المؤتمرنت- يحيى نوري -
رئيس فرع المؤتمر بحجة: الاحتفال بذكرى التأسيس مناسبة لتقييم وتطوير أداء المؤتمر
عبَّر الشيخ فهد دهشوش- عضو اللجنة الدائمة رئيس فرع المؤتمر في محافظة حجة عن أمله الكبير في ان يستغل المؤتمر ذكرى تأسيسه الـ30 في إجراء مناقشات مستفيضة لكل ما يعتري نشاطه من قصور ويعمل على رفع مستوى أدائه بالصورة التي تتفق مع طبيعة التحديات الراهنة.
ودعا دهشوش القيادة السياسية والتنظيمية إلى ضرورة عقد ندوة مؤتمرية شاملة تناقش بأسلوب علمي أمام مختلف المشكلات وتخرج بنتائج تمكن العمل المؤتمري من الانتقال من الاختلالات والانزواء إلى آفاق اكثر حيوية تواكب متغيرات الحياة السياسية والحزبية..
مشيراً إلى أن المؤتمر بات في أمس الحاجة إلى إجراء إصلاحات جذرية وإلى إدارة مهنية أكثر قدرة على تجاوز المشكلات..
وبهذه المناسبة اجرت صحيفة «الميثاق» حواراً مع الشيخ دهشوش يعيد "المؤتمرنت" نشره فيما يلي:
- ما دلالات الاحتفال بمناسبة الذكرى الـ(30) لتأسيس المؤتمر في ظل هذه الاوضاع التي تعيشها البلاد؟
- في البداية لا يسعني الا أن أشكر صحيفة «الميثاق» على ما توليه من اهتمام بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام، وهو اهتمام ينعكس أثره الايجابي على مختلف أعضاء المؤتمر، والحقيقة أن مدلولات الاحتفال والابتهاج بالذكرى الـ(30) لتأسيس المؤتمر، تكتسب أهمية بالغة لكونها تأتي هذا العام في ظل تطورات كبيرة تحتم على المؤتمر التفاعل مع كل ذلك من منطلق وعي تنظيمي يدرك عظمة هذه المناسبة وحجم التحديات الكبرى والتي يواجهها المؤتمر الشعبي العام هذه الأيام، الأمر الذي يحتم علينا جميعاً الاهتمام بالمؤتمر وبرامجه وتفعيل كل الجوانب المتصلة به، وأن يكون احتفالنا بذكرى التأسيس احتفاءًَ عميقاً في مدلوله ومعناه، بحيث نجعل هذه المناسبة محطة مهمة للوقوف أمام مختلف التطورات ذات العلاقة بنشاط المؤتمر وتحديد مناطق الضعف التي تشوب عمله والعمل على إيجاد المعالجات الناجعة لها بالصورة التي تجعل من مناسبة التأسيس مناسبة للاطلاع والتقويم والدفع بالمسار المؤتمري خطوات متقدمة الى الأمام.
أكثر من عنوان
- ولكن بالنظر الى برنامج الاحتفال بهذه المناسبة سنجد أن هناك أمراً فيه تجديداً في الاحتفال.. ما تعليقكم؟
- نعم لقد تلقينا وعبرالمنشورات الداخلية للمؤتمر أن هناك بعداً جديداً في احتفال هذا العام.. فهناك لجنة تحضيرية تم تشكيلها للإعداد للاحتفال بهذه المناسبة، وأن هذا الاحتفال سيحمل في طياته اكثر من عنوان.. العنوان الاول الاحتفال بالذكرى التأسيسية، والثاني الاحتفاء بالذكرى الأولى للشهيد عبدالعزيز عبدالغني- عضو اللجنة العامة رئيس مجلس الشورى السابق- رحمه الله- والثالث التكريم للعديد من الشخصيات المؤتمرية التي أسهمت بفاعلية في تأسيس المؤتمر الشعبي العام.
