا هاما في حماية المجتمعات من الهزات الاقتصادية والاجتماعية وإشاعة التكافل بين أفراد المجتمع ونشر روح المحبة والإخاء بين الأغنياء والفقراء لأن الغني إذا لم يعطي الفقير تكون بذلك حقدا ويجعل المجتمع يفكر في الاعتداءات والانتقامات.
سبأ
|