ولا ريب أن هذه الجوانب الايجابية التي تسود احتفال المؤتمريين بذكرى تأسيس تنظيمهم تكتسب بعداً جديداً يتطلب منا المزيد من التفاعل الايجابي مع هذه المتطلبات لكونها تؤسس وجهة نظر لمستقبل أفضل للمؤتمر.
مشكلات عدة
- على ذكركم للمشكلات التي يعاني منها المؤتمر وباعتباركم إحدى القيادات التنظيمية.. نحب التعرف من خلالكم عن طبيعة هذه المشكلات؟
- المشكلات التي يعاني منها العمل المؤتمري عديدة، وهي ليست مجهولة.. بمعنى أننا في المؤتمر سواءً في إطار الامانة العامة أو في إطار الفروع سبق وان وفقنا أمامها من خلال انعقاد العديد من اللقاءات، وعملنا على إيجاد المعالجات الناجعة ومنها- مثلاً- تعزيز عملية الاتصال والتواصل بين مختلف الاطر المؤتمرية بحيث تعمل جميعها في إطار حلقة واحدة بهدف بلورة قرارات المؤتمرات، ومن هذه المشكلات- ايضاً- عدم القدرة على الاستفادة من كوادر المؤتمر في مختلف المجالات بالاضافة الى جمود وتقوقع خطط وبرامج الفروع وعدم قدرة الفروع على إحداث الزخم التنظيمي المطلوب على مستوى مختلف الأطر الجغرافية لكل فرع، وإلى مستوى حجم المشكلات التي يعاني منها هذا أو ذاك، بالإضافة الى مشكلات تُعنى بالاشكالات المالية والإدارية وشحتها، ايضاً الحاجة الماسة الى التدريب والتأهيل حتى تتمكن من القيام بأعمالها على خير وجه الاداء التنظيمي.
وحقيقة المشكلات عديدة منها ما يتصل بعملية التوجيه والارشاد والاعلام وكلها متطلبات تحتاج الى مهنية تنظيمية ويستحيل تحقيق الاهداف دون المعالجات الناجعة لهذه المشكلات وغيرها.
ضعف الأداء
- اللقاءات التشاورية التي أشرت لها خرجت بقرارات وتوصيات لحل هذه المشكلات، ما أسباب عدم العمل بهذه المخرجات؟
- هذا يعود الى وجود ضعف ووهن في الأداء التنظيمي، سواء أكان على المستوى القيادي أو على المستوى القاعدي، فالإدارة التنظيمية مطلوب منها سرعة القيام بتنفيذ هذه القرارات، لكن بقاء هذا الاعتوار أدى الى وجود تقصير في عملية التنفيذ، وهذا أمر تتحمله الامانة العامة، وأنا هنا أقول بصراحة متناهية أن الأمانة العامة وما تمتلكه من صلاحيات معنية بإدارة العمل التنظيمي، فكان من واجبها القيام بذلك، ولا يمكن هنا أن أحمل المسؤولية القطاع التنظيمي في إطار الفروع بالمحافظات او المديريات، ذلك أن الإدارة التنظيمية مازالت عملية التخطيط لها مرتبطة بالأمانة العامة.. كما أؤكد ان المسؤولية التنظيمية تمثل منظومة شاملة تعمم على القيادات والقواعد.
- لكنكم عقدتم اكثر من لقاء كما أشرت، ولكن لماذا لم تبلغوا الأمانة العامة بذلك وتؤكدوا على أهمية القيام بدورها؟
- من المؤسف أننا نعقد لقاءاً تشاورياً بعد لقاء ونجد أنفسنا مع كل لقاء تشاوري جديد في موقف محرج.. ونحن لم نقم بتنفيذ قرارات وتوصيات اللقاء السابق، وهذا يعني أن هناك مشكلة في الأداء التنظيمي سواء كانت في عملية التخطيط أو في عملية الاشراف والمتابعة والتقييم.
ولهذا نريد أن نذهب الى الفعاليات المؤتمرية بمصداقية أكثر استجابة لحالتنا التنظيمية وأكثر تعبيراً عن مشاكلها.
ثقافة تنظيمية
- تحول المؤتمر الى اللامركزية التنظيمية ووجود لجان دائمة محلية.. السؤال هل أضحت اللامركزية تمارس على الواقع، وما الذي تتطلبه من إصلاحات من وجهة نظركم؟
- الحديث عن اللامركزية التنظيمية حديث يعد بالنسبة لي ولكثير من أعضاء المؤتمر حديثاً طموحاً مبكراً خاصة وأن اللامركزية التنظيمية لم تعد قراراً يتم اتخاذه، وإنما اصبح بلورته الى الواقع يحتاج إلى ثقافة تنظيمية تتطلب من كافة القيادات الاهتمام والوعي الكامل بالمثل والقيم التنظيمية التي تقوم عليها اللامركزية والإيمان الكامل بهذه القيم.
ويمكن لنا أن نرصد التحولات المهمة على صعيد العمل التنظيمي، وأعتقد أن الانتقال الى اللامركزية التنظيمية يتطلب من الجميع أن يكونوا متمتعين بمختلف الامكانات اللازمة التي تساعدهم على بلورة اللامركزية التنظيمية خاصة وأن العملية الإدارية وفي أي نشاط إنساني آخر لابد أن تمتلك كل المقومات الإدارية التخطيطية والتنظيمية والاشرافية والتقييمية التي تساعد هذه القيادات على ضبط عملية الأداء وتفعيله والسير به باتجاه تحقيق الاهداف المرجوة وفي مقدمتها مواكبة حركة الحياة بكل إيقاعاتها وبصورة تجعل من العمل الحزبي قادراً على التفاعل مع كل ما حوله من متغيرات وتحولات مهمة واستراتيجية.
ندوة شاملة
- كيف تنظرون الى التفاعل مع مطلب الإصلاحات التنظيمية الذي يعول عليه تحقيق الاهداف والمبادئ التي شحذ المؤتمر همته من أجل تحقيقها؟
- الاصلاحات التنظيمية عملية معقدة لا يمكن أن يقوم قطاع تنظيمي- بحد ذاته- وإنما تتطلب مشاركة فاعلة وأساسية وجوهرية من قبل مختلف الفعاليات المؤتمرية، سواء كانت بالامانة العامة أو الهيئات المؤتمرية المختلفة كالتنظيمية والشوروية والنيابية والوزارية، وهذا يعني أنه لابد من التواصل والاتصال الايجابي مع مختلف هذه القطاعات حتى يمكن التوصل الى رؤية شافية وواضحة تشخص المشكلة التنظيمية التي يعاني منها المؤتمر وتحدد بقناعة بالغة المعالجات الناجعة لها في إطار رؤية علمية.
وهذا يدعونا الى ضرورة الاحتفاء بالذكرى التأسيسية للمؤتمر الشعبي العام من خلال عقد ندوة علمية شاملة تقف أمام مختلف مشكلات الأداء التنظيمي للمؤتمر وبالتالي تخرج بالعديد من الاستنتاجات التي يمكن أن تعمل على إخراج الأداء المؤتمري من حالة الرتابة والتقوقع التي يعاني منها.
وإزاء كل ذلك فإننا ندعوا الى ضرورة أن تقوم مختلف الفعاليات المؤتمرية بدورها في تشخيص المشكلة أن تشارك في وضع المعالجات لها، وفي إطار خطة تحرك سياسية وتنظيمية شاملة، يأخذ بها المؤمر للانتقال الى مرحلة جديدة تساعده على التعاطي الايجابي والمقتدر مع التحديات القادمة برؤية أكثر انفتاحاً وإدراكاً لحجم المشكلات الراهنة وهي تحديات طبيعية يجب على المؤتمر التعاطي معها بمسئولية بعد ان فرضتها التحولات والمتغيرات التي تشهدها الساحة الوطنية وهي طبيعية لكونها تأتي في إطار تنظيم سياسي له ثلاثون عاماً يتعاطى مع قضايا الشأن الوطني بكل تعقيداته.
ليس فشلاً
- دعا الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الى ضرورة أن يتحول المؤتمر الى حزب.. هل هذه الدعوة تأتي اعترافاً بفشل المؤتمر خلال المرحلة الماضية أم أنها رؤية لمزيد من التطوير له؟
- أولاً المؤتمر الشعبي العام يعد واحداً من التنظيمات السياسية التي تتفاعل مع الاصلاحات الداخلية في إطار الانظمة واللوائح، وبالتالي فإن ما نفهمه من تعبير صريح لتصريح الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام الذي اشرت له في سؤالك وهو أنه يأتي في إطار حرص القائد المؤسس على جعل التنظيم يكتسب المزيد من الحيوية والفاعلية.
وليس الامر كما يشير له البعض بأنه اعترافاً بفشل المؤتمر خلال المرحلة الماضية، فالمؤتمر الشعبي العام كان ومايزال الاكثر استجابة لمتطلبات التطوير لبناء اليمن الجديد الديمقراطي الموحد، والانتقال الى هذا التصريح للقائد المؤسس على أنه يمثل الحضور الأفضل لكافة القيادات المؤتمرية القاعدية والقيادية العليا حتى تقوم بتقديم أداء أفضل وفي أفضل استغلال لأنظمة ولوائح المؤتمر، وبالتالي فإننا في المؤتمر.. نعترف أنه ما زال أمامنا الكثير من المهام والمسؤوليات التي يجب علينا أن نقوم بتنفيذها على أعلى درجات المهنية، لهذا يتطلب بذل المزيد من الجهود في هذا الصدد.
- على ذكركم للمهنية كان الأمين العام السابق الاستاذ عبدالقادر باجمال قد رفع شعار المهنية كبداية جديدة، للعمل التنظيمي بالمؤتمر فهل ترون هذه المهنية مازالت تمثل شعاراً يتطلبه المؤتمر اليوم؟
- حقيقة أن الاستاذ عبدالقادر باجمال الامين العام للمؤتمر الشعبي العام السابق قد عبر بوضوح وجلاء عن حاجة ماسة للمؤتمر للمهنية التنظيمية ولم يعلن ذلك من باب الفرقعة لشعار أجوف، وتوجه كهذا لم يأتِ من فراغ وإنما جاء نتيجة موضوعية ومنطقية تستجيب للحالة التنظيمية المؤتمرية التي هي في أمس الحاجة الى المزيد من عوامل التطوير والتحديث، لكن للأسف الشديد - هذا التوجه لم يجد الوقت الكافي لتطبيقه على واقع الحياة المؤتمرية نظراً للإرادة الإلهية التي جعلت الأمين العام الاستاذ عبدالقادر باجمال في وضع صحي لا يمكنه من مواصلة نشاطه ومهامه ومسؤولياته التنظيمية من أجل ترسيخ وتجذير هذا التوجه.
وللحقيقة العمل المؤتمري الراهن في حاجة ماسة إلى مثل هذا الشعار وبلورته الى الواقع لمواجهة التحديات التي تقف اليوم أمام مسيرة المؤتمر ويعمل بالتالي على بلورته على صعيد الممارسة التنظيمية وكان ذلك استشعاراً مبكراً يتنبأ بحدوث هذه التحولات ولو كان المؤتمر حرص على السير على طريق تنفيذ هذا التوجه، لما وجدنا أنفسنا، اليوم نعاني من حالة الخوف على حاضر ومستقبل المؤتمر.
- كلمة أخيرة؟
- أتمنى للعمل المؤتمري النجاح والتوفيق خلال المرحلة القادمة وهو نجاح يجب أن يكون مرتكزاً على الاسس والقواعد التنظيمية والمهنية التي تضمن للمؤتمر دوراً أكثر فاعلية في الحياة اليمنية.